تتوجه أنظار وأعمال بلدية العاصمة منذ مدة نحو تنظيم وقوف السيارات بتكثيف عرض الأماكن من خلال عديد الاجراءات وأهمها تشجيع بناء المآوى ذات الطوابق. وقد نظمت البلدية أمس في هذا السياق زيارة ميدانية قادها شيخ المدينة ورئيس البلدية السيد عباس محسن الى مشروع مأوى السيارات ذي الطوابق بنهج تركيا عبد الرزاق الشرايبي الذي انطلقت أشغاله منذ ديسمبر الفارط (2003) وستنتهي في موفى جوان 2005 في اطار عقد لزمة لمدة 37 سنة أبرمته البلدية مع «شركة تونس مآوى الخدمات». ويضاف هذا المأوى الذي يتألف حسب مستثمره من أربعة طوابق (بما في ذلك السطح) تضم نحو 640 مكانا بمعدل 160 مكانا بالطابق الواحد الى مأوى آخر بلافيات الذي شارفت أشغاله على الانتهاء ومأوى ثالث ذي طوابق بنهج المختار عطية قال شيخ المدينة إن أشغاله ستنطلق خلال الاشهر القليلة القادمة. تنظيم وحسب مصادر البلدية فإن عملية تنظيم الوقوف في العاصمة لا تتوقف عند انشاء المآوى الثلاثة المذكورة والتي ستتسع الى نحو 2350 مكانا بل تشمل ايضا اجراءات أخرى تتمثل في تنظيم وتعميم الوقوف قصير المدى وبمعلوم بالطريق العام لتأمين التداول على الأماكن المتاحة وذلك بتركيز آلية عصرية تتماشى وحاجيات المواطنين (آلية المناطق الزرقاء) وتكثيف المراقبة ومراجعة معلوم الوقوف على الطرقات وبالمآوى لينحصر الوقوف قصير المدى بالطرقات والوقوف متوسط وطويل المدى بالمآوى الى جانب مراجعة تراتيب المرور لبعض وسائل النقل. ومع هذه الاجراءات تم وضع مآو أرضية تعويضية بديلة للمآوى ذات الطوابق أثناء الأشغال بزوايا أنهج حسين بوزيان وعلي درغوث وعبد الرزاق الشرايبي وعلي بن غذاهم وأيضا بزوايا أنهج فارس الخوري وأم كلثوم وسعد زغلول وعلي درغوث وفرت حوالي 350 مكان وقوف حددت تعريفة الوقوف بها بدينار واحد للحصة و30 دينارا للاشتراك الشهري. غير ان جملة هذه الاجراءات لم تف بالحاجة حيث مازال الطلب على الوقوف أرفع بكثير من عرض الأماكن وهو ما يؤدي الى استفحال ظاهرة الوقوف الفوضوي واختناق حركة المرور وتعطيل خدمات النقل العمومي. كما ان بعض الخدمات والاجراءات التي تم اتخاذها لتنظيم الوقوف تواجه انتقادات حادة من طرف أصحاب السيارات وعلى رأسها آلية المناطق الزرقاء التي يرى هؤلاء أنها مكلفة وتتماشى مع ما يطلبه أغلب المواطنين وخصوصا الموظفين باعتبار ان الوقوف في هذه المناطق محدد بساعتين فقط والحال ان هؤلاء يبحثون على فضاءات للوقوف طيلة ساعات المداومة في العمل. كما يتذمر الناس من شطط تعريفة الوقوف في بعض المآوى الخاصة ومن كثرة الردع والتغريم عند المخالفة والوقوف في أماكن يُمنع فيها الوقوف ويطالب هؤلاء السلط بتوفير فضاءات للوقوف بشكل كاف قبل المرور الى الردع. ** اختناق وكان السيد عباس محسن شدد خلال الزيارة على ان السياسة العامة في مجال تنظيم وقوف السيارات ترتكز على التصدي للمخالفين ومقاومة ما يسمى بالسيارة المغيثة التي تلازم الطريق لساعات وتتسبب في اختناق المرور من جهة وعلى اعطاء فرصة لكل شخص لركن سيارته في مكان مهيأ إما على الطريق او بالمآوى. وقال ايضا ان تجربة المناطق الزرقاء ايجابية رغم معارضة وتحفظ البعض فقد أمكن في المنطقة الزرقاء بلافيات مثلا بلوغ معدل تداول 6 سيارات في الساعة على المكان الواحد. وهذا جيد ويحقق سيولة كبيرة في حركة المرور.