تولّد فترة المراجعة التي تسبق إجراء الامتحانات لدى الطالب الشعور بالضيق وتجعله تحت تأثير ضغوطات نفسية. ما أسباب هذه الضغوطات النفسية؟ وكيف يمكن للطالب أن يسلم من أذى هذه الضغوطات؟ هكذا يتحوّل إجراء الامتحان لدى طلبتنا الى أمر جلل كلما اقترب موعده ازدادت الضغوطات. ويفسر الدكتور عطيل بينوس وهو اختصاصي في علاج الاعصاب وفي علاج الامراض النفسية أن عائلة الطالب التي ترى ابنها مشروع استثمار هي مصدر ضغط بحيث أن الطالب يتولد لديه إحساس بعظمة المسؤولية وأي فشل يتحوّل الى خطيئة وذنب لشعوره بأنه لم يكن في مستوى آمال عائلته. ومثل هذا الضغط يكون أشد خاصة اذا كانت عائلة الطالب تمر بظروف مادية صعبة وأقدمت على تضحيات مادية كبيرة من أجل تأمين دراسته وتوفير ظروف النجاح الملائمة له. والنتيجة أن اهتمام الطالب في فترة المراجعة يتعلق بنتيجة الامتحان أكثر مما يتركز على إجراء الامتحان في حد ذاته وهو ما يولّد قلة تركيز لديه. من جهة أخرى مثل هذا الاحساس بالمسؤولية يدفع بالطالب الى بذل مجهودات مضاعفة قد تصيبه بالارهاق والتعب يوم الامتحان خاصة وأن البعض يرفّع من نسق التحضير في اليومين الاخيرين من فترة المراجعة ويستمر الى ساعات متأخرة من الليل. البعض الآخر من الطلبة يريد تدارك ما فاته من دروس ويريد أن يحضر كل هذه الدروس في فترة قصيرة وهو ما يضعف التركيز. * عوامل داخلية توجد فئة أخرى من الطلبة أيضا من يريد أن ينجح بامتياز فلا يهمل أية جزئية مهما كانت بساطتها أثناء التحضير ومثل هؤلاء ليست الاسرة من تسبب لهم الضغط بل هم من يضعون الضغوط على أنفسهم فعدم النجاح بملاحظة حسن أو امتياز هو في حد ذاته فشل بالنسبة لهم. من العوامل الداخلية «التراك» والخوف من يوم الامتحان ويفقده جزءا كبيرا من إمكاناته المعرفية ويؤكد المختص النفسي د.ع.ب أن الكثير من الطلبة يظهرون مستوى معرفيا طيبا على امتداد العام الدراسي لكن بمجرد دخولهم للامتحان يفقدون تركيزهم ويشعرون بأنهم لم يحضروا شيئا. * نصائح ولئن من المحبذ بالنسبة للذين يعايشون حالات «التراك» أن يستعينوا بطبيب نفساني لاعانتهم على تجاوز مثل هذه الوضعيات فإن الواجب يفترض أيضا على العائلة ألا تضع ابنها في مثل هذه المواقف وتتجنب وضعه تحت الضغوطات التي تجعله يرهق نفسه. كما أن الطالب عليه أن يهيئ نفسه ليوم الامتحان بتنظيم أوقات المراجعة وبالتخفيض في نسق التحضيرات تدريجيا ومن المحبذ أن يضع حدا لهذه التحضيرات قبل يوم أو يومين من تاريخ الامتحان حتى يترك مجال الترتيب وتنظيم أفكاره. وحتى في صورة الفشل فإن على الطالب أن يضع في اعتباره أن إمكانات التدارك ممكنة في الدورة الموالية فلا داعي إذن لتهويل الامور ولا موجب لتحميل النفس ما لا تقدر على حمله.