أعجب ما أعجب في اداراتنا ومؤسساتنا من مواصلة بعض عملتها وموظفيها الحياة بها على الرغم من أن وجودهم بها في أغلبه غاية في التقاعس والتخاذل وأبعد ما يكون عن الافادة والاضافة الحقيقية والضمير المهني الخلاق.... هم موجودون في كل المكاتب و»الغرف» الادارية والأروقة ولا تجد لاحدهم تميزا عن الاخرين لو انتقلت من ادارة الى ادارة او من مؤسسة الى أي مؤسسة اخرى: هم آخر الملتحقين بمواقع عملهم بعد طلوع الشمس امتارا في السماء وهم أول المغادرين في أولى ساعات المساء... هم أقل «الناس» حضورا في مكاتبهم وأكثرهم تنقّلا بين المكاتب والمقاهي والمتاجر والاسواق برغم ان «الوقت» وقت عمل و»دوام»... هم أخفض الناس انتاجا وانضباطا واكثرهم استهلاكا واستهتارا بالواجب والمهام... نعم، هم منتشرون في «شرايين البلاد» وهم يُصرّون على نهجهم ويشدّون على تقاعسهم متستّرين بكم من التعلات والتبريرات برغم النداءات المتواصلة لهم بأن يرفعوا عن أعينهم حجب الاوهام ويفتحوها على العمل والكد والجهد الدائم المتواصل عملا بمقولات التفاني والامانة وحب البلاد كما ألفت ذلك البشرية منذ قديم الزمان. الأكيد أن على هؤلاء «المتقاعسين» أن «يستفيقوا» من غفوتهم وينخرطوا بجد في مسالك الاجتهاد بصفة فورية وعاجلة قبل ان ينطبق عليهم «كبّال» الرقابة والحساب ليحاسبوا عندها اعسر حساب ويجبروا ربّما على «التقاعد الاجباري» أو العقاب على اعتبار أن الغاء امثال هؤلاء من جداول الادارة والمؤسسات افضل من تواصل بقائهم على ذلك النحو من الخسارة والهوان.