«التأشيرة» هو العمل المسرحي الجديد الذي يضيفه البشير الدريسي لرصيده المسرحي وهو عمل جمع بين آمال علوان وزهير الرايس وعرض يومي الخميس والجمعة في قاعة الحمراء. هذه المسرحية التي كتبها البشير الدريسي أعادت آمال علوان الى الركح بعد غياب طويل في حكاية امرأة تسعى للحصول على تأشيرة للهجرة الى فرنسا للالتحاق بخطيبها الذي لم يعد بعد ان اختطفته اضواء باريس والتقى امرأة فرنسية جعلته ينسى خطيبته التي لم تبق لها الا الوحدة والصمت والاحلام التي تكسّرت على طوابير الانتظار أمام قنصلية فرنسا في احدى البلدان المغاربية. ماذا يمكن لامرأة وحيدة أن تفعل للالتحاق بخطيبها؟ هل تملك شيئا أكثر من الالحاح على موظف فرنسي في القنصلية يجيد العربية التي تعلّمها في الجزائر الى أن يلين قلبه في الاخير ويمنحها تأشيرة لكن بعد انتهاء كل شيء. زهير الرايس أدّى دور الموظف الفرنسي وتتداخل الحكايات بين امال علوان وزهير الرايس وكلاهما بلا اسم في المسرحية لنكتشف من خلالهما معاناة الهجرة لمن هاجر ومن بقي في الانتظار. تتحدّث آمال علوان عن احلامها والامها وخطيبها البعيد ووحدتها القاسية ويتحدّث زهير الرايس عن واقع المهاجرين المؤلم في باريس وتحديدا في باريس وبال فيل... أنه تقاطع عالمين الذي يكشف عن عمق الهوّة بين الشرق والغرب الذي لم يعد انوارا كما تصوّره المهاجرون الاوائل بل عذابا وبطالة وعنصرية. إن مسرحية «التأشيرة» كما قدّمها البشير الدريسي تطرح سؤالا مرّا عن علاقة ا لشرق بالغرب وهي العلاقة التي اختزلها الدريسي في حوار متقطّع، عنيف، صارم، جارح بين قنصلي فرنسي وامرأة اختطفت منها فرنسا بما تمثّله من أحلام خطيبها. **متعة النص والأداء البشير الدريسي كتب هذه المسرحية بمحبّة كبيرة وتضمّنت الكثير من الشعرية التي برعت امال علوان في انشائها. فدورها في هذه المسرحية اعتقد انه من أجمل الادوار التي قدّمتها في حين كان من المفروض ان يطعّم زهير الرايس اداؤه في مستوى الحوار ببعض الالفاظ الجزائرية على اعتبار انه تعلم العربية في الجزائر وهو ما لم نشعر به في ادائه. المسرحية تأتي في فترة تحولات كبيرة تشهدها علاقة الشرق بالغرب واعتقد انها تعبر عن عذابات الاف الملايين الذين احترقوا بنار الأحلام!