تونس"الفجرنيوز"فيصل بوكاري:بالأمس القريب كانت المظاهرات السلمية التي قام بها جميع التونسيين باختلاف أطيافهم وذلك قصد الإطاحة ببن علي وكانت تداعياتها أزمة البطالة وخاصة على أصحاب الشهادات العليا تعتبر شرعية وكان شعارها "الشغل استحقاق يا عصابة السراق" ونوّه بها المجتمع الدولي حتى أن العالم الغربي قام بتسميتها ب "ثورة الياسمين" لنبل مقصدها، لكن أحداث العنف الأخيرة التي وقعت بمدينتي المظيلة وأم العرائس بعد الإعلان عن نتائج مناظرة شركة فسفاط قفصة قصد انتداب أعوان تنفيذ، نرفضها وندينها بشدّة وأقل ما نقول عنها، إلا أنها أعمال فوضى ونرجو ألا تكون ممنهجة. وما حصل في ولاية قفصة كقيام محتجين بحرق المنشآت العمومية من إتلاف تجهيزات إعلامية لمكتب بريد وتهشيم بلوره وكذلك فعل بالقباضات المالية ومراكز الأمن التي لم تسلم من هذا الصنيع الذي لا ينمّ إلا على بربرية وهمجية يضرّ كثيرا بسمعة تونس ويسيء إليها لدى الأوساط الدولية. أفبهذه الأعمال التخريبية نبني مجتمعا منيعا ومتماسكا. فهؤلاء المنتفضون يزعمون أنهم يريدون الشغل باستحقاق ولو بقوة الذراع وهذا لا يكون لأن المستثمرين الأجانب لا ولن يستثمروا في هذه الأماكن ما دامت مملوءة بالتوتر وعدم استتباب الأمن في هذه المناطق فهم يعملون على تأزيم وضعهم الاجتماعي دون أن يشعروا. وعلى الحكومة أن تضرب بشدة أيادي المعتدين الآثمين فنحن في هذه المرحلة بالذات علينا أن نضع أيدينا في أيدي بعضنا ونبرهن للعالم أننا في مستوى تطلعاتهم.