علي ميرزا: ذاهبون من أجل الحصول على أفضل عرض مسرحي إبراهيم محمد: نبذل قصارى جهدهنا للوصول إلى أقصى درجات النجاح علي سلطان: المشاركة في المهرجانات الدولية تكسب الفنانين خبرات كبيرة فاطمة الشروقي: شعار المهرجان أعطى طابعاً مميزاً لهذه الدورة تتوجه اليوم فرقة الدوحة المسرحية إلى تونس للمشاركة بمهرجان قرطاج المسرحي والذي يقام هذا العام تحت شعار "المسرح يحتفي بالثورة"، حيث تشارك الفرقة بالعرض المسرحي "كلني يا جناب السلطان" في الدورة الخامسة عشر من عمر المهرجان التونسي الذي يقام خلال الفترة من 6 إلى 13 يناير الجاري، وكانت الفرقة قد كثفت خلال الفترة الماضية تدريباتها الخاصة بالمسرحية للوصول إلى الجاهزية التامة للعمل المسرحي، وذلك بعد ان انتهى المخرج علي ميرزا من وضع اللمسات النهائية للمسرحية، وقامت الفرقة مؤخراً بعرض تجريبي للمسرحية على خشبة مسرح قطر الوطني قبل أن تطير إلى قرطاج للتركيز على أدق التفاصيل التي من شأنها أن ترفع جودة العمل وتجعله مستعداً لخوض المنافسة.. وإدراكاً من الفنان علي ميرزا أن المسرح هو أكثر الفنون قدرة على طرح الشفرات التي تحيل الخشبة إلى مرآة يرى من خلالها المتفرّج الحقيقة التي تحيط به في الظروف الأنية، قرر أن يجعل مسرحيته تتضمن شفرات درامية تحتفي بالربيع العربي، ليساهم بذلك على مستوى التعبير بالدراما عن الثورات التي تجتاح عالمنا العربي، من خلال مهرجان قرطاج الذي اختار الاحتفاء بالثورة على طريقته المسرحية. المسرحية من تأليف سعد الدين وهبة ومن إخراج الفنان القطري علي ميرزا وبطولة الفنان علي سلطان، سعيد المناعي، وفاطمة الشروقي، وراشد سعد، ومحمد حسن، وسارة مرعي ومجموعة أخرى من ممثلي الفرقة، و"كلني يا جناب السلطان" عمل فنتازي يدور حول دجّال يدعى الشيخ عبد اللطيف يسيطر على قرية كاملة، ويوقع فيها البسطاء من الناس بعد أن يقنعهم أنه معه عنزة بها البركة التي تمكنهم من تحقيق أمنياتهم. وتنادي المسرحية إلى ضرورة الثورة على القيم البالية السلبية. حضرنا بروفات فرقة الدوحة المسرحية قبل توجهها لقرطاج والتقينا بالقائمين على العمل، لتنقل تفاصيل الاستعدادات للمشاركة بمهرجان قرطاج المسرحي. ثورة مسرحية في البداية أكد المخرج علي ميرزا محمود أن مشاركة العمل المسرحي "كلني يا جناب السلطان" بأيام قرطاج المسرحية التي إختارت شعار "المسرح يحتفي بالثورة" لا يعني ضرورة أن تتعرض المسرحية للثورات العربية بالشكل المباشر الذي قد يتبادر إلى عقل الناس، لكن الاحتفاء يكفي أن يكون بتقديم عروض عربية راقية تكشف عن الوجه المتحضر الذي باتت الشعوب العربية تسعى إلى إبرازه، وأضاف إن الاحتفاء بالثورة عن طريق المسرح يجعلنا نسعى أن نثور بالمسرح بتقديم أفضل ما لدينا من فنون المسرح المختلفة، وأشار إلى أن المسرحية على الرغم من كونها لا تتطرق إلى موضوع الربيع العربي بشكل مباشر إلا أنها تتضمن بعض الإشارات والرموز التي تتناسب وطبيعة هذه الدورة من المهرجان، لافتاً إلى أن تلك الرموز تضمنتها المسرحية قبل أن يتقرر مشاركتها بقرطاج، مضيفاً: كنا قررنا الاحتفاء بالثورة منذ انطلاقها إيماناً بأن الدور الحقيقي للمسرح، في مثل هذه الظروف هو المساهمة الفعالة بإبراز مواقف ومشاكل المجتمعات العربية. وعن التغييرات التي قام بها ميرزا على العمل المسرحي الذي سبق له أن شارك بالاحتفال بيوم المسرح العالمي العام الماضي ليتواءم مع العرض بمهرجان قرطاج أوضح أنه قام بتغيير بعض القفشات الكوميدية التي شعر أنها مقحمة على العمل واتسمت بعض الشييء بالمحلية، حيث تم استبدالها بقفشات تتماس مع الثورات العربية وحال المجتمع العربي عموماً، وأضاف: خلال العمل على النسخة الثانية من المسرحية حرصت بأن أجعلها لا تنحدر إلى مستوى المسرح التجاري خاصة بعد أن لاحظت خلال العرض الأول للمسرحية في الاحتفال بيوم المسرح العالمي بعض الممثلين يلجأون للخروج عن النص وإضافة بعض القفشات الكوميدية بعد تفاعل وتجاوب كبيرين من الجمهور، لذلك كان يجب أن الفت نظرهم بأننا في هذه المرحلة نعرض عملنا خلال مهرجان دولي كبير ويجب أن نحرص على تقاليد المسرح ولا ننجرف للشكل التجاري، خاصة أن العمل إطاره العام هزلي ويعتبر عملا كوميديا بالأساس، وختم ميرزا حديثه قائلاً، ذاهبون إلى قرطاج للحصول على أفضل عرض مسرحي. قيم إيجابية الفنان إبراهيم محمد رئيس مجلس إدارة الفرقة أكد بدوره أن كل العاملين في الفرقة يبذلون قصارى جهدهم للوصول إلى أقصى درجات النجاح حيث كثفت الفرقة جهودها من أجل مشاركة مشرفة بمهرجان أيام قرطاج المسرحية، وعما تنادي به المسرحية أوضح محمد أن العمل يدعو إلى ضرورة تحقيق قيم إيجابية، قيم تنادى بضرورة التغيير والقضاء على سلبيات الماضي وخرافاته، كما تدعو لخلق رؤى جديدة تساير روح العصر وتستجيب لمتطلباته، وتساهم في بناء الثقافة الفاعلة، مشيراً إلى أن ذلك الهدف جعل العمل متماشياً إلى حد كبير مع الشعار الذي رفعه مهرجان قرطاج هذا العام. تخوف الفنان علي سلطان الذي يقوم بدور الشيخ المشعوذ بالمسرحية عبر عن سعادته بالمشاركة في أيام قرطاج المسرحية، مؤكداً أن المشاركة في المهرجانات الدولية تكسب الفنانين خبرات كبيرة. إلا أنه أعلن عن تخوفه بعد تقليص المسرحية وعدم مشاركة بعض أبطالها بعد اختصار أدوارهم، وقال: المخرج أضاف بعض المشاهد الجيدة التي أتمنى أن تعوض ما تم اختزاله ولكننا لا يمكننا أن نحكم على تلك التغييرات إلا عندما يراها الجمهور ويتفاعل معها، وعن مشاركته بالعمل قال: أكون في قمة سعادتي عند القيام بدور كوميدي خاصة من خلال نص جيد مثل "كلني يا جناب السلطان" خاصة أن به مجال رحب للكوميديا. طابع مميز الفنانة فاطمة الشروقي والتي تشارك للمرة الاولى بهذا العمل بعد أن أضيف دور لها في هذه المسرحية، عبرت عن سعادتها للمشاركة بعمل مسرحي يشارك بأيام قرطاج المسرحية خاصة في هذه الدورة الهامة التي تعتبر الأولى بعد قيام الثورة، كما أكدت اختيار شعار "المسرح يحتفي بالثورة" أعطى طابعاً مميزا لهذه الدورة من المهرجان الكبير، وأوضحت ان هناك العديد من التعديلات التي أدخلها ميرزا على الحوار عالجت السلبيات التي أتخذت على العمل عند عرضه للمرة الأولى، وأضافت: بعد النجاح الذي حققته المسرحية في نسختها الأولى سعدت بالمشاركة في هذه النسخة التي تقرر مشاركتها بقرطاج، وعبرت الشروقي عن سعادتها بالمشاركة في عمل يخرجه الفنان علي ميرزا، مؤكدة أنها إستفادت فنياً إلى حد كبير من خلال العمل معه، وأضافت: ميرزا يعطي الممثل فرصة أن يبدع ويضيف، هناك العديد من القفشات أو الجمل التي تخرج على لسان الممثلين بشكل عفوي وقت البروفات يقوم ميرزا بتطويرها وإستغلالها فنياً، وأشارت إلى أن كل الأدوار أصبحت متساوية بعد تقليص عدد الممثلين من 30 ممثل إلى 25 فيما عدا أدوار كل من الدجال والسلطان. أبيات شعرية من جانبه أكد الفنان سعيد المناعي على أن التعديلات التي أدخلت على العرض أثرته وأكسبته قيماً هامة تتناسب وشعار المهرجان هذا العام، وأضاف: هناك بين بضع أبيات من الشعر أضيفت على لسان السلطان تقول: بيت الثوار وطن الحرية والأحرار.. وشرارة نار اشتعلت فبدأ المشوار.. وانقلب الليل العربي المظلم لنهار.. من تونس أشرق في الوطن العربي فنار، وأشار المناعي أن المسرحية تتماس مع حال الشعوب العربية قبل الثورات بطريقة غير مباشرة حيث انها تتحدث عمن يتحايلوا على الشعوب بالزيف ليسرقوا قوتهم، وهو ما تم الرمز إليهم بالدجال، وعن دوره بالمسرحية قال: أقوم بدور السلطان وأحاول خلال الأحداث أن أكشف زيف هذا الدجال إلا أنه يستطيع التحايل على مواقف السلطان التي يتخذها ضده. متفاءل الفنان محمد حسن أكد على تفاؤله بهذا العمل بعد ما وجده من تفاني لكل أعضاء الفريق معبراً عن سعادته بالمشاركة مع مخرج كبير كالفنان علي ميرزا وممثل متميز كالفنان علي سلطان، وأوضح ان المخرج علي ميرزا من المخرجين الذين يهتمون بأدق التفاصيل لدى الممثل وهو ما أعانه على فهم الكثير من متطلبات وتقنيات عمل الممثل المسرحي، ولفت إلى أن هذه المشاركة بمهرجان قرطاج تعد الأولى له، حيث عبر عن سعادته بأن تتاح له الفرصة بأن يتشارك في الاحتفاء بالثورة مع المسرحيين من خلال هذا الحدث الهام.