قال قيادي اسلامي في ليبيا يزعم أن المخابرات البريطانية سلمته الى حكومة الزعيم الراحل معمر القذافي ليعذب انه التقى بمسؤولين بريطانيين خلال الشهرين الماضيين لكن المحادثات لم تسفر عن حل للمشكلة.وقال عبد الحكيم بلحاج خلال مقابلة مع رويترز ليل الاثنين ان لديه دليلا يثبت تورط المخابرات البريطانية. وقال بلحاج الذي طالب في نوفمبر تشرين الثاني باعتذار علني عما وصفه بست سنوات من التعذيب ان كل اجتماعاته مع مسؤولين بريطانيين كانت محاولات للتوصل الى مخرج لهذه القضية أو نتيجة لها لكن من الناحية العملية لم تظهر أي نتيجة. وأضاف أن لديه دليلا يثبت تورط المخابرات البريطانية وأن ما حدث له كان منافيا للقانون وانه واثق أن العدل سيأخذ مجراه. وتسبب ظهور بلحاج كزعيم قاد المقاومة ضد القذافي وكشخصية رئيسية في ليبيا بعد سقوط الزعيم الراحل في احراج لندن التي يتهمها بلحاج بتسليمه الى حكومة القذافي ليتعرض للتعذيب. وفي 12 يناير كانون الثاني أعلنت الشرطة البريطانية أنها ستجري تحقيقا في مزاعم بلحاج. ويقول بلحاج انه علق من معصميه في السقف وكان يضرب بشكل ممنهج ويجبر على تعاطي المخدرات خلال الوقت الذي قضاه في سجن ابو سليم سيء السمعة في طرابلس. وعندما سئلت الخارجية البريطانية عن هذه الاتهامات قالت في رسالة بالبريد الالكتروني ان دبلوماسيين بريطانيين التقوا ببلحاج بصفته قائدا عسكريا وتطرق لهذه المزاعم بشأن سوء المعاملة التي تعرض لها. وقالت الرسالة "نأخذ كل مزاعم عن اساءة المعاملة على محمل جدي لكن هذه المسائل محل مراسلات قانونية بين محامي بلحاج ومحامينا ولا يمكننا أن نعلق اكثر من ذلك." ورحب بلحاج الذي يقول انه يقود اكثر من 25 ألف مقاتل سابق ما زالوا مسلحين بالتحقيق الذي ستجريه الشرطة البريطانية في قضيته. وأضاف أن الكرة الان في ملعب جهاز المخابرات الداخلية (ام.اي 5) وجهاز المخابرات الخارجية (ام.اي 6) اللذين واجها لسنوات اتهامات بالتواطؤ في اساءة معاملة محتجزين. وقال بلحاج ان العدل سيأخذ مجراه. وورد ذكر جهاز المخابرات (ام.اي 6) في وثائق عثر عليها في طرابلس بعد الاطاحة بالقذافي تخص عملية اعادة بلحاج ومشتبه بهم اخرين في قضايا ارهاب الى ليبيا بشكل غير رسمي مما دفع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى اجراء تحقيق مستقل. والمسألة خطيرة للغاية لدرجة أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج قال في نوفمبر تشرين الثاني ان مكانة بريطانيا على الساحة الدولية تضررت من هذه المزاعم. ويقر بلحاج بانه قاتل في صفوف مقاتلين أفغان لكنه يقول انه لم يكن يعمل مع أسامة بن لادن الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة. وقال انه اعتقل هو وزوجته الحبلى في مطار كوالالمبور عام 2004 . وبعد ذلك تم تسليمه الى ليبيا حيث كان مطلوبا القبض عليه باعتباره عضوا مؤسسا للجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة التي كانت تسعى للاطاحة بالقذافي منذ عام 1994 . وصرح بلحاج بأنه يطالب باعتذار لتصحيح هذا الخطأ وتجنب تكراره. ومضى يقول ان التعذيب الذي تعرض له كان بسبب جهاز ام.اي 6 وان الشعب البريطاني يجب ان يعرف ما فعله به أعضاء في حكومتهم. ويقول بلحاج ان مسؤولي أمن بريطانيين زاروه في السجن خلال حكم القذافي وفهموا الاشارات التي قام بها ليبلغهم بأنه يتعرض للتعذيب لكن الضرب استمر. وأفرج عن زوجته قبيل الوضع لكن بلحاج ظل مسجونا حتى مارس اذار 2010 . وقاد قوات المعارضة في طرابلس عندما سيطرت على العاصمة في أغسطس اب 2011 . وجذب أنظار العالم في اكتوبر تشرين الاول عندما أعلن على شاشات التلفزيون مقتل القذافي. وفي ديسمبر كانون الاول طلب بلحاج من منظمة (ريبريف) الخيرية القانونية تمثيله قائلا ان مطلبه بالاعتذار قوبل بالتجاهل. وأضاف في ذلك الوقت أن فريقه القانوني أقام دعوى قضائية. وأكدت الحكومة البريطانية أنها تلقت خطاب اخطار بالدعوى. وقال بلحاج عن التحقيقات ان أهم شئ بالنسبة له هو كشف الحقيقة وان يعرف الشعب البريطاني ما فعلته حكومته. وفي نوفمبر تشرين الثاني 2010 وافقت بريطانيا على دفع تعويضات الى 16 محتجزا سابقا في معتقل جوانتانامو الامريكي في كوبا في تسوية خارج ساحات القضاء بسبب مزاعم عن اساءة معاملتهم في الخارج بعلم أجهزة الامن البريطانية وفي بعض الاحيان بتواطؤ منها. وقالت بريطانيا ان التعويضات لا تعني الاعتراف بالخطأ.