ذكر نظام العقيد القذافي أمس أنّ العاصمة الليبية طرابلس يحكمها «إرهابي كبير» في إشارة إلى عبد الحكيم بلحاج قائد الثوار في طرابلس وأمير الجماعة الليبية المقاتلة والذي توعد واشنطن بالملاحقة القضائية. وأعلن المتحدث باسم العقيد القذافي أن سيف الاسلام يتنقل حول طرابلس ويلتقي بزعماء القبائل وبأنصار أبيه ويحضّر لاستعادة العاصمة التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة. التفاوض مع القذافي واستهزأ موسى ابراهيم من امكانيات المجلس الانتقالي ومن قدرته على إدارة البلاد مشيرا إلى أنه «يتعين على داعميهم الغربيين التفاوض مع الزعيم القذافي». وتطرق الى علاقة التحالف القائمة بين «الأطلسي» وعبد الحكيم بلحاج الذي كان على اتصال سابق ب«القاعدة» قائلا: إن طرابلس يحكمها.... زعيم دولي شهير جدا في «القاعدة» ونجم في الارهاب. واعتبرت وكالة «رويترز» التي أجرت الحوار مع ابراهيم أن مثل هذه التصريحات ستجد صدى كبيرا لدى الدول الغربية المتوجسة من «القاعدة». وأضاف ذات المتحدث أن على مواطني الغرب أن يدركوا أن ساستهم.... يتحالفون مع أخطر قوى الشر... إن «القاعدة» و«الأطلسي» يقاتلوننا. وفي سياق حديثه عن نشاطات المسؤولين الليبيين السابقين قال موسى ابراهيم إنه التقى أول أمس بسيف الاسلام القذافي وشاركه جولة حول طرابلس من الجنوب حيث التقى زعماء القبائل وغيرهم من المناصرين مؤكدا أنهم لا يزالون أقوياء جدّا. وأردف أن «الانتقالي» لا يحكم البلاد والجيش الليبي لايزال يبسط سيطرته على العديد من المناطق في ليبيا. وأشار إلى أن المعركة بعيدة جدا عن النهاية ويمكننا قيادتها من شارع إلى شارع ومن دار إلى دار. وأكد أن القتال سيستمر إذا رفض المجلس الانتقالي وحلفاؤه الغربيون قبول فرصة التفاوض مع أنصار العقيد. وحذر من أن الفشل في إجراء محادثات الآن قد يؤدي الى حرب شاملة ليس في ليبيا فقط... وستتحمل أوروبا والساحل الشمالي للبحر المتوسط كل تبعاتها. وشدد على أن النظام سيستعيد ليبيا خلال أسابيع قليلة أو شهور قليلة أو حتى عامين. نفي وفي تعليقه على تصريحات موسى ابراهيم نفى جمعة القماطي منسق المجلس الوطني الليبي الانتقالي في بريطانيا صحة أخبار وجود سيف الاسلام قرب العاصمة الليبية واصفا إياها بالافتراءات والادعاءات التي لا أساس لها من الصحة. وأضاف أن الثوار يراقبون تحركات العقيد وأبنائه من أجل محاصرتهم واعتقالهم في الوقت المناسب مشيرا الى أنهم لا يملكون أية فرصة للهروب خارج البلاد بعد أن رفضت عدّة دول إيواء القذافي. تعرض للتعذيب وأعادت تصريحات المسؤول الليبي قضية وجود عناصر من «القاعدة» صلب الثوار الليبيين الى الواجهة، حيث كشف عبد الحكيم بلحاج قائد العمليات العسكرية في طرابلس عن تعرضه للتعذيب من قبل عملاء المخابرات المركزية الأمريكية بعد اعتقاله في ماليزيا عام 2004 على خلفية اتهامه بالقيام بنشاط ارهابي. وقاتل بلحاج (45 عاما) في أفغانستان وعاد إلى ليبيا منتصف التسعينات حيث شكل الجماعة الليبية المقاتلة وقاعدتها السرية في منطقة الجبل الغربي. ونقلت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية عن بلحاج قوله: لقد قبعت في السجن بتايلاندا سبعة أعوام تعرضت خلالها للتعذيب ومكثت في زنزانة انفرادية ولم يسمحوا لي بالاستحمام لثلاث سنوات متواصلة. وأضاف أنه سيحاكم العملاء الأمريكيين الذين تصرفوا معه بقسوة. ورأت الصحيفة أن قضية بلحاج تكشف عن حجم العلاقات الوثيقة بين نظام العقيد والاستخبارات المركزية الأمريكية.