لاشك بأن الشعب التونسي قام بثورة كانت نموذجا و هدْيا احتذته الشعوب العربية من بعده و كذلك كان لتونس السّبق في تآلف فريد من نوعه بين الإسلاميين و العلمانين ، هذا التآلف بين المعتدلين في كلا الطرفين برغم أنه كان و مازال هدفا للمتطرّفين للإطاحة به و العمل على إفشاله ،،، في هذا السّياق بيّن رئيس الدولة ( ليس المؤقّت كما يصرّ بعضهم ) أكّد على أن هذا التحالف قويّ متين لأنّه قائم أوّلا على الإعتدال في كيفيّة تناول القضايا و ثانيا لروابط النّضال التي امتدّت طيلة العقدين الماضيين و التي جمعها خندق واحد هو التصدّي للظلم و القهر .كما بيّن أن لا الإسلامين يستطيعوا الحكمبمفردهم في أيّ بلدعربي الآن و لا العلمانيين يقدرون على ذلك و بالتالي كان لابد من هذه الوصفة التونسية التي تمازج بين القطبين المعتدلين و إلاّ فإنّها الحرب العقائدية و السياسية التي لا تأتي بنتيجة . كما تطرّق في معرض حديثه إلى حالة الهيجان و الإعتصامات التي رافقت الإحتفال بالذكرى الأولى للثورة فقال نلاحظ أن هذه الحالات بدأت تنقص شيئا فشيئا وأن أكثر من 90 % من الشعب التونسي، يعلمون أن هذه الإضرابات والاحتجاجات غير مدعومة وغير شرعية وتؤدى إلى انتحار إقتصادي . و أنّ الحكومة ستتعامل مع ما تبقّى من هذه الإحتجاجات و الإعتصامات في إطار قانوني و أنّها ستتوخّى الصرامة خصوصا و أنها تعلم أنها محميّة بالسواد الأعظم من الرأي العام الذي يتحلّى بالوطنية ويقدّر المصلحة العليا لتونس .