قال أعضاء مجلس الأمن الدولي ومن بينهم روسيا الليلة الماضية انهم حققوا تقدما في دراسة مشروع القرار العربي - الأوروبي الذي من شأنه أن يدعم خطة السلام العربية بشأن الأزمة في سوريا الا انهم اقروا بان "الكثير من القضايا الصعبة" ستظل موجودة حتى مع ادخال عدد من التعديلات الرئيسة لتهدئة المخاوف الروسية. وقد تم حذف خطة الجامعة العربية المفصلة التي تتطلب أساسا تسليم الرئيس السوري بشار الاسد السلطة الى نائبه التي وردت في مشروع القرار القديم من النص الجديد بناء على طلب روسيا. وتقول النسخة الجديدة ان المجلس "يدعم بشكل كامل قرار جامعة الدول العربية الذي اتخذ في 22 يناير 2012 لتسهيل عملية انتقال سياسي يؤدي الى نظام سياسي تعددي ديمقراطي من خلال بدء حوار سياسي جدي بين الحكومة وجميع اطياف المعارضة السورية تحت رعاية جامعة الدول العربية وفقا للجدول الزمني المحدد من قبل الجامعة العربية". وقد تم أيضا حذف فقرة "القلق الشديد ازاء استمرار نقل الاسلحة الى سوريا والذي يغذي العنف" من النص الجديد ودعوة الدول الأعضاء الى "اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع تدفق الأسلحة" حيث أرادت روسيا وهي أكبر مورد للاسلحة الى سوريا حذف هذه الفقرة. ويشير النص الجديد الى "التزامات سوريا المعلنة" للاصلاح و"الاسف" لعدم احراز تقدم في تنفيذ تلك الاصلاحات. قد تم استبدال فقرة "التشديد على ضرورة حل الأزمة الراهنة في سوريا بالطرق السلمية والتأكيد على عدم وجود شيء ملزم في هذا القرار يجبر الدول على اللجوء الى استخدام القوة أو التهديد باستخدام القوة" في النص الجديد "بالتأكيد على نيه المجلس من أجل حل الأزمة السياسية الراهنة في سوريا سلميا دون تدخل عسكري أجنبي" مجددا لارضاء روسيا. ويشير النص الجديد أيضا الى عرض روسيا استضافة اجتماع بين الحكومة والمعارضة السورية في موسكو وذلك بالتشاور مع جامعة الدول العربية. ويقرر النص الجديد الآن "مراجعة تنفيذ" هذا القرار دون أن يذكر سوريا بالاسم في غضون 21 يوما بدلا من 15 يوما المذكورة في النسخة القديمة و"في حال عدم الامتثال ينظر باتخاذ مزيد من التدابير بالتشاور مع جامعة الدول العربية". وبعد ثلاث ساعات من المحادثات الخاصة قال السفير الروسي فيتالي تشوركين للصحافيين "إننا لم نحرز تقدما لكننا ناقشنا في الواقع كلا النصين الموجودين على الطاولة وأعتقد أن لدينا فهما أفضل بكثير عما يجب القيام به بالنسبة لنا للوصول الى توافق في الآراء لذلك اعتقد انها كانت جلسة جيدة جدا". والنصان اللذان كان يشير اليهما هما مشروع القرار العربي - الاوروبي الحالي الذي رفضته موسكو وكذلك المشروع الروسي الذي تم تقديمه الى المجلس في منتصف ديسمبر الماضي والذي كان اعضاء المجلس الغربيون قد رفضوه باعتباره ضعيفا جدا. وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة سوزان رايس للصحافيين ان الجميع يحاول الوصول الى هذه النقطة "بطريقة عقلانية وهذا في حد ذاته يعد تقدما". واضافت "لقد جرت اليوم مناقشات بطريقة بناءة وفي حال الاستمرار بذلك النهج فانه ستكون هناك احتمالية للتوصل الى اتفاق ولكن لا يوجد يقين فهذه قضايا صعبة وهناك القضايا ذات الاهتمام التي لاتزال تقسم المجلس ومن ثم فانه من السابق لأوانه حقا معرفة ما سيحدث". وتابعت قائلة "لدينا المزيد من العمل الذي ينبغي القيام به.. ومن المبكر جدا في رأيي معرفة هل سيكون هناك في نهاية المطاف اتفاق ام لا ولكن أعتقد أن اعضاء المجلس يتمتعون حاليا بروح عالية في محاولة للوصول الى الحل بطريقة جدية". وشددت رايس على أن جميع التغييرات التي تمت مناقشتها جاءت في سياق التوصل الى "صفقة شاملة لذلك لم يتم اتخاذ أي منها في عزلة". ومن جانبه قال السفير البريطاني مارك ليال غرانت للصحافيين "لقد حققنا بعض التقدم اليوم والواضح أن هناك رغبة لمحاولة الحصول على النص الذي يمكن اعتماده في اليومين المقبلين ولكن هناك الكثير من المسائل الصعبة ولم نصل بعد اليها لذا فستتواصل المفاوضات غدا (اليوم)". واعترف بأن اللغة حول التحول السياسي في سوريا هي من بين القضايا الصعبة التي يناقشها أعضاء المجلس. واضاف انه "بالنسبة لنا فان الجزء الأكثر أهمية من هذا النص يتمثل دائما في دعم مبادرة الجامعة العربية وهذا هو حجر الأساس لدينا وخلاصة القول وهذا هو الغرض من هذا النص وسنصر عليه في الصيغة النهائية" مضيفا أن مقدمي مشروع القرار لايزالون يبحثون عن تصويت هذا الاسبوع.