جريمة فضيعة هزّت أركان مدينة منزل بورقيبة وأذهلت أهالي المنطقة، فهناك من الناس من تحول إلى مستشفى المكان وآخرون إلى بيت الطفل ربيع لاستجلاء الخبر. الطفل ربيع كان يدرس بالسنة الرابعة من التعليم الأساسي، خرج إلى الحي ليلعب مع أصحابه يوم 24 ديسمبر 2011 لكنه عاد إلى منزله ليتناول الغداء صحبة شقيقتيه الكبرى والصغرى. وفي حدود منتصف النهار. تسلم من شقيقته مبلغا قدره دينار وتوجه نحو محل "الاتصالات السلكية واللاسلكية" بغية شحن الهاتف الجوال التي كانت تحمله أخته. وبعد عشر دقائق تلقت شقيقته عملية الشحن إلا أن ربيع لم يعد إلى محل سكناه مما اضطر أفراد العائلة إلى البحث عنه في كل مكان لكن دون جدوى. الأم التي كانت تعمل بأحد المصانع حين علمت بنبإ فقدان طفلها اتصلت بزوجها الذي استعان بدوره بالأحباب والأصحاب للبحث عن ربيع. وتواصل هذا البحث إلى حدود منتصف الليل وكأن الأرض انشقت وابتلعته. وفي اليوم الموالي أسرع الأب في إعلام رجال الأمن الذين أصدروا برقية تفتيش في شأنه. بعد بحث طويل عثر على الطفل ربيع داخل كيس بلاستيكي وهو يحمل عدة طعنات في جسده وكان ملقى بمنطقة ريفية تبعد حوالي 16 كلم عن مكان إقامته وذلك بعد اختفائه لمدة سبعة أيام. مقبرة سيدي رزيق الكائنة بمنزل بورقيبة كانت هذه مثوى ربيع الأخير وشارك في تشييع جنازته حشود كبيرة من الأهالي وشيبا وشبابا، نساء وفتيات. الكل استنكر هذه الجريمة البشعة التي لا تنمّ إلا عن بربرية ووحشية مرتكبيها. وكما يقول المثل "يا قاتل الروح فين تروح". فقد تبيّن بعد ذلك أن من قتل ربيع ليست سوى عمّته التي كانت تريد أن ترتبط برجل متزوج قد رفع قضية ضد زوجته في الطلاق حتى يتسنى له الزواج من هذه العمّة، لكن شقيقها لم يوافق على هذا الزواج، واعترضه جملة وتفصيلا بعد موافقة جميع أطراف الأسرة وخصوصا الوالدين وبدافع الانتقام، صحبت العمة معها ابن أخيها وقامت باستدراجه وباستعانة من شريكيها، أختها وفتى أحلامها أمكن لهم جميعا ارتكاب أبشع جريمة اهتز لأجلها الملايين من التونسيين هلعا لما حصل. صحيح أن من ينظر إلى هذه القضية يرى أنها قضية اجتماعية، ولكن إذا ما تمعّنا قليلا وتعمقنا في الأمر، فسنجد أن أسبابها سياسية بحتة فالنظام البورقيبي له علاقة ومتورط بالضلوع في هذه الجريمة التي أودت بحياة طفل بريء. ولسائل أن يسأل كيف ذلك؟ أقول أن الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة له كفل من دم ربيع سيسأله الله يوم القيامة بأي ذنب قتل هذا الصبي. فلو كان يُسمح للتونسي بأن يتزوج من أخرى لما حصلت هذه الجريمة إطلاقا لأن شقيق الفتاة عندما رفض هذا الزواج من منطلق أن صهره متزوج وزوجته لا تزال تحت عصمته وهذا ما جعله يتشبث بموقفه حتى بعدما وافق والديه. فيصل البوكاري تونس