ماذا يريد هؤلاء؟ ... لا ادري كيف وجدتني اطرح على نفسي هذا السؤال عندما اطلعت على الصحف وبعض المواقع الالكترونية حول قرار الحكومة طرد السفير السوري قلت ماذا تريد معارضتنا، وما الذي تطلب من الحكومة الأولى بعد الثورة، هل يريدون منها أن تصطف خلف موقف عربي رسمي ضعيف ولو كان الحال غير الربيع العربي لكان متواطئا، ماذا يطلبون من حكومة الثورة؟ تصفق وتصمت عن مجازر يومية يرتكبها مصّاصي دماء النظام السوري وأزلامه ومنهم السفير السوري في تونس، ما الذي تريده معارضتنا من حكومة لم تكن في الحقيقة إلاّ ملبية لمطالب شعبها وهو يشاهد يوميا الأطفال يسحلون وتُمزّث أجسامهم البريئة بدم بارد من نظام احترف القتل، و اختطف شعا بأكمله منذ أكثر من أربعين سنة. ثمّ عن أيّة مصالح تتحدث معارضتنا التي وجب على الحكومة ان تراعيها قبل اتخاذ ذلك الموقف وكأنّنا قد قطعنا علاقتنا مع فرنسا الشريك الاقتصادي الاوّل لتونس او قطعناها مع الولاياتالمتحدة أو الاتحاد الأوروبي، نعم نحن قطعنا علاقتنا مع نظام مجرم مستبد جاوز المدى في انتهاكه لأبسط حقوق الإنسان وحتّى الحيوان ولكنّنا في نفس الوقت قد مددنا خيوط وصل ثابتة وقويّة مع الشعب السوري وهي الخيوط الأشرف و الأبقى وسيذكر لنا الشعب السوري هذا جيدا, وحتى بمنطق الربح والخسارة الذي يبدو أنّ معارضتنا تدعى الفهم فيه فليس من الحكمة المراهنة على جواد خاسر والنظام السوري خاسر لا محالة لأنّ عجلة التاريخ لا ترجع إلى الوراء ولأنّ عجلة التاريخ لا ترجع على الوراء نقول أن الشعب قد سجّل علي الحكومة موقفها و لن ينساه وعلى المعارضة موقفها ولن ينساه.