رسالة مفتوحة إلى قيادة حركة النهضة المحترمين في الواقع يؤسفني جدا أن نتعامل بسطحية مع أحداث خطيرة على مستوى العالم ونغمض العين عن مخططات إستكبار عالمي يعمل بكل ترساناته الاعلامية والعسكرية والدبلوماسية لأجل تدارك ما خسره من مواقع في العراق ومصر وشمال افريقيا ونتصور أن الوقائع ذات لونين إما أسود وإما أبيض المعركة اليوم معركة وعي .فشل حركة النهضة في تجربتها سيكون كارثيا على خيار الهوية فالله الله فيما سنسأل عنه يوم القيامة من مواقف قد تودي بنا سبعين خريفا في قعر جهنم إذ كانت متماهية مع مواقف استكبار عالمي ليس له هم سوى مصالحه .مؤسف أن نخسر اليوم من رصيدنا الثوري فتصدر مواقفنا هزيلة تجاه أمريكا راعية الدكتاتوريات في عالمنا العربي بل نمد أيدينا إليها بزيارات ذليلة وزيادة تبادلات تجارية آسرة لاقتصادنا وفي المقابل بدل طرد سفير أمريكا التي طالما جثم بن علي ومبارك والقذافي على مقدرات شعوبنا بدعم منها وطالما عانى شعبنا في العراق وأفغانستان وغيرها من التقتيل بل وشهداء ثوراتنا بسلاحها نفخر بطرد سفير طالما دعمت بلاده مقاومتنا في فلسطين ولبنان .مؤسف أن تقع حركة اسلامية طالما حملت شعارات القضية الفلسطينية وطالما عقدت الآمال على حملها للهموم الكبيرة لترفع من سقف مطالب الثورات موجهة إياها نحو إرادة إسقاط النظام الامبريالي الأمريكي الصهيوني في سطحية تفكير يكشف عن عقلية قديمة لم تستفد من التجارب وعيا ولا خبرة .أقول قولي هذا عسى أن تقع مراجعة جدية للمواقف بدل الهروب إلى الأمام عسى أن تستعيضوا عن الاستغراق مع الوعود الكاذبة والماكرة لقوى شيطانية عالمية بالانفتاح على قوى الممانعة التي أثبتت التجارب أنها صائبة في كل مواقفها وستثبت التجارب قريبا ان شاء الله أيضا صدق نهجها وسلامة خياراتها حينها لن يعذر التاريخ طالب حق أخطأه لأنه سيكون الفرز في الكون بين معسكرين لا ثالث لهما معسكر الممانعة والوعي وحب العدل ومعسكر السذج والماكرين الخادعين والمخدوعين