حوكمنا من بورقيبة و بن علي وأنتجا زمرة من المنتفعين ومن المتقربين و من المنتمين نسبيا و جهويا إليهما فتوفي الأول و هرب الثاني و بقي الأتباع يتآمرون لأجل السلطة فيهم من يعمل في الخفاء و فيهم من يعمل تحت أقنعة مختلفة و تلك الأقنعة تتمثل في شبكة أختوبوطية نسجت خيوطها منذ الاستقلال إلي اليوم بأيادي نافذة و بمهارة شيطانية وطوعها السبسي طيلة المدة التي ترأس فيها الحكومة بعد الثورة و قد جيء به لهذا الغرض و الالتفاف علي الثورة و من ورائه جماعة كمال بالطيف وجرايا. 1 ) الباجي قائد السبسي هو من قاد تونس بعد الثورة إلي ما هي عليه اليوم و رسم سياسة الحكومة التي ستخلفه بحنكته المتثعلبة حين أمضي الزيادات المفرطة و هو يعلم إنه سيقحم الحكومة الآتية بعده في أزمات تضر بتونس و كانت رؤيته التطويق علي ما يسمونه بحكومة النهضة حيث إنا الحكومة ستلغي زيادات السبسي و سيغضب من شملهم هذا العطف الأبوي لقائد السبسي و إما ستمضي علي ما قرره السبسي في الزيادات و الصناديق فارغة وهنا سيحدث ما يصبو إليه الباجي و إطاحة الحكومة و ستكون حسب رؤيته حتمية . 2 ) البرجوازية البورقيبية وجلهم من أبناء الساحل الكبير و لقد استولوا علي كل كبيرة و صغيرة من وظائف الدولة المختلفة من الوزير إلي المعتمد وكل الإدارة التونسية و خاصة كل المناصب الكبري لا تخلوا من أهل الساحل . 3 ) الشخصيات الوطنية و هي ما انفكت تنادي بالإطاحة بالحكومة حتى قبل أن تتسمي و نسبوا اليها كل الموبقات و كل الخراب الذي تركه النظامين السابقين و هم يحاسبونها علي كل فساد هم طرف فيه لنذكر الأسماء المتزعمة لهذه الجماعة و منهم الصادق بالعيد و محسن مرزوق وبن انتيشة و جوهر بن مبارك وسهير بالحسن و الهاني الفاني ومحمد الطالبي و يوسف الصديق و عبد العزيز المزوغي وخميس كسيله و رجي بن سلامة و سلمي بكار والماسونية آمنة منيف و بشري بالحاج حميدة و عياض بن عاشور ومحمد الأزهر العكرمي 4 ) الجمعيات المدنية البنفسجية مثل النساء الديمقراطيات و جماعة دستورنا 5 ) الأحزاب اليسارية حركة الوطنيين الديمقراطي لعبد العزيز الهمامي و شكري بالعيد والوطن و التيار التقدمي الموحد لحمة الهمامي ومحمد الكيلاني واحمد بن براهيم و نجيب الشابي و سليم الرياحي و المبادرة لكمال مرجان و كمال الجندوبي و كمال العبيدي و حزب آفاق في إنتخبات 23 أكتوبر 2012 تلك الأحزاب و الجماعات المنتفعة والمحسوبة علي نظام بورقيبة خاصة و التي كانت لها رؤية في أن الشعب سيمنحها الشرعية و عندما فشلت كشرت علي أنيابها و قررت استعراض العضلات وجندت كل من لا يعجبها الإسلام ومن خلاله النهضة و كل من لا يحب التغيير التي أتت به الثورة و أرغموا علي قبوله برؤوس مطأتأة و في قلوبهم مرض و لا هم لهم سوي الإستلاء علي سلطة الشعب التي كانت بين يديهم من الاستقلال إلي الآن 6 ) الفشل بعد الفشل لتلك الجمعيات و الأحزاب مما جعلهم يلتجئون إلي إقحام الإتحاد العام التونسي للشغل بأساليب نقابية خطط لها الباجي قائد السبسي و مستشاريه أو أسياده في الخفاء من كمال بالطيف و جرايا وغيرهما و قبل هذا الإتحاد المهمة لكرهه للحكومة الحالية و لوجود علي رأسه قيادة تنتمي سياسيا إلي اليسار الشيوعي المتطرف مثل الشكري بالعيد و حمي الهمامي و أضن أنه كان اتفاقا بين عبدا لسلام جراد المناشد لبن علي و الباجي قائد السبسي الذي إجتمعا معا حين كان الباجي قائد السبسي علي رأس الحكومة و مارس ضغوطا عليه كي يمنع الإتحاد من التحرك ضده لأنه أخط له خطة ليتحرك في ما بعد ضد الحكومة الشرعية, و نضرا لعدم ثقة الأحزاب البرجوازية و اليسارية و مجتمعها المدني المساند لها في كسب ثقة التونسي الناخب فها هم بقيادة السبسي يلجؤون تحت جناح الإتحاد ليعبروا به إلي السلطة مجددا و بعد الإطاحة المزعومة للحكومة والنهضة معي العلم إنهم يركزون علي النهضة و شقها في الحكومة فقط و يحافظون علي كسب مودة ومحبة منصف بن جعفر علي رأس التكتل و منصف المرزوقي علي رأس المؤتمر من أجل الجمهورية. 7 ) الإعلام الذي كان طيلة العهدين يمجد لبورقيبة ثم لبن علي و هو من زين لهما قبحهما وجعل منهما عشاق الكرسي الملعون و صنع منهما طغاة في الكبرياء يسبحان و علي حقوق الناس يمرحان وفي تعذيبهم يعشقون و حتى لا يخفي علي أحد فإنهما من صنعا ذالك الإعلام الفاسد و المنتفع و في الحقيقة كن منهما صنعا الآخر و ذهبا الأولان وتبقي الثاني و مزال علي عهده باقيا ويحاول جاهدا أن يصنع لنا طاغية آخر و ها هو يسعى لإيجاد شريكا يمشي في ركابه للإطاحة بحكومة الثورة التي لا تعجبهم لأنها تتبني الإسلام كحلا للحرية و الكرامة و بتكليف من الشعب لأول مرة يعلي السلطة أناس قريبون منهم و يخرجون علي طاعة الساحل و هذا لا يروق لمن كان يضن أن تونس ملكا لفئة دون أخري و لا يحق للثانية الحكم بل يجب عليهم السمع والطاعة لمن حكموننا طوال مدة الجمر التي طالت أكثر من 56 سنة . قعيد محمدي في 29 فيفري 2012