سراييفو رويترز الفجرنيوز:سيضطر اطفال الحاج بوديله للانتظار فترة قبل أن يتمكنوا من رؤية والدهم رغم الحكم الذي أصدره قاض اتحادي أمريكي قبل عشرة أيام بالإفراج عنه من معتقل خليج غوانتانامو بعد سجن دام قرابة سبعة اعوام.وقد يستغرق الامر عامين قبل ان يعود بوديله الى منزله في البوسنة التي سافر اليها للمرة الأولى خلال الحرب التي دارت بين عامي 1992 و1995 للمساعدة في تنظيم المساعدات الانسانية. وبوديله واحد من خمسة جزائريين صدر حكم بالافراج عنهم من معتقل غوانتانامو يوم 20 تشرين الثاني/نوفمبر. ووصل آلاف المتطوعين من دول عربية وافريقية الى البوسنة خلال الحرب للقتال في صفوف المسلمين ضد الصرب والكروات. وعمل البعض مع جماعات إسلامية للاغاثة. وأثار الحكم بعض الرضا لدى ناديا ديزداريفيتش زوجة بوديله التي اصبحت خلال السنوات الماضية ناشطة قوية في مجال حقوق الانسان ونظمت احتجاجات وقدمت طلبات استئناف امام محاكم محلية ودولية لحقوق الانسان. وقالت ناديا وهي أم لأربعة اطفال تضطر للانتقال من شقة الى اخرى عندما يعلم صاحب العقار الذي تسكن فيه بقضية زوجها 'اشكر الله على ثبوت براءتهم. إذا كان البعض لم يصدقوني طوال هذه السنوات فهذا تعويض جيد لكفاحي الذي استمر سبع سنوات. هذا دليل على ان كفاحي لم يذهب هباء وأنني لم أقاتل من أجل قضية خاطئة'. واضافت قائلة 'لم يتحل أحد بالشجاعة ليمنحني عملا. فقد شقيقي وظيفته لأنني كنت نشطة أكثر من اللازم. اواجه مشكلات في تأجير شقة وعندما أجد شيئا سرعان ما ينتاب الخوف اصحاب العقارات'. وبقي الحاج بوديله في البوسنة بعد الحرب وتزوج الأرملة ناديا ديزداريفيتش وربى طفلا من زوجها الاول الذي توفي في الحرب. وأنجب بوديله وناديا ثلاثة ابناء. ولم ير الرجل ابنتهما الصغرى التي كان عمرها ثمانية ايام عند ترحيله الى الولاياتالمتحدة. وقالت ناديا 'ربما لاحظتم ان الخطابات ليست مكتوبة بطريقة جيدة. هذا لأن أطفالي هم الذين يكتبونها. أصبح أطفالي بالغين بين يوم وليلة. فجأة توقفوا عن مشاهدة أفلام الرسوم المتحركة وبدأوا يشاهدون القنوات الاخبارية والبرامج السياسية'. واضافت 'سمعوا كثيرا أن والدهم ارهابي وان والدهم جاسوس. لا بد ان الذين يبثون تلك التقارير لا يعرفون حجم الضرر الذي يسببونه لهؤلاء الأطفال. لا يستطيعون النوم أياما بعد بث مثل هذه التقارير'. واعتقلت البوسنة ستة جزائريين في تشرين الاول/اكتوبر عام 2001 بعد فترة قصيرة من هجمات 11 ايلول/سبتمبر على الولاياتالمتحدة التي نفذها متشددون ينتمون إلى تنظيم القاعدة. وقال الرئيس الامريكي جورج بوش في وقت لاحق ان الرجال الستة كانوا يخططون لشن هجوم بالقنابل على السفارة الامريكية في سراييفو. وقال محامون من وزارة العدل الشهر الماضي انهم اصبحوا لا يعولون على تلك الاتهامات لكن هؤلاء الاشخاص يجب ان يظلوا رهن الاعتقال لأنهم خططوا للسفر الى افغانستان اواخر عام 2001 لقتال القوات الامريكية هناك. وقضت محكمة امريكية الأسبوع الماضي بأن ثمة أدلة كافية لابقاء واحد من الرجال الستة رهن الاعتقال لكن الادلة المتعلقة بالخمسة الاخرين كانت ضعيفة جدا. ونقل الرجال الى القاعدة العسكرية الامريكية في خليج غوانتانامو بكوبا بعد يوم من اصدار محكمة عليا في البوسنة حكما بالافراج عنهم لعدم كفاية الادلة. وقال ناشطون في مجال حقوق الانسان ان الإفراج النهائي عنهم من معتقل غوانتانامو ينتظر قرارا من الحكومة الامريكية بشأن ما إذا كانت ستستأنف الحكم وفي انتظار البت في طلب السلطات البوسنية بالإفراج الفوري عنهم. وقالت ناديا ديزداريفيتش 'أبذل كل ما في وسعي لتعليم اطفالي ان كل ما نفعله يجب ان يكون قانونيا. هذه العملية بأكملها بدأت بشكل غير قانوني وأنوي استخدام حكم المحكمة في الولاياتالمتحدة لتوجيه اتهامات إلى المسؤولين عن خطفهم'.