اعتقلت السلطات الروسية مئات المعارضين وعددا من قادة المعارضة شاركوا الإثنين في تظاهرة شارك فيها نحو عشرين ألف شخص للتنديد بفوز فلاديمير بوتين في الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد الأحد الماضي واوقفت الشرطة مئات المعارضين وعددا من قادة المعارضة في موسكو وسان بطرسبرغ مساء الاثنين خلال تظاهرات ضمت الالاف احتجاجا على فوز فلاديمير بوتين الاحد في الانتخابات الرئاسية الروسية. وفي موسكو اوقفت الشرطة المدون المعارض للفساد الكسي نافالني وزعيم جبهة اليسار سيرغي اودالتسوف والمناضلة من اجل حماية البيئة افغينيا تشيريكوفا وقائد حركة تضامن اليا ياشين، اثر تظاهرة مرخصة في ساحة بوشكين. وكان هؤلاء بين الفي شخص رفضوا مغادرة الساحة مع انتهاء التجمع الذي ضم 20 الف شخص وفق المعارضة و14 الف وفق الشرطة. وكتب الكسي نافالني على مدونته تويتر ان الشرطة اوقفت في موسكو نحو 250 شخصا بينهم اليا ياشين والكسي نافالني وسيرغي امودالتسوف. لقد اقتيدوا جميعهم الى مركز الشرطة". وكتب الكسي نافالني على تويتر "تحية للجميع من سيارة الشرطة". واعلن اودالتسوف في وقت سابق انه لن يغادر الساحة طالما بقي بوتين في السلطة، داعيا المتظاهرين الى الاعتصام معه. وصاح نافالني بالحشد خلال التظاهرة "من هي السلطة؟ نحن السلطة. سنسيطر على الشوارع والساحات ولن نرحل"، داعيا الى "العصيان السلمي". وامضى نافالني واودالتسوف 15 يوما في السجن بعد توقيفهم في ظروف مماثلة في 5 كانون الاول/ديسمبر، غداة انتخابات مجلس الدوما. وشاهد مراسلو فرانس برس عشرات المتظاهرين يتم اقتيادهم في سيارات للشرطة وسيط صيحات المعارضين المحتجة. وفي وقت سابق في موسكو، اعتقل مئة متظاهر بينهم الكاتب ادوار ليمونوف امام مقر اللجنة الانتخابية حيث كانوا ينوون التظاهر احتجاجا على انتخاب بوتين الاحد من الدورة الاولى اثر فوزه بنحو 64 في المئة من الاصوات. واطلق سراح ليمونوف في المساء. من جانبها، تحدثت الشرطة عن اعتقال 14 ناشطا قوميا قاموا بضرب صحافي من اذاعة اصداء موسكو المستقلة. وفي الوقت نفسه، اعتقل نحو 300 معارض اخرين خلال تظاهرة غير مرخصة في سان بطرسبورغ ثاني مدن روسيا، وفق الشرطة. وحاول نحو 1500 معارض يهتفون "العار لبوتين" التجمع في وسط سان بطرسبورغ حيث سجل انتشار كثيف للشرطة لتفريق هذه التظاهرة غير المرخص لها. وطالب الائتلاف المعارض المنبثق من الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة التي تشكلت في الاشهر الثلاثة الاخيرة، خلال تظاهرة في موسكو بالغاء الانتخابات. وقال احد قادة حركة المعارضة فلاديمير ريجكوف وهو يتلو امام المتظاهرين قرارا للجنة تنظيم التظاهرة "نطالب بوضع حد للقمع السياسي والتحقيق حول عمليات التزوير الكثيفة والاصلاح السياسي وانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة". واضاف ان "هذه الانتخابات مهزلة. السلطة غير شرعية"، وقال "سنواصل تحركنا السياسي طالما لم تنفذ مطالبنا". وهتف المتظاهرون "روسيا من دون بوتين". كذلك، اقيم تجمع شارك فيه المئات مساء في نيجني نوفغورود (وسط) وفق وكالة انترفاكس. في المقابل، جمعت تظاهرة مؤيدة لبوتين قرب الكرملين 15 الف شخص بحسب الشرطة. وكانت اللجنة الانتخابية المركزية اعلنت في وقت سابق ان بوتين حصل على 63,9% من الاصوات بعد فرز 98,47% من مراكز الاقتراع. وحل المرشح الشيوعي غينادي زيوغانوف في المركز الثاني بحصوله على 17,18% من الاصوات بحسب النتائج نفسها فيما حصل الملياردير الليبرالي ميخائيل بروخوروف على 7,7 % والمرشح الشعبوي فلاديمير جيرينوفسكي على 6,24% فيما حل الوسطي سيرغي ميرونوف في المرتبة الاخيرة مع 3,84%. وبلغت نسبة المشاركة 64%. وانتقدت بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا سير الانتخابات. وقالت المنظمة في بيان ان "العملية تراجعت عند احتساب الاصوات وجرت بشكل سلبي بسبب مخالفات اجرائية". وتابعت ان "الحملة الانتخابية سخرت بشكل واضح لمصلحة احد المرشحين". وتابعت "جرت عمليات حشو صناديق اقتراع. ففي 27 مركزا لاحتساب الاصوات تمت مراقبتها (من اصل 98) لم تعرض بطاقات التصويت على كل الحاضرين ولم تحتسب واحدة واحدة بشكل شفاف". ولم ترد السلطات الروسية على ما اعلنته المنظمة. لكن العضو في اللجنة الانتخابية تاتيانا فورونوفا نددت وفق انترفاكس بمقاربة "مسيسة" و"غير ملائمة" للوضع في روسيا. وكان بوتين اعلن مساء الاحد امام اكثر من مئة الف من انصاره قرب الكرملين "لقد انتصرنا في معركة شفافة ونزيهة". ومنذ الاحد، تحدث ممثلو بعض المرشحين ومعارضون ومنظمات مراقبة الانتخابات مثل جمعية "غولوس" ورابطة الناخبين وكذلك وسائل اعلام مستقلة عن حصول عمليات تزوير. وتحدث موقع الكتروني انشىء خصيصا لاحصاء التجاوزات، الاثنين عن نحو ستة الاف حالة انتهاك لقانون الانتخاب، وخصوصا عبر "نقل عدد كبير من الناخبين". واكدت منظمة غولوس الروسية غير الحكومية ان بوتين حصل فقط في الدورة الاولى على 50,26 في المئة من الاصوات وليس 64 في المئة. وكانت السلطات الروسية اكدت ان الانتخابات ديموقراطية. وعنونت صحيفة المعارضة الروسية نوفايا غازيتا التي كانت احدى وسائل الاعلام الداعمة لحركة الاحتجاج في الاشهر الماضية، الاثنين "لقد انتهت النزهة". لكن الناطق باسم بوتين ديمتري بسكوف اكد صباح الاثنين ان بوتين "براغماتي يتجه نحو الحوار مع كل الذين يريدون عملا بناء" بحسب ما نقلت وكالة انترفاكس. وفي بادرة تهدئة اخرى، امر الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف المقرب من بوتين، المدعي العام بالتحقق من "صوابية" الحكم في قضية الملياردير السابق ميخائيل خودوركوفسكي العدو اللدود للكرملين. وقد ادين خودوركوفسكي المسجون منذ 2003، في محاكمتين متتاليتين بالسجن 13 عاما بتهمة التزوير الضريبي وتبييض اموال وسرقة نفط، في قضية اعتبرها العديد من المراقبين بمثابة تسوية حسابات بين السلطة ورجل الاعمال الذي وقف ضد الكرملين ومول المعارضة. كما امر مدفيديف بمراجعة شرعية رفض تسجيل حزب بارناس، احد ابرز تنظيمات المعارضة الليبرالية. وفي المواقف من انتخاب بوتين، دعت واشنطنموسكو الاثنين الى اجراء تحقيق "مستقل" حول المزاعم بحصول انتهاكات شابت الانتخابات الرئاسية. وهنأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بوتين و"شجعه على مواصلة العمل من اجل التحديث الديموقراطي والاقتصادي" لروسيا. وصرح ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين ان نتائج الانتخابات الرئاسية في روسيا "حاسمة" على الرغم من "مشاكل" تحدثت عنها منظمة الامن والتعاون في اوروبا. وقالت المفوضية الاوروبية انها "تشجع روسيا على معالجة الثغرات" في العملية الانتخابية غداة فوز بوتين. واعلن الناطق باسم انغيلا ميركل ان المستشارة الالمانية ستتصل ببوتين لتعبر له عن "تمنياتها بالنجاح" في مهامه الجديدة. وتلقى بوتين تهنئة الرئيس الصيني هو جنتاو. وهنأ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاثنين فلاديمير بوتين بقوله ""اهنئه واهنىء الحكومة والامة الصديقة على اعادة انتخابه رئيسا لروسيا الاتحادية". كما دعا احمدي نجاد الى "تنمية العلاقات الجيدة" بين ايرانوروسيا.