من جائزة دولية حقوقية في ألمانيا إلى جائزة كمال جنبلاط لحقوق الإنسان في لبنان, هنيئا لتونس بهذه السيدة العظيمة راضية نصراوي وهي مناضلة من سنوات الجمر قاومت الإستبداد و استبسلت في الدفاع عن المظلومين من كل الإتجاهات السياسية و فضحت الآلة القمعية لبن علي في الخارج لدى كل المنظمات الحقوقية العالمية , لم تساوم و لم تخضع للإبتزاز و ساهمت في تأسيس الجمعيات المناهضة للتعذيب , تعرّضت لمضايقات رهيبة و اعتداءات موثقة من قبل البوليس السياسي ولم ترضخ . لم تنخرط يوما بعد الثورة في لعبة الإستقطاب الإيديولوجي فحافظت على احترام الجميع لها في الوقت الذي رأينا فيه اليوم من كنّ يتمسّحن على فتات موائد المخلوع و سيدته الفاضلة بل و يدافعن عن المشروع الثقافي لبن علي و ينظّرن له و يغذّين هذا الجدال البيزنطي العقيم بل و أصبح البعض منهنّ ثوريات تحت يافطات الحداثة وهي منهم براء . قيم الحداثة ليست شعارات ترفع بل سلوك وتضحية من أجل تحقيقها و قد جسّدت السيدة راضية نصراوي قيم الحداثة في أعظم معانيها فالحرية من قيم الحداثة و دافعت عنها حتى تكون لكل التونسيين بدون استثناء . أحترمك كثيرا يا سيدتي , فأنت التونسية الحرّة التي نفخربها جميعا , وهنيئا لتونس بأمثالك.