حملة مسعورة وغير مبررة يقودها مثلث الشر خارج حدود الوطن ، جنرالات الأمن في بعض دول الجوار الذين تربوا داخل أروقة المخابرات العالمية بكافة ألوانها وأشكالها ، وبقايا التيار العلماني المتطرف الخاسر الأكبر في الربيع العربي، بدعم عام من رجالات المال والأعمال أباطرة النفط والتجارة والاقتصاد ، هؤلاء وغيرهم يعرفون خطورة الحركة المتقدمة لثورات الشعوب على عروشهم وكروشهم سواء بسواء ، قد يكون من الوارد والمتوقع الهجوم على الإخوان في قطر ما من أبناء هذا القطر فيما بينهم من باب الخلاف الديمقراطي المشروع في بعض القضايا والبرامج والممارسات كما هو معهود في السجال السياسي ، لكن أن يحدث خلاف في دولة ما ثم يسحب هذا الخلاف على الإخوان عموماً وتستدعى معه شلالات من الأوهام والأكاذيب ثم الانتقال من مربع الهجوم إلى مربع التحريض ! فهذا أمر دبر بليل وهو نسخة مكررة وباهتة من السيناريوهات التي مارستها أجهزة الأمن العربية ثم كان ما كان من ثورات شعبية أسقطت أنظمة الحكم الفاسدة الشمولية التي ترتكز وبامتياز على أجهزة الأمن غليظة اليد والقلب والعقل معاً ، ما يقوده الجنرال ضاحي خلفان ليس بالعجيب ولا المستغرب ، بل أن الرجل ورط معه أمين مجلس التعاون الخليجي في معركة طواحين الهواء ، وراح يصور المشهد بخياله الأمني المريض ويفرض الوصاية على شعوب و دول لها من التاريخ والرصيد والحضارة الكافية بتعليمه وتأديبه والملايين من أمثاله ، الجنرال المسكين يحذر شعوب العالم العربي والإسلامي من خطورة وصول الإخوان للحكم ، والرجل لا يدرك بفكره الأمني الجامد والمتخلف أن هذه النغمة نشاز قد عزفها غيره في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا الآن ، ولم يلتفت إليها سامع لأنها بضاعة قديمة ومعيبة ، جربتها تيارات وكيانات ودول وحكومات ضد الحركة الإسلامية وفي القلب منها الإخوان ، الرجل بذاكرته الضعيفة نسى أو تناسي أن هذه الحملات جربت في أرجاء الدنيا فلم تزد الشعوب إلا تمسكاً بالحركة الإسلامية ويكفي دلالة ما تم من تفويض كريم وثقة غالية منحتها شعوب المنطقة للحركة الإسلامية بصفة عامة والإخوان بصفة خاصة في الانتخابات البرلمانية في مصر وتونس والمغرب وغداً ليبيا والجزائر وغيرهم ، جنرال الأمن المسكين يخترع لنا معركة طائفية من نوع جديد ، بعيداً عن التصنيف الأمني الدولي المعهود ، بعيداً عن أوهام الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين ، وبعيداً عن الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة ، اخترع الرجل تصنيف جديد هو : من مع الإخوان ومن ضدهم ، وهو نفس التصنيف الذي أسسه بوش الابن ومجموعة المحافظين الجدد ، من حق جنرال الأمن الإماراتي أن يختلف أو يتفق مع أبناء شعبه ، فهذا شأنه ، لكن أن يقود أو يحاول قيادة حملة مشبوهة ضد فصيل بحجم الإخوان على المستوى العام فهذا رهان فاشل ، فشلت فيه دول وإدارات وأجهزة زعمت زوراً أنها أكفأ أجهزة الأمن في العالم ، منذ أكثر من 80 عاماً ، بل كانت النتائج مدهشة حين سقطت هذه الأنظمة وتفككت هذه الكيانات والأجهزة وبقيت جماعة الإخوان قوية أبية برجالها ومنهجها وشعبيتها ، عموماً .. حملة ضاحي خلفان والقادم بعدها ، هي بالون اختبار ومحاولة لجس النبض والتوريط "جر شكل" في محاولة يائسة لوضع العصا في عجلة الثورة المصرية كسيناريو بديل للسيناريوهات الفاشلة في إجهاض ثورة 25 يناير ، ومحاولة متكررة لوقف قطار التيار الإسلامي القادم من عمق التاريخ ووجدان الشعوب إلى محطات ومنصات الحكم في بلدان المنطقة بإرادة شعبية غير مسبوقة ، سيناريو غير وطني أرجو أن يلتفت إليه الجميع "العقلاء والحكماء في مصر ودول الخليج وهم كثر" وألا يورطوا شعوبهم وبلدانهم في مستنقع الفكر الأمني الآسن . ----------------------------------- كاتب مصري*