ممارسة العنف أو التحريض عليه جريمة لا يقوم بها إلا صغار النفوس و كبار اللصوص أما من تربّى في الجامعة الزيتونية على القيم الفاضلة و الأخلاق الإسلامية السمحة فلا يمكن أن يفكر في إيذاء الآخرين , فالإنسان في الإسلام كائن مكرّم بمقتضى أصله الإنساني دون اعتبار لمضافه الديني أو الإجتماعي أو الجنسي أو الثقافي , قال تعالى : " و لقد كرّمنا بني آدم ". الشيخ الحبيب الطاهر بوصرصار يتعرّض لحملة إعلامية شرسة من إعلام احترف تشويه المخالفين في الرأي و كم تابعنا ما اقترفوه في حق شرفاء هذا الوطن من مختلف الإنتماءات السياسية في العهد البائد وصلت حد مس أعراضهم و شرفهم ,لا أصدق أنّ الشيخ الحبيب بوصرصار وهو من مؤسسي الجمعية التونسية للعلوم الشرعية وواعظ مكلف بتكوين الأئمة يحرض على قتل السيد الباجي قايد السبسي مهما اختلف معه فهل يجوز في اللغة العربية اعتبار الموت السياسي لشخص ما دعوة لقتله , و إلا فكل المحللين السياسيين الذين قالوا عن الرئيس السوري بشار الأسد بأنه ميت سياسيا فقد حرضوا على قتله , ما هذا الإبتذال الذي وصلنا إليه؟ وهل مازال البعض يمارس سياسة الترهيب ضد كل مخالفيهم ؟ السيد الحبيب الطاهر بوصرصار اعتبر السيد الباجي قايد السبسي انتهى سياسيا "و قد أذنب في حق الكثير من اليوسفيين و اليساريين و القوميين العرب و البعثيين و كذلك في حق المناضل المرحوم علي الزليتني { و الذي دبر له السبسي وفقا لشهادات عديدة في مؤسسة التميمي تهمة تدبير انقلاب على نظام بورقيبة تبين عدم صحّتها} و اعتبر من ناحية أخرى أن مبادرته الأخيرة ولدت ميتة لأنها تقوم على إحياء التجمع المقبور بأشكال بديلة ". إن الثورة في رأيي لا تكتمل إلا بتطهير الإعلام من أبواق النظام القديم فلكل تونسي الحق في إعلام حرّ و نزيه , وحتّى نعطي للسيد الباجي قايد السبسي حقّه فقد نجح في قيادة البلاد في المرحلة الإنتقالية بشهادة كل الأطراف من السلطة إلى المعارضة و له كل الحق في التحرك السياسي كما أن للسيد الحبيب الطاهر بوصرصار وغيره نقد ما يجري في الساحة السياسية بكل حرية فهذه هي تونسالجديدة . كاتب و محلل سياسي