خمسة خطوط مترو خفيف، وخط حديدي ضحوي بين صفاقسالمدينة ومعتمدية ساقية الزيت، إضافة إلى مسالك خاصة بالحافلات… تلك أهم النتائج التي خلُصت إليها استراتيجية تنمية صفاقس الكبرى 2016 لحل إشكالية النقل والمرور بالمدينة. الدراسة الاقتصادية لتركيز شبكة نقل جماعي ذات مسالك خاصة والتي تشمل خطوط المترو الخفيف والخطوط الحديدية الضاحوية، والمسالك الخاصة بالحافلات انطلق مكتب دراسات فرنسي تونسي في انجاز مرحلتها الأولى بعد أن تمكنت وزارة النقل من الحصول على مساعدة فنية في إطار دعم من صندوق التسهيلات الأورومتوسطية للاستثمار والشراكة (FEMIP) في انتظار المرور إلى مرحلة الدراسات الفنية الخاصة بهذا المشروع الضخم بالتعاون مع البنك الأوروبي للاستثمار. وتهدف هذه الدراسة التي حُدّدت مدتها بسنة ونصف بكلفة جملية تقدر بأكثر من مليار من المليمات إلى صياغة أفضل التصورات الممكنة لمنظومة نقل جماعي متطورة من حيث السلامة والراحة والانتظام والتواتر والسرعة بأقل كلفة اقتصادية واجتماعية بالنسبة إلى المجموعة الوطنية (استهلاك الطاقة، التلوث، الحوادث…)، إضافة إلى تحديد المحاور الأساسية للشبكة المعتمدة، ومسارات الخطوط المقترحة، وأنماط النقل الجماعي المناسبة اعتمادا على القطار أو المترو أو الحافلة، وكيفية إدماجها في النسيج العمراني للمدينة. وفي هذا السياق شرع مكتب الدراسات المكلف بداية من يوم 16 أفريل الجاري والى غاية موفى شهر ماي في انجاز مسح أسري حول التنقلات يشمل 4160 عائلة سيقوم بتنفيذه ميدانيا 70 عونا أغلبهم من الطلبة، ومن أصحاب الشهائد العليا، على أن تتلوه مباشرة مراحل تحليل المعطيات الاجتماعية والاقتصادية، وتشخيص عرض وطلب النقل العمومي الجماعي، ودراسة الجانب القانوني والمؤسساتي للنقل الحضري بالمدينة، ثم تقدير طلبات التنقل في أفق 2016 و2026 والتعرّف على المحاور الأساسية التي تستقطب هذه الطلبات، ودراسة إمكانية اعتماد المحاور المحددة لمشروع الشبكة، وإمكانية إدماج أنماط ثقيلة للنقل الجماعي على مستوى هذه المحاور. تركيز شبكة نقل جماعي ذات مسالك خاصة بجهة صفاقس يبقى دون شك مشروعا واعدا قد يؤشّر إلى انطلاقة اقتصادية جديدة لعاصمة الجنوب التي عانى متساكنوها طيلة عقود من شبكة نقل متخلّفة لا تليق حقيقة بثاني مدن الجمهورية، وهو ما سيساهم في التخفيف من وطأة الاختناق المروري «المزمن»، وفي دفع ومعاضدة مجهودات التنمية بالجهة، وحتى في الولايات المجاورة.. فهل يتحقق الحلم «الأرضي» الذي لطالما راود الأهالي في غضون سنوات قليلة مقبلة بعد أن تحقق الحلم «الجوي» بافتتاح شركة الطيران الخاصة «سيفاكس آرلاينز»؟.