هل فقد الفلسطينيون حماستهم لملاحقة المستوطنات والجدار؟ وهل أصبح اغتصاب أراضينا أمرا عاديا ، يجري في وضح النهار، بدون أن يحرك فينا نخوتنا؟! وهل نجحت الخطة الاحتلالية، في إنامتنا وإسكات حميتنا تجاه الأرض، بعد أن أحاطتْ بنا المستوطنات في كل مكان ، وأصبحت فلسطين دولة افتراضية تقع بين مجموعة من البؤر والمستوطنات؟ وهل اقتربنا من حالة العجز المطلق، وأعلنا الاستسلام لزحف البؤر الاستيطانية حتى على أراضينا الخاصة، الملاصقة لبساتيننا وبيوتنا؟ لقد وصل الأمر إلى أن أصبحت صحيفة هارتس، وجمعية حاخامون من أجل السلام، وجمعية تعايش اليهودية العربية، وجمعية بيت سيلم، وحركة السلام الآن، وغيرها من الجمعيات وأنصار الحق والعدل، أكثر حماسة في مناهضة العربدة الاستيطانية منَّا نحن أصحاب الأرض الحقيقيين؟! نعم هاهي صحيفة هارتس تنقل خبرا عن تأسيس بؤرة استيطانية مغصوبة من أرض فلسطينية مسجلة في الطابو باسم الفلسطينيين، تقع على مشارف رام الله اسمها متسبيه كارميم وقالت الصحيفة في افتتاحيتها الرئيسة: "يتباهى نتنياهو وضباط جيش الدفاع بنجاحهم في إفساد جهود المتضامنين مع الفلسطينيين من اليساريين في العالم، وأنهم عاقبوا المقدم شالوم إيزنر الذي ضرب المتضامن السويدي مع الفلسطينيين بالبندقية في وجهه، الذي ادَّعى بأنه فعل فعلته لحماية جنوده، في الوقت الذي تغضُّ حكومة نتنياهو الطرف عن عربدة المستوطنين، فقد أقاموا بؤرة استيطانية جديدة اسمها(متسبيه كارميم) في رام الله، مخالفين القانون، ولم تتخذ الحكومة أية إجراءات لمنعهم، كما حدث في بؤرة (أفيغال) في جنوب جبل الخليل، وغفعات أساف وأولبانا بالقرب من بيت إيل وعشرات غيرها، وهؤلاء المستوطنون استفادوا من موقف الحكومة تجاه البؤرة الاستيطانية ميغرون، والتي تسعى الحكومة لاعتبارها مستوطنة شرعية. إن المستوطنين محصنون ضد العقوبات، وتستعد لجنة التشريع في الكنيست لإصدار قوانين لإباحة سرقة أراضي العرب، ألم يحن الوقت ليلقي النائب العام يهودا فنشتين بثقله، ويوقف هذه العربدة، ويسن العقوبات على هذه الحكومة الفوضوية" هارتس 19/4/2012 ما أدهشني هو أن الخبر الذي أوردته صحيفة هارتس، كررته (بعض الصحف الفلسطينية) على استحياء، وذكرته بعض الصحف أيضا من باب رفع العتب واللوم ، وتناولته بعض الإذاعات المحلية في نشرة أخبار واستخدمتْ في نشراتها التعبيرات العربية التقليدية، مثل: التغول الاستيطاني، والهجمة الاستيطانية،والمغتصبات، والبؤر الاستيطانية، والحزام الاستيطاني، وأفعى المستوطنات، وأبنية الفصل العنصري واكتفتْ الإذاعة بأضعف الإيمان !! وللعلم فقد نشرت هارتس صورة البؤرة الاستيطانية فوق الجبل في الوقت الذي كانت تجري فيه المفاوضات بيننا ، وبين رئيس وزراء البؤر الاستيطانية!! هل يحق لي أن أتساءل أين أهلنا أصحاب الأرض من هذا الهجوم، وهل اكتفينا بوابل الصواريخ الكلامية في إعلامنا، وبروتين الاحتجاج الأسبوعي على جدار الفصل العنصري، وهل تنفع مصطلحات السياسيين وأحاجيهم وخططهم العاجلة والآجلة في إيقاف سلاح الدمار الشامل ضدنا؟ ما أزال أذكر أنني رافقتُ صحفيةً سويدية في جولة على مستوطنات غزة عام 1999، وبعد أن شاهدتْ مستوطنات غوش قطيف ونتساريم ونتسانيت، ورأتْ إجراءات المحتلين القمعية سألتني : " أين أنتم من هذه المستوطنات، فأنتم الأكثرية تحيطون بها، هل تحمونها؟!!"