في ظل أجواء ملبدة بغيوم التآمر لإجهاض الثورة ، واستدعاء بقايا النظام الفاسد البائد لمشهد الأحداث عنوة ، والترويج الإعلامي المكذوب والمضلل لجنرالات الوهم والفساد والتعذيب ، في ظل أجواء استشعار الخطر على الواقع والمستقبل بمحاولات استدعاء الماضي الكريه ، وفي ظل أجواء استنساخ قيادة للمرحلة كبديل للتيار الإسلامي القائد الشرعي والطبيعي الذي اختاره الشعب في أول انتخابات حرة ونزيهة ، وفي ظل أجواء التشويه والتشكيك والتضليل التي طالما مارستها وسائل ومنافذ وأجهزة ضد جماعة الإخوان بصفة خاصة ، وفي ظل الأزمات المتعمدة والمقصودة من منصة الحكم بجناحيها المدني والعسكري ليكفر الناس بالثورة وربما بأنفسهم ، وفي ظل شواهد وممارسات ترسخ لمضمون "يحكم الشيطان ولا يحكم الإخوان" كان حتماً على الإخوان قيادة المشهد ... لذا كان السؤال : لماذا؟! قيادة المشهد "المعنى" هناك فرق شاسع بين قيادة المشهد ، واحتكار أو اكتساح المشهد ، القيادة : ** بمعنى .. تقدم الصفوف وتحمل المسئولية واستيعاب باقي المكونات وبذل المزيد من الوقت والجهد والتضحيات ** بمعنى .. تحمل الأذى والجهالات وضبط الحركة والمشاعر بعيد عن الصدام والخلافات ** بمعنى .. وحدة الصف ولم الشمل وتقدير الموقف والانحياز للإجماع الوطني ولو بقليل من التنازل عن بعض الحقوق و الاستحقاقات لماذا ؟ "الفرص " لتوفر حزمة من مقومات النجاح والإنجاز منها : ** الواجب الشرعي المتفق والمرجعية الإسلامية ، والمسئولية الوطنية حماية لما تبقى من مصر الثورة والثروة ، و تجاوباً مع الإرادة الشعبية التي أجمعت على الجماعة في أول انتخابات حرة ونزيهة ** امتلاك الجماعة غالبية مقومات مشروع الإصلاح والتغيير المنشود ، المقومات الفكرية والمعنوية والتنظيمية والمادية والبشرية ** التاريخ النضالي لعقود طوال تحملت فيها الجماعة ومازالت تتحمل كل ألوان التشويه والتشكيك والتضليل وما زالت مستمسكة بالنهج الوسطي المعتدل الذي يتناغم مع هوى وهوية المصريين ومازالت تقدر وتعتبر حقوق واستحقاقات الآخرين ** الرصيد العملي والميداني في الخدمات النقابية والأهلية والشعبية "الاجتماعية – الصحية – التعليمية" ** تماسك الجماعة ومتانة بنيانها ضد محاولات التكسير والتفتيت والاختراق والانشقاق والانحراف وبالتالي هي نواة حية وصلبة لتجميع القوى الوطنية للمجتمع المتماسك ** التجارب الناجحة في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والقطاع الأهلي "النقابات – الجمعيات – الشركات – مراكز الشباب – المحليات " ** الانتشار الجغرافي – الأفقي - للجماعة وكوادرها وقواعدها في ربوع مصر من أقصاها لأقصاها ** الانتشار الإداري والوظيفي الرئاسي في غالبية مؤسسات الدولة خاصة الخدمية "التعليم – الصحة" ** اعتبار كيان وثقل الجماعة دون غيرها "محلياً وإقليمياً ودولياً " وهذه اعتبارات هامة وحيوية فيمن يتصدر المشهد العام لدولة بحجم مصر خلاصة الطرح ... قيادة الجماعة المشهد تعني أن تكون نقطة التقاء الجماعة الوطنية على مساحات المشترك لأن التغيير المطلوب لا يقوى عليه فصيل منفرد مهما كانت إمكاناته ، لكن لا مفر من وجود قاطرة تمتلك القوة الدافعة للحركة إلى الأمام وفي الاتجاه الصحيح ، ولا يوجد كيان مؤهل خلال هذه الفترة الاستثنائية سوى الإخوان. كاتب مصري