سلوك سيّء وتصرّف أرعن لدى قلّة قليلة من الناس أساؤوا بصنيعهم ذاك لسمعة جميع التونسيين في العالم العربي والإسلامي إلى درجة أن هنالك أفرادا من الأشقاء المصريين اعتقدوا أن التونسيون ليسوا بمسلمين لكثرة جرأتهم على سبّ الجلالة ولا يرون حرجا في التهكّم على الله وعلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. لهم الحق في هذا الاعتقاد فسبّ الجلالة يخرج قائلها من ملّة الإسلام وكذا الشأن لسبّ النبي محمد عليه الصلاة والسلام, فالاستنقاص منه يستوجب على فاعله القتل في الشريعة الإسلامية, ولكن في يوم الناس هذا لا يزال هنالك أشخاصا يتبجّحون بالكفر وسبّ الدين, ظنا منهم أنه بفعلهم القبيح هذا يقومون بردع خصومهم ويرهبون عدوهم. لقد تفشّت هذه الظاهرة واستفحلت في مجتمعنا الذي نأمل أن يعود كما كان مجتمعا نظيفا. لكن يا خيبة المسعى لو تتسرب هذه الألفاظ النابية داخل المجتمعات العربية. إذ من سنّ في الإسلام سنّة سيّئة فله وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيئا. بتنا نسمع سبّ الجلالة في كل مكان, داخل الديار وفي الأسواق وحتى المؤسسات والشركات لم تسلم هي أيضا من هذا الكلام المقزز من قبل المسؤولين أو العمال والتي تستهجنها وتقبّحها أصحاب النفوس السليمة. صدّقوني إن قلت لكم أنّ هنالك أشخاصا في مجتمعنا هذا يتقنون ويتفنّنون في سبّ الجلالة والكلام البذيء الذي أصمّ آذاننا. ولا يتعاملون مع الناس إلا بفحش الكلام. وهنالك واحد من هؤلاء الفجّار سأتولّى الحديث عنه. هو زميل يعمل معي في نفس المؤسسة. ما يقارب العشرين سنة لم أسمعه يتلفّظ بكلمات تستسيغها آذاننا وتنشرح لها نفوسنا. كان جلّ كلامه يتمحور على نصفه البهائمي والإساءة للربّ والسماء. قمت بنصحه في كثير من الأحيان لكن النصيحة لم تنفعه. أبرزت له قبح ما يقوم به لكنه لم يرتدع بل تمادى في غيّه وطغيانه. حين تمشي بالقرب منه ويحدث حذاءك شيء من الدوي ولو كان عاديا يسمعك ما تكره ويرميك بوابل من السبّ والشتيمة والتهكّم على الله عزّ وجلّ. شكوته للإدارة وأملي أن تأخذ معه إجراء من شأنه أن يحدّ من أعماله القبيحة لكنها لم تفعل. رجوتها أن تفصل بيننا ويتم نقل أحدنا إلى الطابق العلوي لكنّها خيّبت أملي. الجميع على علم ودراية بما يفعله هذا الفاجر من تجاوزات أخلاقية تجاه زملائه وتجاه ربّه بما فيهم الإدارة التي لم تتخذ إجراء واحدا لردعه. مبرّرين صنيعه ذاك بالمرض النفسي الذي يعاني منه. ويخشى مدير المؤسسة حين يقوم بفصله من تداعيات الطرد التعسفي. ساءت الأمور بيننا وانقطعت لغة الحوار في عديد المرّات. ولمّا تبيّن لي بعد ذلك أن هذا الرجل قد بلغ حدّ الكفر نضرا لأنه كان يفتقر إلى ما هو معلوم من الدين بالضرورة رميته عند ذلك بالكفر وأعلمته بأن أعماله وأفعاله تلك تعتبر ضربا من ضروب الكفر الذي يخرج صاحبها من الملّة. بعدما أوجعته بهذه الكلمة التي لم أتمنى بالمرّة أن أقولها لم أسمعه يسبّ الجلالة إلى يومنا هذا. فهلاّ سعت الحكومة إلى توخي إجراءات فاعلة وصارمة بشأن من تسوّل له نفسه أن ينال من رموز الإسلام ومقدساته خصوصا الإله والدين والنبي داخل مجتمعنا التونسي. فهذه العقوبات وحدها كفيلة لأن تشفي صدور قلوب مؤمنة لأن البغض في الله والحب في الله من أوثق عرى الإيمان. تونس