الجزائر : أعادت مصالح الامن الجزائرية في المدة الاخيرة تلصيق صور المسلحين الذين ما زالوا في الجبال او الذين التحقوا في المدة الاخيرة بصفوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تقول تقارير اعلامية انها عززت صفوفها بعناصر شابة. ولجأت مصالح الامن الي هذه الطريقة بعد ان كانت قد لجأت اليها لاول مرة منتصف تسعينيات القرن الماضي بعد ان كثفت الجماعة الاسلامية المسلحة لعلمياتها المسلحة. واصبحت مقرات الامن والساحات العمومية مكانا لتلصيق صور ابناء البلد في مسعي لتفادي تسللهم الي تلك الولايات لتنفيذ عمليات انتحارية بنفس كيفية العمليات التي نفذت ضد مقرات هيئات امنية ورسمية في عدة مدن بمنقطة وسط البلاد. وتم اللجوء الي هذه العملية في نفس الوقت الذي يقوم فيه التلفزيون الجزائري ومختلف القنوات الاذاعية ببث نداء قبل المواعيد الاخبارية الرئيسية يطالب المواطنين بالتبليغ علي بقايا الارهاب لأمنكم وسلامتكم ووضع رقم هاتف مجاني للتبليغ. ويأتي اللجوء الي هذه الطريقة لكشف المسلحين المحتملين الذين ما زالوا في الجبال ويرفضون الاستفادة من تدابير عفو اقرتها السلطات الجزائرية منذ بداية سنة 2005 بعد الغاء مصالح الرئاسة زيارة رسمية كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يعتزم القيام بها امس الي ولايتي قسنطينة وخنشلة ( 500 كلم شرق). وتسربت معلومات اكدت عن انتحاريين اثنين يكونان قد تسللا الي المدينة بهدف تنفيذ عملية انتحارية يوم وصول الرئيس اليها. والغيت الزيارة بعد ايام من مقتل ضابط في صفوف الجيش واربعة من اعوان الحرس البلدي في كمين نصبه مسلحون لوحدة عسكرية في غابات جبل الوحش المطلة علي المدينة العتيقة. وكان انتحاري من عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي حاول تفجير نفسه خلال زيارة مماثلة للرئيس الجزائري الي ولاية باتنة عاصمة منطقة الاوراس في 6 ايلول/سبتمبر الماضي قبل ان يتفطن له احد اعوان الامن الذي باغته ولكنه تمكن رغم ذلك من الضغط علي صاعق حزامه الناسف فخلف مقتل 32 شخصا ممن قدموا لاستقبال الرئيس، وتعد تلك اول عملية تستهدف الرئيس الجزائري. ومنذ تلك العملية كثفت السلطات من اجراءاتها الامنية خلال تنقلات الرئيس للولايات، وعرفت ولاية تمنراست في اقصي جنوب البلاد التي زارها الرئيس بوتفليقة يومي 7 و8 من الشهر الجاري تعزيزات غير مسبوقة وتم ايفاد تعزيزات من ولايات الشمال واستعملت لاول مرة اجهزة الكشف علي المعادن وإخضاع مستقبلي الرئيس لعملية تفتيش لاول مرة في تاريخ الزيارات الرسمية لمختلف الرؤساء الذين تعاقبوا علي حكم الجزائر. وقال يزيد زرهوني وزير الداخلية ان الرئيس بوتفليقة غير مستهدف شخصيا الا ان تلك التعزيزات أملتها حادثة باتنة. وطرحت صحيفة ليبرتي الصادرة بالفرنسية امس تساؤلا كبيرا علي صدر صفحتها الاولي علي خلفية الغاء زيارة قسنطينة ما اذا ما زال ممكنا اتمام الزيارات في وسط الجماهير الشعبية؟ واشارت الي ان كل نظام حراسة الرئيس قد تمت مراجعته من اساسه من منطلق انه لا يجب الاستهانة بأمن الرئيس. ويحدث هذا في وقت عادت فيه وبشكل لافت عمليات الاغتيالات التي تستهدف مواطنين ابرياء او اعوان الحرس البلدي والمتطوعين الذي سلحتهم السلطات علي مستوي بلدياتهم لمساعدة قوات الجيش في مواجهة عناصر الجماعات المسلحة. وتتناقل وسائل الاعلام المحلية يوميا أنباء عن سقوط قتلي من تلك الفئات علي ايدي المسلحين. وفي ذات السياق كشف لويس دالمايدا سامبايو السفير البرتغالي بالجزائر بمناسبة انتهاء رئاسة بلاده للاتحاد الاوروبي عن تخصيص الاتحاد ملبغ مليون يورو لمكافحة الارهاب ودعم نشاط المركز الافريقي للدراسات والبحث في مجال مكافحة الارهاب في افريقيا والكائن مقره بالجزائر.