للحق وللتاريخ , ولتبيان الامور ووضعها بنصابها الحقيقي , ومن اجل دحض الاعلام المضلل والتصريحات التي تتعالى هنا وهناك ... يجب الوقوف على حقيقة سياسة الرئيس ابو مازن ,والنفس الطويل الذي يتمتع به والذي حيّر الكثيرين .. ليس من باب المديح او الاطراء .. او لمكسب سياسي او مادي ... فلسنا في عصر ذلك, ولسنا في عصر سيف الدولة , او زمن الدراهم والهبات ....... او زمن المديح والشعر من اجل المال ... بل في زمن الحقائق والمواقف والرجال الرجال التي لا تقدر بثمن .. فالرئيس ابو مازن من يومه الاول كان واضحا لمن له قلب او القى السمع .. او به مثقال من فهم في سياسته وتوجهه.. وكيف تسير امور العالم والتوازنات والمصالح .. فلم يخفي سرا لان احاديثه صريحه .. ويختار بعناية كلماته .. واين يقولها وكيف ومتى ولمن ...والمتابع لتصريحاته يجدها متناغمة .. تسير على نسق واحد ... وهدف واحد ...وتوجه واحد .. فلم يعثر في خطاباته او تصريحاته على تناقص ... او يضمر عكس ما يقول .. القارئ لبرنامجه الانتخابي يجده واقعيا , لم يطلب المستحيل .. ولم ينحدر لمستوى يحيد عن الثوابت والحقوق ...لم يخاطب شعبه بسياسة استعلائية او يعده بسنغافورا الشرق .. ولم يقل سنمتلك النووي ... او القنبلة الهيدروجينية ...ولم يكفر احد ... او يسيل اللكلمات والكلام الجارح لاحد .. في كل اقواله صارح شعبه بحقيقة مواقفه من كل القضايا شارحا ومفسرا ادق التفاصيل ... في وقت الانجاز قال هناك تقدم .. وفي وقت الاخفاقات التفاوضية قال فشلت المباحثات ... وفي وقت السلم تجده امامك ,,, وفي ساحات النضال تجده صامدا ومتقدما على الجماهير بكل صدق خاطب شعبه من حين لاخر .. مطلعه على اخر التطورات والمشاهد السياسية .. واقعيا في كل كل حياته .. لم يحاول الصعود للنجوم .. ولكنه دائم البحث عن وسيلة ليصل للقدس .. لم يحاول ان يتمسك بكرسي او منصب بل المناصب والعلياء تسعى اليه. دليلنا بالقول بانه شرع باب الديمقراطية على مصراعيه لاشد المعارضين له ... ولاشد اعداء الوطن ....... كفل نجاح الانتخابات بكل شقاقية ونزاهه .... ومضى من اجل الوحدة والحوار الى ابعد الحدود .. لم يسع الى المجد .. لان المجد يسعى له ... لايحب التصاوير والمنابر .. والاعلام ... فطيلة حياته يعمل مثابرا ومن خلف الكاميرات ... لا يهمه قيل وقال .. بغيته الوصول بالوطن لبر الامان والثبات . حتى في احلك الظروف التي عصفت بالوطن , من انقسام وسياسة حمساوية بغيضه تراه يمد يده للحوار والمصالحه رغم النكبات والضربات التي تسددها حماس للحوار والوطن .. ولم تلين عزيمته ولم يخفت مسعاه لاستعادة وحدة الوطن . تقابله الفتنة ورؤوسها بالسهام .. والحراب .. ويلاقيها بدبوماسية هادئة يغلب بها مصلحة الوطن على كل شيئ.. يسمع الشتيمة والكلام الرذيل من افواه القوم ويقابها بعفو وتسامح .. يخاطبه الاخرون بلسان يقتر حقدا وسما ... ويقابلهم بالسماح والعفو لان العفو عند المقدرة . ادرك قبل غيره وذلك بفضل بصيرته ان المفاوضات سبيل من السبل للوصول لحقوقنا وصراحة وبكل الاماكن , وعابه الكثيرون .. ورموه بالعبارات والكلمات ...... الان من عابوه يسعون لاهثين لتحصيل النزر اليسير وباي ثمن ... بل ويضيفون قناعات للعالم ولاسرائيل بالتحديد ان قضية فلسطين ليست سياسية وحدود وجغرافيا ومواطن وثوابت . بل لقمة خبز وكرسي ثابت لهم ... لم يعد المواطن بفلسطين من البحر الى النهر لانه ادرك استحالة ذلك في الوقت الراهن ... ولم يرفع شعارات براقة وطنانة تصدر من اللسان ولا تتجاوز القلوب والاذان ... سعى بكل جد واخلاص لوضع قضية فلسطين في اولويات العالم .... وسعى غيره لطمرها في الارضين السبع .. ادرك قبل غيره بعشرات السنين ان التهدئة مطلب وطني بمرحلة ما .. وجابهه القوم بلا وبتلغيم كل السياسات ..وعاثوا فسادا ودمارا واعطوا للاحتلال الف ذريعة فوق الذرائع ..الان وبعد ان اصبحوا وسعو للنيل من الوطن ولازمتهم المناصب ادركوا ما معنى الهدنة .. ولكن شتان بين الهدنتين والهدفين ..ففي هدنة الرجال الرجال من اجل مصلحة الوطن وأمن المواطن , وفي هدنة الانقلاب من اجل مكاسبهم السياسية والشخصية وحفاظا على ارواحهم .. من اين اتانا الرئيس محمود عباس ؟ ولماذا ؟ اتى من قلب فلسطين ولفلسطين ......كل فلسطين كل الشعب . ليكون لفلسطين لا لغيرها . لينقذ الارض والانسان من الاحتلال واعوان الاحتلال .. اتى في اللحظة الحاسمة , وللمرحلة الحاسمة ,. لكي يكشف حقيقة من خدعوا الشعب .وليعرف المخدوعون والمنجرون وانصافهم حقيقة امرهم .. وليكشف زيف ادعائاتهم واكاذيبهم ....... بسياستة الهادئة وبدبلوماسيته وطريقة تعامله مع شعبه برهن لمن له عقل كيف يكون الرجال وقت الضيق .. وكيف يتصرف القائد وقت المحن ..... لم ينجر لمهاترات ولا طرهات .. حتى في اشد اللحظات ... لم ارى قائدا قوي الارادة .. ثابتا صامدا .. لم تزعزعه لحظة حالكة ومآمرة دنية كحادثة التامر لتفجير موكبه لحظة قدومه الى غزة ...... استقبل الامر بصلابة .. ولم يتزعزع ايمانه وسعيه لوحدة الوطن وبالحوار .... وهذا ما اقض مضاجع الانقلابيين .......... الرئيس محمود عباس يتصرف بما يمليه عليه الواجب ومصلحة المواطن ابتداءا من تحقيق الامن للمواطن ,وتحريم الاقتتال, ساعيا لذلك بحوار هادئ وبناء ومن اجل ذلك بذلت السلطة ومختلف القوى الوطنية مساعي حثيثة لاقناع حماس بالرجوع عن انقلابها وبلا نتيجة ..فهناك دعوات للوحدة . وبالمقابل دعوات حمساوية لمزيد من التشرذم والقتل .... وعندما عكف على تاهيل كوادر وضباط وجنود الاجهزة الامنية اعتبرتها حماس خطوة ضدها .. وراحت تكيل التهم لافراد الاجهزة الامنية في الخليل ... وهنا الفرق الواضح بين الشرعية وبين الانقلابيين . وتبرز ايضا في موقف الرئيس من العدالة في توزيع الوظائف والمراكز القيادية ضمن اسس ومعايير وحماس تريدها محاصصة ... الرئيس عباس اتى ليقول انتهى عصر الفوضى .... وهم سارعوا لتعميم الفوضى والاغتيالات بكل الاصناف .... واذا ما عدنا للوراء لا بد وان يتذكر المواطن كيف كانت حماس تمارس لغة التضليل بقدرتها على ضبط الامن , والخروقات الاسرائيلية , وضمان امن المواطن واعدة الجماهير بخير وفير وماء غدقا ..... والناظر اليوم يجد ما وعدوا به .. بسياستة المتوازنة حافظ على الزخم والدعم العربي للقضية , كما هو عالميا ... فلم ينجر لحلف او تجمع .. ولم يميل لجهة او دولة على حساب اخرى ..........بل سخر كل امكانياته ووظفها لخدمة القضية وعدالتها . لم يتاجر بدم او عرض .. فصان المال العام ....... وحمى الارض والعرض .. واضحت امهاتنا تسير بفخر وعزة رافعة الرؤوس بالعهد الجديد .. وباليوم المجيد .. انطلق بثوابت وبعقيدة راسخة وبحركة ثورية , اصطفت حولها الجماهير من كل اسقاع العالم .. خطى نحو المجد بفكر فلسطيني عربي اسلامي حر ...لا يخشى بالحق لومة لائم ... من اجل فلسطين .. من اجل الانسان وارضه وعرضه .. من اجل القدس .. لنصتف خلف القائد , خلف الرائد , خلف الباني .. خلف الاب الحاني ..لنقف في وجه النار في وجه الانقلاب .. في وجه التتار ...