قال قيادي في حزب الوفد، أقدم الأحزاب السياسية في مصر، إن تحالف الأمة المصرية الذي يسعى الحزب لتدشينه خلال الأيام القادمة، هدفه توحد القوى الليبرالية والوقوف أمام انفراد الأحزاب الإسلامية بالسلطة. وأعلن عمرو موسى، المرشح الرئاسي السابق، في تصريحات صحفية أمس عن تدشين تحالف الأمة المصرية ليكون معبرًا عن الكتلة المدنية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقال "إن التحالف يجمع كل أنصار الدولة المدنية، ويعمل على أن تكون هناك مواقف إيجابية مصرية لمصلحة الدولة المدنية". وأضاف موسى أن الدولة المصرية بحاجة لتيار مدنى قوى بجانب التيار الديني، مضيفًا: "كل الاحترام للدين، لكن نظام الحكم يجب أن يقوم على الدستور المدني، فمصر تعيش في القرن ال21". ويأتي هذا التحالف بمبادرة من حزب الوفد، ومقرر أن يضم بعض القوى السياسية و50 شخصية عامة ووزراء سابقين أبرزهم عمرو موسى. وسيكون تحالف الأمة المصرية كيانًا معارضًا يعمل على ترسيخ قيم ومبادئ الدولة المدنية الحديثة وترسيخ مقومات المواطنة وسيادة القانون والدفاع عن الحرية والديمقراطية ضد أى سلطة تحاول النيل منهما، بحسب ما أعلنه فؤاد بدراوي، سكرتير عام حزب الوفد. وقال عصام شيحة، عضو الهيئة العليا لحزب "الوفد"، لمراسل وكالة "الأناضول" إنه من المنتظر في الأيام القادمة إعلان برنامج التحالف والمنضمين له من القوى والشخصيات، مشيرًا إلى أنه في مقدمتهم عمرو موسى، المرشح الرئاسي السابق. وأضاف شيحة أن "القوى الليبرالية تواجه أزمة ثقة فيما بينها وهو ما أثمر عن تعدد تحالفاتها"، مؤكدًا على ضرورة "تجاوز هذه الأزمة والاتحاد أمام أحزاب الإسلام السياسي حتى لا تنفرد بالسلطة". وأشار القيادي في الوفد إلى أن الحزب يسعى من خلال تحالفه إلى معالجة تلك الأزمة (الثقة) عبر الإعلان عن تحالف قوي واضح الملامح يفتح المجال بعد الإعلان عنه إلى التواصل مع التحالفات الأخرى ومحاولة التنسيق معها والاندماج معها. في المقابل انتقد أحمد عز العرب، نائب رئيس حزب الوفد، تحالف "الأمة المصرية"، مبررًا ذلك بأن رئيس الحزب، السيد البدوي، يسعى إلى "تحقيق مصالحه الخاصة بإنشاء هذا التحالف دون الرجوع إلى قيادات الحزب الأخرى". وقال عزب العرب لمراسل "الأناضول": "ليس من المنطقي أن تسعى كل فئة من الليبراليين إلى إنشاء تحالف خاص"، مؤكدًا أنه لا يعارض فكرة التحالف إلا أنه يطالب بضرورة وجود تنسيق قوي والسماح فقط بالشخصيات الوطنية المؤثرة للانضمام لهذا التحالف. ويعد تحالف "الأمة المصرية" هو التجمع الرابع للقوى الليبرالية بعد أن تم خلال الشهور القليلة الماضية الإعلان عن ثلاثة تحالفات مختلفة تضم أحزابًا وقوى وشخصيات محسوبة على التيار الليبرالي. ومن أبرز التحالفات التي تم تدشينها: تحالف "التيار الشعبي" الذي أعلن عنه حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، وقال في بيانه التأسيسي "إن التيار يسعى لتجسيد أهداف ثورة 35 يناير وتطلعاتها، وينحاز لجوهر اختياراتها الاقتصادية والاجتماعية، ويرفض هيمنة طرف على مستقبل الثورة، ويؤكد إيمانه بدور الدين والقيم الروحية، ويقدم فهمًا واعيًا مستنيرًا معتدلاً بالدين، الذى يدعو للحرية والعدل والمساواة والتقدم والمحبة". كما قدم اليوم حزب "الدستور" بقيادة محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أوراق اعتماده للجنة شئون الأحزاب، معلنًا سعيه للتنسيق مع قوى وأحزاب مدنية حول قضايا أساسية، أبرزها الدستور، وقانون الانتخابات البرلمانية، بحسب ما أعلنه عماد أبو غازي، أمين لجنة تسيير أعمال حزب الدستور. وكانت أحزاب "المصريين الأحرار" و"المصري الديمقراطي" و"الحرية" و"الجبهة" قد أعلنت مؤخرًا تأسيس "التيار الثالث" استعدادًا لما أسمته بمعركتي كتابة الدستور الجديد والانتخابات البرلمانية بحسب أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار. (الأناضول) عبد الرحمن فتحي