_ صقور النهضة الذين تمادوا في التصعيد والعناد الى آخر لحظة وقللوا من خطورة الاضراب واستخفوا به وراهنوا على فشله الذي حسب توقعهم يكبد خسائر فادحة للاتحاد ويقضي عليه كقوة حقيقية موازية تعدل ميزان القوى المائل لصالح النهضة وفشل الاضراب سيجعل النهضة في طريق مفتوح بما أن المعارضة ضعيفة وعاجزة عن خلق قوة ثانية موازية... _الخاسر الثاني هم صقور الاتحاد واغلبهم مسيسون وقد دافعوا عن خيار الاضراب العام وتمسكوا به ودفعوا نحوه مهما كانت تكاليفه على البلاد فهم يتصورون أن ردع تغول النهضة وتعديل ميزان القوى والثأر لكبرياء الاتحاد المجروح وتعظيم سلطته وقوته هو أهم ربح... _الخاسر الثالث هم بعض من المعارضة الضعيفة والحائرة والعاجزة الذين ركبوا على غضب الاتحاد واختبؤوا خلفه وأرادوه أن يثأر لهم من النهضة وأن يضعفها ويذلها ويجعل منافستها أسهل وأمكن ويحقق لهم ما عجزوا هم عن تحقيقه بأنفسهم فصبوا الزيت على نار الفتنة وحرضوا على الصدام وجيشوا وهيجوا المشاعر... _وطبعا الخاسر الرابع والأكبر هم أنصار الثورة المضادة الذين قد يحقق لهم الاضراب العام أمنيتهم وهي الوصول بالبلاد الى مرحلة اللاعودة ومواصلة اقناع الشعب بأن الثورة غلطة تاريخية... أما الرابح الأكبر فهي تونس أولا بفضل العقلاء والحكماء من كل الاطراف الذين جنبوا البلاد انهيارا ممكنا جدا لا عودة منه...والنتيجة الحالية والنهائية هي تم رد الاعتبار للاتحاد واسترجع ما هدر من كبريائه وتمركز في موقعه الصحيح كضمير يقظ لا يمكن خطفه من صقوره ومسيسيه وانتصر عقلائه ولم يتهوروا في مغامرة ومخاطرة لن يربح فيها أحد ويقامر فيها الاتحاد بتاريخه ومكانته...ولم تتنازل الحكومة عن هيبة الدولة وقدمت الاعتذار النبيل والراقي والواجب وانقذت الوضع...وتلقت حركة النهضة رسالة تاريخية وثورية تنبهها بأن الهيمنة مرفوضة والتغول مستحيل والثورة حية في مواجهة أي طرف يصيبه الغرور او يسكر بخمر السلطة...تحيا تونس SAMIR ELWAFI