عاف الشّعب الرّذيلة والإجرام والوضاعة اللّامتناهية البورقيبيّة-النّوفمبرية فآرتمى في أحضان الإسلام ومحاسن الأخلاق ، انتخب الأفضل طرحا وتاريخا وسلوكا وقولا ، أمّن على الأرواح والوطن والعرض والدّين والممتلكات من جرّبهم في حياتهم اليومية مواطنين لا تُغويهم ماديّات الدنيا ومباهجها فكيف بهم رعاة حكّام أنذرهم العليّ القدير بالدّرك الأسفل إن جاروا؟ يريد التونسي الوطني الصادق الذي لجأ إلى المشروع الإسلامي تغييرا جذريا عميقا لنمط الدولة ومنوال التنمية ومجتمع بأحكم الإختيارات السياسية وأنسب المناهج الإقتصادية وأعدل البرامج والتطبيقات الإجتماعية وأرقى المظاهر الثقافية وأصلح ما في التربية والتعليم. إنه يطالب بأن لا يوالي حكامه الأعداء ولا يسرقون ولا يرتشون ولا يزنون بالموظفات ومن يأتين راغبات في عمل أو مساعدة ، إنه إنسان يودّ أن يعيش كرامته وحريته وعمله متمتعا ببنيه وما ملكت يمينه...إنّه لا يتسامح مع من ينتهك مقدساته ويستهين بدينه أو بعرضه ... فهل يُحَمِّلُ الوِزْرَ لمن في السلطة بسلبيّةٍ خاوية الذاكرة مكفوفة البصر والبصيرة لا تقدر على استشراف ما لا يخفى ؟ - نسي الكثيرون أو تناسوا تاريخ إجرام بورقيبة وبن علي والتجمع والفاسدين من اليسار من خياناتهم لمؤسّسي الحزب الحرّ التونسي ، إلى المؤامرة مع المحتل الفرنسي لتغريب تونس ، إلى قتل اليوسفيين و اغتيال زعيمهم وممارسة أفضع الإنتهاكات البدنية والنفسية والإجتماعية ضد الإسلاميين ، إلى العمالة المباشرة للكيان الصهيوني وافتكاك زوجات الرجال والممتلكات ... فكيف يسمحون لمن واصل منهم نهج الرذيلة والوضاعة والحقارة حتى بالخروج من المنازل ناهيك عن التحرك بحرية تامة والتحدي بنداء تونس وأحزاب وجمعيات ...؟ حتّى ينطبق قول الشاعر: إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللّئيم تمرّدا - انساق الكثيرون وراء النشطين من التجمّعيين والفاسدين من اليسار والنقابيّين فتسببوا في إغلاق المؤسّسات الإقتصادية التّشغيلية وهم رافعين أصواتهم بطلب العمل! - لاموا الحكومة على معاملاتها المالية مع قطر والخزينة خاوية وهم يعطلون الإقتصاد الذي يموّل الدّولة بأهمّ جزء من السّيولة ! لإن نعيب على شريحة هامة من التونسيين ما سبق ذكره فالعتاب شديد وشديد على النهضة لتراخيها في التطهير : لها الشرعية الإنتخابية القانونية فالثّورية وأفضلها جميعا شرعية دينية-مدنية فلتضربْ بيدٍ منْ فولاذ في القضاء والإعلام والداخلية ...وضدّ كلّ من تثبًتُ إدانته بما يُستند إليه قانونيا ولا تخشى وضعاء التجمع واليسار أعداء تونس والأخلاق والإنسانية ، بيادق الصهيونية ، القاصرين ذهنيا ، الإنتهازيين الوصوليين وخونة الأرض والعرض ، المستعدين لإفناء من في تونس وحرقها للوصول إلى الحكم ... لنؤكدْ لقياديّي النهضة فهمهم أنّ إرادة الخير في الشعوب لا تقهر فسبحانه تعالى جبل ابن آدم على محاسن الأخلاق ولكنه يُهوَّد ويُصَهْيَنُ ويصير تجمّعيا ويساريّا وفي مجمل الأمر ابتلاءٌ لأُولي الألباب ... فامضوا في ما اختاركم الشعب من أجله فلا تتوانوْا في التطهير وتحقيق أهداف الثورة فأنتم مسؤولون عن رعيتكم بما عند صاحب الملك ... وعليكم الإقناع حتى يُعاد انتخابكم .