رحبت حركة النهضة التونسية المحظورة بالتعاون والتنسيق مع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، الذي يترأسه الحقوقي التونسي المعروف المنصف المرزوقي، بعد عرض قدمه المسؤول في الحزب عبد الوهاب معطر أثناء مؤتمر لقوى المعارضة التونسية في سويسرا، يهدف إلى وضع لبنة لتعاون وتنسيق مثمر بين جبهات المعارضة التونسية في الداخل والخارج. وقال رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي للجزيرة نت إن الحركة مستعدة للعمل والتعاون مع كل "القوى الحية الساعية لتحقيق وفرض الحرية في تونس"، مضيفا أن حركته "لا تمانع في التنسيق مع مختلف القوى الوطنية التي تنبذ العنف، على أن يبقى المعتقد والتوجه السياسي من خيارات كل طرف". وأكد الغنوشي أن "لكل طرف في تحالف المعارضة أن يتبنى المرجعية التي يشاء"، وأن الهدف المشترك هو "التغيير السياسي في تونس عبر صناديق الاقتراع"، مشيرا إلى أن "وسائل الحركة النضالية وأولوياتها تتغير وتتبدّل حسب ما تقتضيه الضرورة والحاجة الراهنة، ولكن في إطار ثوابت الدين ومصلحة الوطن ومناهج التغيير السلمي وقرار مؤسسات الحركة". عرض التنسيق قدمه عبد الوهاب معطر عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (الجزيرة نت) وقد شهد مؤتمر المعارضة التونسية، الذي اختتم أعماله هذا الأسبوع بجنيف تحت شعار "معا من أجل تونس حرة"، توافقا في الآراء حول صعوبة المرحلة المقبلة، وتدارس المشاركون فيه خطوات عمل المعارضة السياسية في الداخل والخارج. تقييم المعارضة وقد دعا ممثل الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين في تونس المحامي سمير ديلو الأطراف الحقوقية التونسية في الداخل والخارج إلى "فهم الواقع" متسائلا عن "السبب الحقيقي في كون السلطة في تونس تفعل ما تريد من دون رقيب". وانتقد ديلو أداء المعارضة التونسية في الداخل، واصفا إياها بأنها ذات طابع احتجاجي "يقوم بتجميع معلومات قد تكون غير دقيقة، في حين أن هناك خللا كبيرا في المؤسسات لا بد من معالجته، وفسادا ماليا داخل المنظمات الحقوقية لا بد من كشفه ومتابعة المتورطين فيه". أما نقائص المعارضة في الخارج فتتمثل -حسب رأيه- في "عدم استفادتها من اتساع هامش الحرية أو من إنجازات وخبرات المعارضين في المهاجر"، ملمحا إلى "التقصير الذي تبدّى في عملنا من خلال النقص الكبير في مراكمة إبداع أدبي وفني لمحنة طال أمدها". الاستقلال الثاني ومن جهته طالب المنصف المرزوقي في مداخلة تلاها نيابة عنه عماد الدايمي بضرورة "تحقيق الاستقلال الثاني لتونس لتتحرر من الاستبداد، وهو ما يستوجب تكوين جبهة موحدة متصلة بالجماهير". راشد الغنوشي: الحركة ستتعاون مع كل من يسعى لفرض الحرية بتونس (الجزيرة نت) أما رئيس جمعية الزيتونة السويسرية -المعنية بالشأن التونسي- العربي القاسمي فقد قال إن إعادة محاكمة الرئيس الأسبق لحركة النهضة الدكتور الصادق شورو والأحكام الصادرة مؤخرا ضد قيادات نقابية جنوب غرب البلاد، واستمرار الاعتقالات في صفوف الشباب المتدين في كامل التراب التونسي، "كلها تحركات توحي بأن الحكومة لا تسعى بالفعل إلى المصالحة الوطنية بل إلى التصعيد بطرق مختلفة". ويتفق عبد الوهاب معطر مع هذا الرأي قائلا "إن إقدام النظام على الإفراج عن المجموعة الأخيرة من سجناء حركة النهضة هو مجرد تحويل من معاناة السجن إلى معاناة أشد، من خلال التضييق عليهم في حياتهم المدنية"، واصفا إياهم ب"رهائن النظام". وبدوره شدد محمد النوري، عن جمعية حرية وإنصاف، على ضرورة الاهتمام بالحراك النضالي في الخارج "بغية إقناع المجتمع الدولي بضرورة مساندة مطلب الحرية في تونس بدل دعمه لنظام دكتاتوري". تامر أبو العينين–جنيف