نادوا بالديمقراطية كمصعدا للسلطة ونبذوها لما فشلوا و طالبوا بالتوافق حتي لا يرجعوا أمام الشعب مرة أخري و يرجعوا خائبين. رغم إيماننا بالشريعة الإسلامية التي نري فيها المخرج الوحيد للتعايش السلمي معي الأقليات و معي هذا تنازلنا رغبة منا لطمئنة الأخر و نحن نعرف معاداته للإسلام و يبقي رأينا في الديمقراطية نقطة توافق و قاسم مشترك معي الجميع في البلد الواحد. نحن نؤمن بالله و أنتم تؤمنون بغير الله(المادة) و نحب القرآن الكريم و تحبون الكابتال كتاب الشيوعية الملحدة والعلمانية المتصهينة و نحب محمد صل الله عليه و سلم و تحبون ماركس و ستالين و لنين و الغرب العلماني المتصهين, و نحب الحلال و تحبون غيره ,نحن قبلنا بأوامر الله و نعمل بهاو لا نناقشها و أنتم ترفضونها أو تبقون عليها في السر ونخاف عذاب الله و نسأله رحمته و أنتم تتحدونه و لا تخافوه ولكن تجمعنا كلنا علي متنها السفينة الخضراء حاملة للجميع. ألم يكن أجدر بنا أن نتحمل بعضنا في كنف الديمقراطية كما طالبتم بها و قبلنا تفعيلها و تحت لواء الحرية و الاحترام المتبادلة كل منا يحترم الآخر ولا نحرض عليك و لا تحرض علينا ولا أسعي لأسلمتك و لا تسعي لتحريضي علي غير ديني. أليست تونس دولة عربية و لها أكثر من 1434 سنة و في حضنها ترعرع الإسلام و فوق ترابها و مشوا الصحابة الأجلاء قبل مجيء أباءنا و أجدادنا. ثم هل يحق للأقلية أن تفرض أراءها علي الأغلبية الساحقة, و معني التوافق في وجود الديمقراطية, أليس هذا تمرد الأقلية علي شرعية الانتخابات التي فرضتها الديمقراطية. و لقد تعودنا علي المصطلحات الجديدة ليوهمونا بالتقدم نحو الشرعية فها هم يطلون علينا بأن الشعب قد إنتخب حكومة إنتقالية لا يحق لها أن تكون إلا توافقية. ثم إنهم ينوهون بأعمال زعيمهم الراحل و باني حضارتهم التي ما زالوا يمجدونها و يودون فرضها علينا بعد الثورة نحن من عذبهم ذاك المدفون أغلبية الشعب التونسي تحت راية العلمانية الفرنكوفونية التي زرعته علي أرضنا ذراعا لها ينكل بنا نحن بنو جلدته نزع منا هويتنا و عروبتنا و عقيدتنا إرضائا للغرب المتصهين و خاصة فرنسا الاستعمارية. ليس لتونس إسلام خاص بها لا هو علماني و لا هو بورقيبي و لا وهابي و لا شيعي إنه إسلام محمد سلام الله وصلواته عليه و علي آله و صحبه إلي يوم يبعثون هو من أرسله ربه للعباد و كان لهم رحمة مهدات هو من أنقض الأمة و رفع عنها الغمة و أراد لها الإسلام دينا فلا يمكن لأحد أن يغير ما جاء به الرسول الأكرم لا ماركس و لا لنين ولا فرنسا و الملحدين لا المخلوع والفاسدين . و نحن إن شاء الله علي خطاء نبينا و حبيبنا و قائدنا و سيدنا محمد صل الله عليه و سلم سيد الخلق ورائه نحن سائرين. يدعون الإسلام و الإسلام يقول تعاونوا علي البر و التقوي و لا تعاونوا علي الإثم و العدوان. يدعون الإسلام و يحرضون علي الاعتصامات و الإضرابات و تعطيل المصانع و قطع الطرق و إشعال نار الفتنة و يشوشون علي الحكومة و يعطلون إشغالها و يتعرضون لتحركاتها. بقولون الحكومة فشلت و ما فشلت الحكومة لقد اجتهدت واعترضتها الصعاب و العراقيل من كل حدب وصوب و واصلت أعمالها بدون هوادة و كلما تحركت إلا و وجدت المعارضة أمامها لتصدي لها باتحادات الشغل المهيمنة يساريا علي الساحة. المعارضة لا هم لها إلا إفشال مسار الثورة و التنكيل بالحكومة بارعة في الكلام ساكنة في الشوارع مسارعة إلي الجهات الفقيرة لتحريكها بمصطلحات الفقر و التهميش و الحقرة و النسيان تلك الجهات سرعان ما تتحرك لنها تعيش فوق فوهة بركان لما عانته منذ عهد الاستقلال إلي اليوم. المعارضة تتاجر بدماء الشهداء الذين شاركوا في قتلهم و لو بالصمت و تتاجر بالفقراء و تتاجر بدم الشكري بالعيد و تتاجر بنتائج أعمالهم الهدامة. المعارضة تعادي الوطن و تتنكر له و تخاصم دينه و تريد أن تحاصره داخل المساجد لكي لا تقلقها كلمة الله أكبر و الصلاة علي رسوله. إنها تدرك ضعفها فتستنجد بفرنسا و تريد جرها للتدخل في شؤون الشعب التونسي و لا ترغب في الانتخابات لأنها تدرك أيضا أن الشعب سيبعدها نهائيا علي الشرعية ويغلق عليها باب التوافق. و لهذا تجدها تلهث وراء المخططات الشيطانية للإطاحة بالحكومة وتشويه صورتها في الداخل و في الخارج و التحريض عليها بشتي الوسائل منها الإعلام الذي يتصدر القائمة و يقود مع قادة الاتحاد الثورة المضادة. المعارضة تفقهت في الكذب وتزييف الحقائق, حقا فيهم من كان يناضل و لكن تبين أن نضالهم كان نضال المنافقين وكان لعبا لأدوار المعارضة الكرتونية و لربما حتي التجسسية. المعارضة التونسية اغتنمت نوعا ما ضعف الحكومة وفرضت وجودها عليها و اتخذت من هذا الضعف قوة و أصبحت تلعب و كأنها هي الفائز و تفعل كل شيئي لصالحها و خاصة غضب الجماهير الثائرة التي أصبحت تواكب الأحداث من بعيدو تنضر إلي أعداء ثورتهم بالأمس تقمصوا ثوبها ورجعوا من الباب الكبير ليمثلوا علينا دور الوطني المسكين ز ما هم إلا ذئاب مفترسة و متوحشة تريد أن تواصل نهش عظامنا كما فعلوا سابقا معي المقبور و المخلوع.