كيف للإتحاد العام التونسي للشغل أن يقحم الشغالين و كل منخرطيه في لعبة سياسية ليس له فيها لا ناقة و لا جمل لأن النقابة التي ناضلت في الحركة الوطنية جنبا لجنب معي الإسلاميين ضد الإستعمار لا يمكن لها أن تقوم ضد تونس اليوم و خاصة بعد الثورة . النقابي اليوم له كل الشرعية بأن يطالب بحقه المهضوم منذ أكثر من 23 سنة علي الأقل و يطالب بالتشغيل كأولوية لحفظ الكرامة و الحرية و لحقه في المواطنة و لا أحد يزايد علي هذا. إن النقابي ككل التونسيين علي بينة و معرفة بما هي عليه تونس بعد الثورة ,فهي مكبلة بالديون ,و الخزينة تكاد تكون فارغة ,و ما كان فيها إستولي عليه المخلوع و ليلي و الترابلسية و الماطري والمبروك و المحسوبين و المنتفعين و الفساد وأصحاب النفوذ و غيرهم. النقابة تدرك و تعي جيدا كل هذا ,و الشعب التونسي يحاول إصلاح ما فسد وبناء تونسالجديدة لا يمكن للحكومة و لا لأي حزب القيام بهذه المهمة وحده ما لم لا تتضافر الجهود لكل أبناء الوطن و كل من مكانه أن يساعد الحكومة علي معركة البناء و الإصلاح وهذه تونس الثورة ,ما كانت تكون لو لا تحرك الجميع , و بما أننا حققنا الهدف الأول فعلينا مواصلة الطريق والطريق واحد هو البناء و الإصلاح وتوفير الحرية و الكرامة و لا نقدر علي تحقيق هذا الهدف بتلك التجاذبات من هنا و هناك. لا يمكن علي النقابي الحر أن يتآمر ويساند و يساعد و ينخرط في عمليات يصعب تحقيقها في هذه الظروف الحرجة و لا يمكن له أن يغلب طرف سياسي علي الآخر لأن المستهدف هي تونس و لا غيرها و تونس هي الشرعية و القانون و بدونهما سيكون الطريق اظلم علي هذا و علي ذاك , و لا ينبغي لتونس أن تتحمل أكثر مما تحملته في السابق و من هذا المنطلق يجب الكف فورا من التحريض علي الوطن لأن الحكومة هي الشعب و الشعب هو الوطن و من له وطنية وحب لوطنه يجب أن يصبر و يتحمل الصعاب و نحن مدربين علي الصبر و ستكون إن شاء الله العاقبة سلامة. الأعتصمات والإضرابات وقطع الطرق و إشعال النار في هذا الوقت تعتبر جريمة في حق تونس و لا غيرها ,إذا كفانا إستهطار و خفة و شيطنة و لا داعي لزيادة التين بلّة. أما عندما نتحدث علي كلية منوبة والنقاب و السلفية و العلم أتسائل ما وراء هذا و خاصة في هذا الوقت و كل الشارع بفاءاته المختلفة يتحدث علي الحرية الفكرية والإبداعية و العقائدية و الصحافية و التنظيمية والأمنية و الشخصية إذا أليس للمرأة المنقبة حق في لبسه ؟ المسلمة تتقرب إلي ربها بلباسها و هي عقيدة و الأخرى تتقرب لماركس و لنين بالتعري وهي إيديولوجية والأخرى تحتسي الخمر و تقول لها فيه حق و الأخرى تنجب أطفال بأب مجهول و تقل لها الحرية بأن تكون أم عازبة, ولا من يحرك ساكنا إلا علي النقاب فكيف احرمها من حريتها و السلفي أليس له الحق أن يتبنى مرجعيته مثله مثل اليساري الشيوعي . فكيف بعميد الكلية له الحق أن يمرر بقوة شيطانية أيديولوجيته الملحدة المتصهينة علي الطلية و الطالبات ؟ أليس بغريب و مشين و عيب؟ في الكليات نتعلم العلم لا المراجع الملحدة و المنافية لديننا. تونس عربية و تدين بالإسلام. إذا لماذا هذه المعايير و الكيل بمكيالين وهي أساليب لا توجد إلا في الغرب و الكل يعرفها . قعيد محمدي 21 أفريل 2012