هناك أيّام يحتاج فيها الرّجال أن يكونوا رجالا أكثر من أيّ وقت مضى ... نحتاج فيها ألف خنساء وألف سميّة أمّ عمّار وياسر وألف نسيبة بنت كعب وألف أمّ سليم ... اليوم يوم من أيّام الله وأيّام الوطن وأيّام الحقّ والعدل وأيّام الشّرف والعزّ ... يا إخوان مصر ... وياشرفاء مصر ... كتب عليكم أن تكتبوا تاريخ الأمّة كلّها بصبركم وثباتكم ودمائكم ... فمصر ليست لنفسها ، مصر للأمّة كلّها ، ... اليوم هجرة جديدة ... يبدأ بها تاريخ جديد ... هجرة نحو الحرّيّة العظيمة ، غير الملطّخة بالدّم الفلسطيني أو رشاوى البترول الخليجي أو المساعدات المسمومة الأمريكيّة ... اليوم لا طريق أمامكم إلاّ الطّريق إلى أنفسكم ... علم الله أنّكم ظلمتم ، وظلمنا معكم ، وأريد لهذا الرّبيع العربيّ أن يتحوّل إلى حدائق الشّيطان بأزهار مسمومة ورائحة قاتلة ... أنتم اليوم تحملون في صرخاتكم ولهيب أنفاسكم واهتزاز قلوبكم و غليان دمائكم أمل الأحرار كلّهم في حياة تستحقّ الحياة ... إذا سقطت مصر سقطنا جميعا ، وإذا نجت نجونا جميعا ... ليس هذا شأن مرسي ، ولا شأن الإخوان وحدهم ، ولا شأن مصر وحدها ... هذا مصيرنا جميعا نحن العرب ... يا عظماء مصر ... اليوم يوم الشّهادة ... بقدر ما تطلبونها تأتيكم الحياة صاغرة ذليلة ولا تأتونها أذلّة صاغرين ... صلّوا جميعا وادعوا لإخوانكم في مصر ... فهم اليوم يخوضون معركة المصير ... إمّا أن يستمرّ الحلم لأبنائنا في حياة جديرة بالحياة ، وإمّا أن نعود جميعا إلى قبور التّاريخ ونغلقها علينا لألف عام أخرى ... ***************** عبد اللّطيف علوي