عاجل/ فقدان شاب كان يمارس رياضة الغوص..وتواصل عمليات البحث عنه…    توننداكس يسجل تطورا ايجابيا قارب 31ر16 بالمائة خلال النصف الأول من سنة 2025    الجبل الأحمر: 8 سنوات سجن لشاب نفّذ "براكاج" مروّع لطالبة قرب المركب الجامعي    النوبة الجندوبية بمهرجان بلاريجيا تستعيد أمجاد الفن الشعبي    عاجل: ماهي حقيقة تنحي الطبوبي؟ تصريحات رسمية تكشف كل شيء!    50 درجة حرارة؟ البلاد هاذي سكّرت كل شي نهار كامل!    عاجل: دولة عربيّة تعلن الحرب عالكاش وتدخل بقوّة في الدفع الإلكتروني!    ما هي التطورات المتوقعة في قطاع الاستهلاك الصيني؟    الشركات المدرجة بالبورصة والمصرحة ببياناتها للربع الأول من 2025 رفعت إجمالي مداخيلها الى 8ر12 مليار دينار    مأساة في اليمن.. وفاة 4 أشقاء بلدغات ثعابين أثناء نومهم    نجم المتلوي يعزز صفوفه بالمهاجم مهدي القشوري    ماتش الإفريقي والمرسى: هذا هو عدد الجمهور الي باش يحضر !    تونس الثانية إفريقيّا في التبرّع بالأعضاء.. أما عالميا؟ الرقم يصدم!    اليوم: السخانة ترتفع شوي.. وين وقداه؟    هام/ فتح باب الترشّح للطلبة التونسيين للتمتّع بمنح دراسية بمؤسّسات جامعية عمومية بالمغرب وبالجزائر..    عاجل : الحرس الوطني يكشف معطيات حول فاجعة اشتعال النّار في يخت سياحي بسوسة    عاجل- سوسة : غرفة القواعد البحرية للتنشيط السياحي تنفي و توضح رواية السائحة البريطانية    الحماية المدنية تواصل مجهوداتها في اخماد الحرائق    عاجل/ رئيس قسم طب الأعصاب بمستشفى الرازي يحذر من ضربة الشمس ويكشف..    علامات في رجلك رد بالك تلّفهم ...مؤشر لمشاكل صحية خطيرة    كيلي ماك.. نجمة The Walking Dead تخسر معركتها مع المرض    بطولة كرة اليد: البرنامج الكامل لمنافسات الجولة الافتتاحية    اختتام فعاليات المهرجان الدولي للفنون الشعبية وسط أجواء احتفالية وحضور جمهوري واسع    الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات تنظم يوم 8 اوت الجاري ندوة حول ذاكرة الحركات النسوية    زيلينسكي مدمن".. روسيا تشن حرباً رقمية واسعة على أوكرانيا    الحمامات: وفاة شاب حرقًا في ظروف غامضة والتحقيقات جارية    المرصد التونسي للمياه تلقى 604 بلاغا بشأن صعوبات متصلة بامدادات مياه الشرب خلال شهر جويلية 2025    لبنان يغيّر اسم شارع حافظ الأسد إلى زياد الرحباني    قوات الاحتلال تعتقل صحفية فلسطينية بالضفة الغربية..#خبر_عاجل    ماء الليمون مش ديما صحي! شكون يلزم يبعد عليه؟    إحداث قنصلية عامة للجمهورية التونسية بمدينة بنغازي شرق ليبيا    كتب ولدك للسنة الثامنة أساسي (2025-2026): شوف القائمة الرسمية    جريمة مروعة تهز هذه الولاية..والسبب صادم..#خبر_عاجل    عاجل : وفاة بطل كأس العالم مع منتخب ألمانيا    عاجل: خبير يصرح....براكين نائمة في تونس والمنطقة العربية وقد تتحوّل إلى تهديد حقيقي    مصر.. الداخلية تنفي صحة فيديو إباحي "لضابطي شرطة"    بلطي، يروي هموم الشباب وقضايا المجتمع ويصنع الفرجة على ركح المسرح الصيفي سيدي منصور بصفاقس    عاجل: أمريكا تضرب البرازيل بداية من اليوم برسوم جمركية جديدة    80 سنة تعدّت على جريمة هيروشيما: أول قنبلة نووية في التاريخ... أما تعرف شنية الحكاية؟    الرابطة المحترفة الاولى : شبيبة العمران تعلن عن تعاقدها مع 12 لاعبا    أوساكا تتأهل إلى قبل نهائي بطولة كندا المفتوحة للتنس وشيلتون يُسقط دي مينو    فرنسا: حريق ضخم يلتهم آلاف الهكتارات بجنوب البلاد    مهرجان قرطاج الدولي 2025: الفنان "سانت ليفانت" يعتلي ركح قرطاج أمام شبابيك مغلقة    مستقبل القصرين.. انهاء التعاقد مع ماهر القيزاني بالتراضي    تاريخ الخيانات السياسية (37) تمرّد زعيم الطالبيين أبو الحسين    استراحة صيفية    أضرار فلاحية في القصرين    تراجع نسبة التضخم في تونس خلال جويلية 2025 إلى 5.3 بالمائة    طقس الليلة    اللجنة الأولمبية التونسية تحتفي بالبطل العالمي أحمد الجوادي بعد إنجازه التاريخي في مونديال سنغافورة    دبور يرشد العلماء ل"سرّ" إبطاء الشيخوخة..ما القصة..؟!    عاجل- في بالك اليوم أقصر نهار في التاريخ ...معلومات متفوتهاش    عاجل: وفاة فنان مصري مشهور داخل دار المسنين بعد صراع مع المرض    التراث والوعي التاريخيّ    جامع الزيتونة ضمن سجلّ الألكسو للتراث المعماري والعمراني العربي    فنان الراب العالمي بلطي يروي قصص الجيل الجديد على ركح مهرجان الحمامات    بنزرت/ حجز 5,45 طن من مادة الدلاع وإعادة ضخها في المسالك القانونية..    تاريخ الخيانات السياسية (36) ..المعتزّ يقتل المستعين بعد الأمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطاب من علماء ، ومفكرين ، ومثقفين... الى الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما
نشر في الفجر نيوز يوم 22 - 01 - 2009

خطاب من علماء ، ومفكرين ، ومثقفين ، وناشطين سياسيين ، وحقوقيين ، وأكاديميين من أبناء الأمة الإسلامية الى الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما
على بن عرفة الفجرنيوز
فخامة الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما
إننا نحن الموقعين على هذا الخطاب من علماء ، ومفكرين ، ومثقفين ، وناشطين سياسيين ، وحقوقيين ، وأكاديميين من أبناء الأمة الإسلامية ننتهز فرصة انتخابكم رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية لنخاطبك بصفتك الإنسانية ، ونخاطب الشعب الأمريكي من خلالكم باعتباركم رئيساً له وأهلا لثقته ، مؤملين أن يجد خطابنا هذا من فخامتكم أذناً صاغية ، ووقفة عادلة منصفة لمصلحة البشرية كلها في ظننا.
يا فخامة الرئيس دعنا نبسط بين يديك وجهة نظرنا في العديد من القضايا التي هي محل اهتمام مشترك وذات تأثير واسع في العالم كله ، وقبل أن نتحدث عن هذه القضايا فإننا نهنئ الشعب الأمريكي بهذا الانجاز التاريخي الذي حققه بانتخابكم رئيساً له مع أن الكثير من القوى العنصرية بذلت كل ما تستطيع للحيلولة دون انتخاب رجل من أصول افريقية مسلمة ، ومع أن هذا انجاز بلا شك يدرك حقيقته كل مطلع على تاريخ أمريكا وما مرت به من تطورات ، وتحولات لكنه في الوقت نفسه يحملكم مسئوليات جسيمة استثنائية أمام من وضعوا أملهم في وصولك للبيت الأبيض من الأمريكيين ، وأمام العالم الذي أصبحت أمريكا الفاعل الأبرز في شئونه ثم أمام التاريخ الذي يمكن أن تسجل في سفره الواسع صفحات ناصعة، ويمكن كذلك أن تسجل فيه صفحات قاتمة موحشة كما فعل الرئيس بوش قبلكم.
يا فخامة الرئيس دعنا نشير إلى العديد من القضايا باختصار وإيجاز في النقاط الآتية:-
1- إننا ندعوك وندعو الشعب الأمريكي من وراءك ونطالبكم بضرورة التعاون مع جميع أمم العالم في تحقيق المصالح المشتركة ، ودفع المخاطر المشتركة مثل قضايا البيئة ، والسلام ، وحفظ القيم ، والأخلاق ، وحقوق الإنسان والطاقة والتنمية ومواجهة الأوبئة والكوارث من غير تمييز ولا فرض رؤية ، أو أيدلوجية ، أو مصلحة شعب على الشعوب الأخرى ، وإننا نؤكد لفخامتكم أن التعاون لتحقيق كل ما فيه مصلحة للإنسان من صميم ديننا قال تعالى في القرآن الكريم: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ). وإننا نؤكد لكم أن الأمة الإسلامية تمتلك من الإمكانات المعنوية والمادية وعناصر القوة الظاهرة والخفية ما يؤهلها لتكون شريكاً أساسياً في صنع مستقبل العالم وإننا نؤكد لكم أن تجاهل أمتنا أو محاولة النيابة عنها في تقرير مصيرها ومستقبلها أو التآمر للاعتداء على مصالحها واحتلال أوطانها وسلب حريتها لا يمكن أن يتحقق ، وأن أمتنا وإن كانت تدعو من وحي دينها وقيمها للتعاون المتكافئ القائم على قدم المساواة بين جميع الأطراف فإنها في الوقت نفسه ستقاوم بكل الوسائل الممكنة المشروعة أي محاولة لشطب وجودها أو مسخ شخصيتها وهويتها ، أو الاستيلاء على مقدراتها أو سلب حقوقها.
2- إننا من موقع مسئوليتنا المستمدة من مبادئنا الإسلامية – ونحن كمسلمين لا نرجو إلا الله ولا نخشى أحداً سواه - نعلن لفخامتكم وللشعب الأمريكي أننا نؤكد على حق جميع الأديان، والثقافات ، والحضارات ، والمجتمعات في التنوّع وحرية الاختيار قال الله تعالى في القرآن الكريم: ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) وفي الوقت نفسه نطالبكم بأن تقرّوا للعالم بمثل هذا الحق ، وأن تقتنعوا أن فرض النموذج الأمريكي على العالم بالقوة والضغط ، والتخويف لن يزيد العالم إلا أزمات ، وصراعات ، وأن أول المتضررين من هذا الأسلوب أمريكا نفسها ، ونذكرك أن منطق التاريخ وسنن الحياة لا تسمح باستمرار هذا النهج ، ولا بانتصاره مهما كانت القوة المادية التي يتسلح بها أو الشعارات البراقة التي يرفعها، ولعل ما وصلت إليه العولمة عموماً ، والحالة الأمريكية الداخلية خاصة دليل حيّ على ما نقول لمن يريد الوقوف عند الحقائق والرجوع للحق بعيداً عن الأوهام وخداع النفس.
3- إننا نذكِّر فخامتكم من منطلق ديننا وثقافتنا بأن الحضارة لا يمكن أن تزدهر وأن السلام والأمن لا يمكن أن ينعم بهما العالم ما لم يعم العدل الأرض ويهيمن على العلاقات الدولية ، وإننا نعتقد أن كل إنسان عاقل يستيقن في قرارة نفسه أن الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني لم يتعرض له شعب آخر في التاريخ حتى وإن تم تجاهل ذلك أمريكياً استجابة لضغوط مالية أو سياسية أو إعلامية أو استجابة لأوهام أيديولوجية ، أو أساطير خرافية ، أو طموحات انتخابية.
يا صاحب الفخامة لا تنتظروا من العرب والمسلمين وكل من يناصر الحق والعدل من شعوب العالم علاقات طبيعية ما لم يرفع الظلم الذي تتحمل أمريكا وزره بالدرجة الأولى عن الشعب الفلسطيني وتعاد له حقوقه وأرضه، وما لم تعد للشعب العراقي والشعب الأفغاني سيادتهما ، ويعوضا عما أصابهما من خسائر ، وتجلى عنهما قوات الاحتلال الصليبي المعاصر التي أعادت لنا ذكرى حروب القرون الوسطى الصليبية ،والحروب الاستعمارية وأشعلت نار العداوة بين شعوب العالم المختلفة.
يا صاحب الفخامة إن كل مطّلع على حقائق التاريخ يعلم أن شعوبنا وفية لأصدقائها كريمة مع من يحترمها تحترم عهودها ولكنها أيضاً لا ترضخ لمحتل ، ولا تستسلم لعدوان ، ولا تقبل بذل ولا هوان ، وأنها تنتزع حريتها ، ولا تستجديها ولعل فيما آل إليه حال الشعوب الإسلامية في مواجهة المحتلين في فلسطين ، والعراق ، وأفغانستان وغيرها دليلا كافيا لأن تعيد أمريكا النظر بصدق وعمق في أسلوب تعاملها مع شعوب العالم كافة والشعوب الإسلامية بصفة خاصة.
إن أمريكا من موقع مسئوليتها العالمية كقوة عظمى يجب عليها أن تتحرر من إملاءات اللوبي الصهيوني في علاقاتها مع الشعوب الإسلامية، وأن تدرك أن مصالح الشعب الأمريكي الحقيقية هي في التعاون مع مليار ونصف المليار مسلم، ومع الحق والعدل ، ولكن هذا يحتاج إلى شجاعة تتحلى بها القيادة الأمريكية تتسامى فوق المصالح الشخصية والحزبية.
يا فخامة الرئيس إذا لم تستطيعوا في أمريكا أن تكونوا مع الحق والعدل فلن يقبل منكم اقل من الحياد، أما أن تدعموا الظلم والاحتلال فلن تكون نتائج ذلك إلا المقاومة وتصبحون ومن تدعمونه في نظر شعوبنا سواء.
4- لا شك يا فخامة الرئيس أنك وأنت نتاج الثقافات المتعددة وابن الأعراق المختلفة والقادم من غمار الشعب الأسود المكتوي بنار الظلم والاستغلال والتمييز العنصري وأنت الدارس للقانون والمتطلّع إلى إقرار العدل ، لا شك أنك تعلم أن العدل على مستوى الأرض أو على مستوى أفراد أي مجتمع لا يتحقق ما لم يكن هناك عدالة في توزيع الثروات ومساواة في الفرص ومنع للاستغلال ونهب ثروات الشعوب ، ولعل فخامتكم يوافقنا أن دول العالم الثالث لم تعان شعوبها في نهب ثرواتها واستغلال مقدّراتها والاعتداء على سيادتها كما عانت من الشركات الأمريكية الكبرى التي احتلت دولاً وأسقطت أنظمة ودبرت انقلابات من أجل إسقاط أي ممانعة وطنية لحماية ثروات تلك الشعوب فهل نطمع ويطمع العالم كله في أن تبدأو مرحلة جديدة تعبر عن العدالة في توزيع الثروات والمشاركة في التنمية على مستوى العالم وعدم توظيف المؤسسات المالية الدولية مخالب وأنياب افتراس أمريكية كمنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرها من المؤسسات التي لم تقم إلا لتمكين الدول الكبرى وبخاصة أمريكا من الهيمنة على ثروات دول العالم المتخلف.
إن فخامتكم يعلم بلا شك أن استغلال الشعوب ونهب ثرواتها كان سبباً رئيساً للحروب الكبرى والأزمات العاصفة الظالمة التي كانت ومازالت أمريكا المشعل الأول لوقودها.
يا فخامة الرئيس إننا ندعو أمريكا وهي تعيش أزمة مالية طاحنة أن تبحث ولو جدلاً عند الأمم الأخرى عن بعض الحلول في تشريعاتها المالية ومناهجها الاقتصادية التي قد تسهم في تجنيب أمريكا أزماتها المالية وكوارثها الاقتصادية التي تجر العالم وراءها بعد كل عدة عقود من السنين إلى الهاوية.
ونحن هنا نشير إلى النظام المصرفي الإسلامي والمنهج الاقتصادي الإسلامي الذي شهد بالتميز لهما المنصفون من كبار علماء الاقتصاد الغربيين.
5- يا فخامة الرئيس إن الحرية مطلب فطري لجميع الناس وهي من القيم المشتركة بين جميع الأمم وإن اختلفت الثقافات في مفهوم الحرية وحدودها.
ومع أن أمريكا من أكثر دول العالم مناداة بالحرية واحترام حقوق الإنسان ورفع شعاراتها إلا إننا نعتقد أن حكومات أمريكا هي أكثر حكومات العالم من الناحية العملية انتهاكاً لحقوق الإنسان ، ومصادرة لحريته فهي أكثر دول العالم شناً للحروب، وإبادة للشعوب واعتقالاً للناس خارج إطار القانون، وممارسة للتعذيب ، وهي الأكثر دعماً للأنظمة الاستبدادية ، والأكثر تآمراً على التجارب الديمقراطية الناشئة ، والأكثر تدبيراً للانقلابات العسكرية ، والأكثر استخفافاً بالمنظمات الدولية وابتزازاً لها وإن شعوب العالم التي عانت كثيراً من هذه السياسة الأمريكية تضع مصداقيتكم على المحكّ من خلال انتظارها لما ستفعله في هذا المجال ، هل ستكون رجل الأخلاق والمبادئ والأحلام كما وعدت شعبك والعالم أم ستكون منفّذاً لرغبات رجال المال وخاضعاً لضغوطات اللوبيات الصهيونية والمنظمات السرّية.
يا فخامة الرئيس إنك بلا شك تعلم أن تسجيل موقع إيجابي متميز في التاريخ لا يكفي فيه رفع الشعارات البراقة ما لم تترجم إلى حقائق في أرض الواقع وإن أي زعيم ستتأثر صورته وتاريخه إلى حد كبير بنوعية الفريق العامل معه .
6- إننا ننادي بالحوار بين الثقافات والأديان والحضارات انطلاقاً من ديننا ومبادئنا ، قال الله تعالى في القرآن الكريم (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ونحترم العلم ونقبل الحق من أي مصدر كان قال الله تعالى في القرآن الكريم : (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) وقال الله تعالى في القرآن الكريم: (قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) ، ونرفض بقوة فكرة صراع الحضارات، ونستهجن أسطورة نهاية التاريخ وكلتاهما من إنتاج الثقافة الأمريكية قال الله تعالى في القرآن الكريم (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ.
إنّ الحوار لا يكون مجدياً ومنتجاً إلا إذا كان وسيلة معتمدة من الطرفين للتفاهم أمّا إذا كان أحد الطرفين يقوم بالاحتلال والاجتياح فليس أمام الطرف الآخر حينئذٍ إلا المقاومة والجهاد وطلب الحرية بكل ما يستطيع ، إن المقاومة في بعض البلدان الإسلامية إنما كانت نتيجة للعدوان ، والظلم والاستبداد الذي تمارسه أو ترعاه أمريكا ، وليست تلك المقاومة سبباً للعنف والإرهاب كما يحلو لبعض الدوائر في أمريكا أن تزعم ، فإذا أزعجتكم المقاومة ورغبتم في أن يعم السلام فأزيلوا الاحتلال وأعيدوا للشعوب حقوقها وسيادتها .
يا فخامة الرئيس إن شعوبنا تحلم بالوحدة والحرية والاستقلال وحفظ حقوق الإنسان والأمن والتقدم والازدهار وإنّ الكثير من أبناء هذه الشعوب يعتقدون أنّ أمريكا هي المانع الرئيسي لتحقيق تلك الأحلام ، وإننا لنرجو وندعوك صادقين أن يكون عهدك فاتحة لنمط جديد من التعامل والعلاقات بين أمريكا وشعوب العالم الإسلامي.
7 – يا فخامة الرئيس إن قضية الإرهاب التي جعلتها أمريكا شغل العالم الشاغل لا يمكن الحديث عن العلاقات الأمريكية العربية الإسلامية اليوم دون التطرق إليها، ومن هذا المنطلق وفي هذا السياق نود لفت نظركم إلى الأمور الآتية:-
أ) أننا من منطلق ديننا ومبادئنا الإسلامية نؤكد رفضنا القاطع ترويع الأبرياء والآمنين فضلاً عن إيذائهم أو قتلهم ونعتبر ذلك من الإفساد في الأرض الذي هو من أكبر الجرائم في ديننا.
ب) نلفت الانتباه إلى أن نظرة الإسلام للحرب والقتال في حال الضرورة لخوضها دفاعاً عن الحق ومنعاً للظلم أنه يفرض عليها من الضوابط الأخلاقية، والقانونية ما يجعلها أرحم حرب عرفتها البشرية يحرّم الإسلام فيها التعرض لغير المحاربين ، ويحرّم فيها التدمير العشوائي والدمار الشامل ، والعدوان غير المبرر ، ويوجب فيها الوفاء بالمعاهدات واحترامها والإحسان إلى الأسرى ، وحماية حقوق المدنيين ، وإننا من هذا المنطلق نفرق بين الإرهاب المحرم والمقاومة المشروعة ، ونرفض بقوة اعتبار المقاومة المشروعة للاحتلال إرهاباً .
ج) نذكّركم أنه مع رفض حكومات وعلماء وشعوب المسلمين لما حدث في سبتمبر 2001م فإن أمريكا جنّدت وراءها الكثير من دول العالم رغباً ورهباً وشنت حرباً على الإسلام كدين وعلى المسلمين كأفراد وجماعات وشعوب ومؤسسات وحضارة وتاريخ ، حرباً أُسقطت فيها حكومات واحتلت أوطان وسُحقت شعوب وانتهكت جميع المواثيق الأخلاقية والقانونية الدولية وقُتل وهجّر الملايين من المسلمين وأودع السجون والمعتقلات العلنية والسرّية مئات الآلاف من المسلمين في طول الأرض وعرضها وانتهكت في تلك السجون جميع حقوق الإنسان ، ودمرت المدن والمساجد ، وأُهين القرآن الكريم ، واستخدمت الأسلحة الممنوعة دولياً.
إن أمريكا قد سقطت في هذه الحرب الإرهابية القذرة التي لم يعرف لها مثيل في التاريخ فهي حرب قامت على الأكاذيب والمغالطات من أول يوم حتى اضطر الرئيس بوش أخيرا إلى الاعتراف بأنه شنّ الحرب على العراق بناء على معلومات مضللة، وإننا نؤمن أن عدل الله سبحانه وتعالى لا يسمح أن يفلت المجرم بجرائمه فهل ننتظر من أمريكا محاكمة المجرمين لينالوا جزاء ما اقترفته أيديهم.
د) إن معالجة ما يسمى بالإرهاب لا يمكن أن يخلّص العالم من شروره ما لم نتحل بالصدق والموضوعية والنزاهة والشفافية في دراسة أسبابه ثم نقوم بمعالجة تلك الأسباب.
إن أي ظاهرة من الظواهر الاجتماعية والثقافية سيعاد إنتاجها ويستمر وجودها ما دامت أسبابها قائمة ، وإننا نجزم أن من أهم أسباب هذه النقمة العارمة على أمريكا في العالم الإسلامي بل في العالم كله هو إما عدوان أمريكا على العالم الإسلامي مباشرة أو دعمها بلا حدود لكل عدوان يتعرض له المسلمون ، وفي إمكان فخامتكم مثلاً مراجعة موقف أمريكا من قرارات مجلس الأمن الدولي فيما يخص العرب وإسرائيل ليتبيّن لك بوضوح بأي مكاييل تكيل أمريكا وتسأل نفسك بتجرد هل هذا ما كان يجب أن يكون.
إن الكثير من الحكومات في العالم الإسلامي لا تذكر لكم الحقيقة خشية من بطش أمريكا أو رغبة في رعايتها ، لكننا نؤكد لفخامتكم من خلال اطلاعنا متجردين من كل هوى وباذلين النصيحة لمصلحة البشرية إن أمريكا لا يمكن أن تكون علاقتها طبيعية بالشعوب الإسلامية ما لم ترفع ظلمها عن المسلمين ، وتتعامل معهم بعدل وإنصاف وإن ذلك لبيدك الآن وإنك إن خطوت هذه الخطوة فستحقق انجازاً غير مسبوق في الساحة الأمريكية.
يا فخامة الرئيس ، إننا نعتقد أن الترسانة النووية الإسرائيلية والأسلحة الفتاكة التي تزود بها أمريكا إسرائيل أنها تشكل أكبر تهديد إرهابي لشعوبنا وللعالم أجمع وأن هذا الدعم اللامحدود لإسرائيل هو الذي يدفعها لانتهاك جميع القوانين الدولية والقيم الأخلاقية وارتكاب أفضع صور الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وإننا نؤكد لك ناصحين أن استخدام القوة والبطش ودعم إسرائيل وتبني بعض المجموعات العلمانية غير الوطنية في العالم الإسلامي لن يحل المشكلة ولن يجدي نفعاً بل سيزيد الأزمة تعقيداً والمواجهة اشتعالاً ، إن العدل والإنصاف والموضوعية والابتعاد عن الظلم والتعسف هي أكبر الضمانات لحماية الأمن القومي الأمريكي وأمن العالم فهل تتجهون هذه الوجهة؟ هذا ما نرجوه.
الموقعون:
يتقدمهم فضيلة الشيخ الإمام يوسف بن عبدالله القرضاوي
م الاسم الصفة البلد
1 الدكتور أبو لبابة الطاهر حسين عضو المجلس العالمي للمساجد تونس
2 الدكتور أحمد البياتلي تركيا
3 الدكتور أحمد الريسوني رئيس حركة التوحيد والعدل سابقاً المغرب
4 الدكتور أحمد القطان داعية إسلامي الكويت
5 الدكتور أليف الدين الترابي داعية إسلامي باكستان
6 الدكتور توفيق يوسف الواعي داعية إسلامي مصر
7 الدكتور جاسم مهلهل الياسين أمين عام الحركة الدستورية الإسلامية الأسبق الكويت
8 الدكتور راشد الغنوشي الأمين العام لحركة النهضة بتونس تونس
9 الدكتور عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بالمغرب المغرب
10 المشير عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس السوداني الأسبق السودان
11 عبد الغفار عزيز مسئول العلاقات الخارجية في الجماعة الإسلامية باكستان
12 الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني رئيس جامعة الإيمان في اليمن اليمن
13 الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أمين عام اتحاد الأطباء العرب مصر
14 الدكتور عبد الوهاب الديلمي وزير العدل والشئون الإسلامية الأسبق في اليمن اليمن
15 الدكتور عصام احمد البشير وزير الأوقاف والشئون الإسلامية الأسبق في السودان السودان
16 الدكتور علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا سوريا
17 الدكتور علي الحمادي رئيس مركز التفكير الإبداعي في الإمارات الإمارات
18 الدكتور عوض بن محمد القرني محامي ومفكر إسلامي السعودية
19 الدكتور فتحي يكن رئيس جبهة العمل الإسلامي في لبنان لبنان
20 الشيخ قاضي حسين احمد أمير الجماعة الإسلامية في الباكستان باكستان
21 الدكتور همام سعيد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن الأردن
22 الدكتور محمد إبراهيم عضو مجلس الشيوخ في الباكستان باكستان
23 الدكتور محمد الحبيب النجكاتي رئيس جماعة التوعية والإحسان في المغرب المغرب
24 الشيخ محمد حسن ألددو رئيس مركز تخريج العلماء في موريتانيا موريتانيا
25 الدكتور محمد أكرم العدلوني الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية في الأردن الأردن
26 الدكتور محمد عمارة مفكر إسلامي مصر
27 الدكتور محمد موسى الشريف أستاذ جامعي السعودية
28 الدكتور ياسر الزعاترة إعلامي ومحلل سياسي الأردن
29 الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قطر
30 الدكتور يوسف محمد بوانا وزير العدل والوظائف العمومية والشئون الإسلامية في جزر القمر جزر القمر
Nairobi - Kenya
Supreme Council of Kenya Muslims - Professor Abdul Ghafoor El-Busaidy 31
Nairobi - Kenya
Jamia Mosque Committee (Kenya Sheikh Mohamed Osman Warfa
Chairman
32
Kampala-Uganda
Uganda Muslim Youth Assembly (Uganda Brother Abass Kiyimba
Chairman 33
Mbale – Uganda
Islamic University Mbale Dr. Ahmed Ssengendo
Rector
34
Morogorao-Tanzania
Morogaoro Islamic University
- Dr. Tamim Faraj Tamim 35
Bujumbura-Burundi
Daawah Worker
- Brother Hussein Suleiman Kahinga 36

نقلا عن موقع الشيخ راشد الغنوشي بتاريخ 22 جانفي 2009


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.