الأستاذ كمال بن يونس أستاذ الصحافة ينظّر للتناقض الأكاديمي-الاعلامي/عيد الحب نموذجا؟؟؟ مراد رقية اشتكى عدد من طلبة معهد الصحافة وعلوم الإخبار ل"كلمة" من التناقض البيّن الذي يقع فيه أستاذهم الصحفي كمال بن يونس ، فدروسه بالمعهد المذكور و التي يركّز فيه على خطابات حرية التعبير وحقوق الإنسان والديمقراطية و حقّ الاختلاف و الصحافة الجادة و الجريئة والملتزمة بقضايا الوطن ، لا تجد لها ترجمة من خلال كتاباته على أعمدة جريدة الصباح اليوميّة. الكاتب عن فزّاعة "الخشخاش" و "الكوكايين" تارة والمهاجم للصحف المستقلّة ومبادرات الأحزاب و نشطاء حقوق الإنسان ، لم يجد في آخر مقال له من بدّ غير الحديث عن عيد الحبّ. ويوجّه الأستاذ بن يونس مقاله إلى الشباب التونسيّ وكأنّ تلك الفئة لم يعد لها ما يشغل البال غير عيد الحبّ، قائلا: البعض يصر أن "يهديك" ورودا حمراء ومتلونة لتقتني بعضها وترسلها إلى الحبيب أو الحبيبة ب"سعر رمزي".. والبعض الآخر يعرض عليك إرسال المعطيات الخاصة ببطاقتك البنكية ليوفر لك جواهر "أصيلة" بأسعار مغرية جدا " لحبيبتك… أو مراسلة "بسيطة" تتضمن رقم بطاقتك البنكية وتفويضا بالسحب" (شاخت عندك)..لا أريد أن أنغص عليكم عيد الحب والمحبين.. ونحن في عطلة آخر أسبوع.. وكل عام والمحبون بخير/ انتهى الاقتباس وعلى الرغم من أنّ التحذيرات و الشكاوى تتوالى من "نموذج" الأستاذ الذي يبتغي إعلاما رديئا في تونس ،إلا أنه يصرّ على إتباع ذات الأسلوب و عدم احترامه لمطالب المجتمع التونسيّ وتطلعاته نحو إعلام جريء يحترم عقول الجمهور و يتناول قضاياه الحقيقية و على رأسها قضية الديمقراطية وحرية التعبير وإطلاق الحريات العامة و الخاصة. ويساند الرئاسة مدى الحياة… يكتب الأستاذ بن يونس -بذات النبرة الدعائية التي عرف بها- في مقال له ،لكن هذه المرة حول رئاسيات الجزائر قائلا:"من بين مفاجآت الحدث إعلان الرئيس بوتفليقة أنه يترشح للانتخابات القادمة بصفته "مستقلا" عن كل الأحزاب." وعوض أن يحترم بن يونس ما تمليه عليه تجربته السابقة في الميدان والتصدّي ولو بالكلمة الحرّة لمن يرفض التداول السلمي على الحكم، يتابع:" وحسب مؤشرات عديدة.. إلى جانب نجاحات الحكومة الجزائرية امنيا وسياسيا داخليا.. من بين الأوراق التي لعبت ولا تزال لصالح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.. الذي بدا مجددا مدعوما من قبل المؤسسة العسكرية وأغلب القوى الفاعلة في البلاد". ولم يستغرب بن يونس إعادة ترشيح بوتفليقة نفسه لولاية أخرى ، كما لم يستغرب من قبل إعادة تقدم الرئيس بن علي لولاية خامسة بل ورحّب بها ترحيبا ، لكن الفرق أو "مفاجأة الحدث"بين الحالة التونسيّة و الجزائرية ، استنادا إلى أستاذ الصحافة هي أنّ بوتفليقة قدّم ترشحه "مستقلا" في حين قدمها بن علي نيابة عن حزب التجمّع…فهنيئا لمعهد الصحافة بأستاذه و الجيل الذي يتتلمذ على يديه.