دعا وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبد العزيز بلخادم الدول العربية إلى ضرورة الإسراع بتأسيس مجلس أعلى للغة العربية يعمل تحت مظلة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ويسهر على النهوض باللغة العربية.وأوضح بلخادم -في كلمة له في افتتاح الندوة الدولية عن "تحديث العربية ومستقبلها في سوق لغات العالم"، التي بادر بها المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر ونقلتها وسائل الإعلام الرسمية أمس الخميس- أنه لا بد للحكومات والمؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني من "الإسراع لتأسيس مجلس أعلى للغة العربية" يسهر على وضع خطط عمل موحدة تسمح باتخاذ تدابير تشريعية وتنظيمية "تحمي اللغة العربية وتفرض استخدامها في كافة مجالات التواصل". وطالب بلخادم بضرورة "تشجيع ترجمة العلوم إلى اللغة العربية مع توحيد المصطلحات" بين جميع الدول العربية، وكذا مطالبة الفضائيات العربية "بعرض برامجها بلغة عربية فصيحة وميسرة". ومن جهته ذكر كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي في مداخلته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أن اللغة العربية بحاجة إلى عمل علمي يخضع للمناهج الكفيلة بحمايتها وتطويرها وتكييفها مع المستجدات التي يفرضها واقع العالم اليوم. وأكد ميهوبي أن ذلك لن يتأتي إلا من خلال إعادة النظر في مناهج التعليم التي تتجاوب مع الأساليب التقليدية غير المتناسبة مع التحولات التي تشهدها المنظومة المعرفية في العالم إضافة إلى تبسيط قواعد اللغة العربية وتجاوز تعقيداتها. وأشار إلى أن المجتمع العربي دخل في حالة من "الانكماش المعرفي" بعد سقوط عواصم الثقافة والإبداع من فاس وتلمسان والقيروان مما تسبب في تآكل جسم الأمة سياسيا وذوبان هويتها حضاريا"، وهو ما أثر على "انكماش قاموس العربية من 12 مليون كلمة إلى 12 ألف كلمة"، على حد تعبيره. ويشارك في أشغال الندوة الدولية عن "تحديث العربية ومستقبلها في سوق اللغات" التي نظمها المجلس الأعلى للغة العربية وانطلقت الأربعاء بالجزائر خبراء جزائريون وأجانب، إضافة إلى مؤسسات مختصة مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) ومكتب تنسيق التعريب من الرباط (المغرب) والمجلس العالمي للغة العربية من بيروت. كما يشارك في الندوة مختصون من مجمع الدول العربية السوداني وجامعة بير زيت من فلسطين والمعهد العالي للغات التونسي والمركز العربي لترجمة العلوم الطبية في الكويت إضافة إلى الأكاديمية الليبية للفكر الجماهيري. وذكر مصدر إعلامي جزائري رسمي أن الندوة التي اختتمت أعمالها أمس الخميس ناقشت عدة مواضيع منها "إعادة الاعتبار للغة العربية في المجتمع العربي" وكذا "مستقبل اللغة العربية ورهاناتها في ظل العولمة" إلى جانب محاور "التعريب والتنمية البشرية" و"عالمية اللغة العربية.. الرؤية والأداة" و"تمكين العربية في مجتمع اقتصاد المعرفة" و"المعجم اللغوي التاريخي".