قبل لحظات ، وصلتني رسالة إلكترونية ،تخبرني بتأسيس جمعية جديدة تعنى بقضايا المدونين المغاربة ..وقبلها ،وصلتني العديد من الإيمايلات ،عبر بريدي ،تشعرني بعقد جموع عامة لجمعيات واتحادات . هي ،على كل حال ، مبادرات محمودة و مشكورة ، لأصحابها لنبل الهدف والمرامي التي تسعى إليها . لكن ،السؤال الذي يطرح ،نفسه بإلحاح شديد : وماذا بعد التأسيس ؟ا - ما معنى أن تؤسس جمعية أو اتحاد ،لتبقى الأجواء الباردة والفراغ ، المشاريع والأفكار تحت الرف وبيانات هنا وهناك ، دون فاعلية تذكر ؟ا حتى وقت قريب ،كان الشباب يأملون الشيء الكثير ،من تأسيس "العصبة الدولية للصحفيين الشباب " ،لكن تولد الجبل ،فولد فأرا ،لا شيء ،يذكر بعد التأسيس والحصول على الترخيص القانوني . - أين هي الأيام الدراسية ؟ - أين هي الأوراش والدورات التكوينية ؟ -أين هي كل تلك الأهداف القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى ؟ -أين تلك الأحلام الوردية بالرقي بالمشهد الإعلامي المغربي وتفعيل السوق الإعلامي بصحف ومنابر متميزة ؟ - أين هي الشراكات الإعلامية واللقاءات الفكرية ؟ أين ...وأين ؟ كأنه الحلم .. انقطعت الرسائل والأخبار ، أنتظر الجديد ولاشيء في الأفق . "العصبة الدولية للصحفيين الشباب المغاربة " ،ليس وحدها من تعاني من جمود الأنشطة و انعدامها . فهاهي " النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة" ،والتي ليس لها أي نشاط إشعاعي ،على الإطلاق ،فقط بيانات يتيمة وموسمية وأنشطة بالكاد لا يحضرها إلا منظموها . ليتجدد السؤال ،كل مرة :مادا بعد ؟ا المبادرات الجمعوية ،التي يأمل أصحابها ،التغيير و الفعل ، تتوالد كل يوم ، لكن ،تبقى في مجملها ،في بحر الأماني النبيلة ، فيما الواقع يحبل بفراغ محبط . وإلا ما معنى أن نسمع عن عقد ،هكذا جموع عامة ،هنا وهناك ،لكن نصطدم بالفراغ القاتل . وهنا يحضرني " إتحاد الصحافيين الرياضيين المغاربة " ،كأنه أسس ليموت في مهده . لم نسمع من أنشطته ، غير حفل التأسيس بأحد فنادق الدارالبيضاء . وبعدها ،كأني بمؤسسيه انشقت الأرض وإبتلعتهم جميعا . لتأتي ،قبل أيام اللجنة التحضيرية ،لتأسيس النقابة الوطنية للصحافة الإلكترونية ، بمدينة تطوان ، لكن ،لأسباب ، يعرفها الكل ،تأجل الإجتماع التأسيسي ،حتى إشعار آخر . بادرة كنا ،نأمل من خلالها ، أن تشكل القطيعة ،بين حماس التأسيس وخلق حركية إشعاعية ، داخل الوطن وخارجه . فهل ستكون ، بالفعل ،كذلك أم أن هناك خبايا وأسرار ،لا يعلمها إلا أعضاء اللجنة التحضيرية .