عمان أبدى سياسيون في الأردن قلقهم من تشكيلة الحكومة "الإسرائيلية" الجديدة، واعتبروها تهديدا للأمن القومي الأردني وللقضية الفلسطينية، بينما جاء الموقف الرسمي الأردني من هذه الحكومة مغلفا بالعبارات الدبلوماسية.ويرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق في البرلمان الأردني محمد أبو هديب أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "تحوي ثلاث أذرع تهدد القضية الفلسطينية والأمن القومي الأردني". المتضرر الأول واعتبر أبو هديب –في تصريح للجزيرة نت- أن الأردن هو المتضرر الأول بعد الفلسطينيين من تشكيل "حكومة إسرائيلية تنسف مبدأ حل الدولتين"، متوقعا أن تكون السنتان المقبلتان "بالغتيْ الخطورة على مستقبل المنطقة". وقال أبو هديب إن وجود وزير خارجية في الحكومة الإسرائيلية مثل أفيغدور ليبرمان يدعو إلى طرد فلسطينيي عام 48 يؤكد أن هذه الحكومة تهدد الأمن القومي العربي، مضيفا أن "نتنياهو لم يشر في خطابه أمام الكنيست إلى حل الدولتين ولم يشر إلى قيام دولة فلسطينية، وهذا يهدد الأمن القومي للأردن". ولفت أبو هديب إلى أن إصرار نتنياهو على ما يسميه "السلام الاقتصادي يقضي تماما على المبادرة العربية للسلام والقرارات الدولية". إعلان حرب ومن جهتها ترى المعارضة الإسلامية الأردنية في تشكيلة الحكومة الإسرائيلية الجديدة "إعلانا للحرب على فلسطين والأردن وكل العرب". وقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن الدكتور همام سعيد إن الجماعة "لم تفاجأ بالتشكيلة الحكومية لدى العدو لأن المسار الذي يتجه نحوه الكيان الصهيوني هو مسار إقامة دولة ليس على التراب الفلسطيني فقط وإنما تشمل الأردن أيضا". ودعا في تصريح للجزيرة نت الحكومة الأردنية إلى تشكيل "جبهة موحدة تحمي الأردن في وجه ما قد يفرض عليه في إطار الحل النهائي للقضية الفلسطينية". وذكر المراقب العام بأطروحات نتنياهو القديمة/الجديدة التي تعتبر الأردن "الضفة الشرقية لإسرائيل"، وتابع "إذا كان الكيان الصهيوني حسم خياراته تجاه إنهاء كل ما يتعلق بمفاوضات ما يسمى السلام فكيف لنا أن نتمسك بالمفاوضات حلا وحيدا؟". واعتبر أن نتنياهو يرى في الفلسطينيين "مجموعة من الحيوانات يجب توفير الطعام لها على قاعدة السلام الاقتصادي مقابل أن يحملوا السلاح ضد المقاومين لحماية أمن إسرائيل". ودعا مراقب إخوان الأردن قوات الأمن الفلسطينية إلى "أن تختار بين أن تكون في خندق شعبها والدفاع عن حقوقه، وبين أن تكون عصا في يد نتنياهو ضد المقاومة". موقف دبلوماسي أما الموقف الرسمي الأردني من الحكومة الإسرائيلية فلم يتعد الدعوة إلى أن تلتزم إسرائيل بنهج السلام. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور نبيل الشريف إن المهم هو "أن تلتزم كافة الأطراف بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وفقا للمرجعيات الدولية وعلى قاعدة حل الدولتين". وأضاف الشريف في تصريح للجزيرة نت أن "الأردن يؤكد ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس"، لافتا إلى أن ما يهم الأردن هو "ألا يضيع هذا الهدف عن الأنظار مهما بلغت المستجدات". وأكد الشريف أن عملية السلام "تخدم كافة الأطراف"، مضيفا أن بلاده ترى أن "أمن إسرائيل لن يتحقق إلا بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة". وكان العاهل الأردني عبد الله الثاني قد اعتبر أن إسرائيل -وليس الأردن- هي من يواجه أزمة، وذلك ردا على أطروحات إقامة وطن بديل للفلسطينيين في الأردن.