قلل وزير سابق وكاتب مغربي من الرهان على الاجتماع التحضيري الذي أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قبول المغرب والبوليساريو له استعدادا للجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة بينهما لحل الخلاف بينهما بشأن مصير الصحراء الغربية، وحمل المسؤولية في ذلك لعدم رغبة الجزائر في إنهاء هذا الملف الذي طال أمده. واستبعد وزير الإعلام السابق والكاتب المغربي محمد العربي المساري في تصريحات خاصة ل"قدس برس" أن يتطور الخلاف بشأن الحل في الصحراء الغربية إلى نزاع مسلح بين المغرب والجزائر، وقال: "لا أعتقد أن إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن استعداد المغرب والبوليساريو لعقد اجتماع تحضيري للجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة بينهما يشكل أي تحول في الموقف، ولا أراهن على التوصل لحل في الوقت الراهن أو المنظور، لأن الجزائر لا تريد حلا لذلك، ومازال حلمهم بإنشاء كيان تابع لهم قائما على الرغم من أنه لا أحد في وارد الموافقة على كيان تابع للجزائر ترعاه في البداية ثم تسلمه فيما بعد للإرهاب ليصبح صومالا غربيا، وهدف الجزائر هو إشغال المغرب لا أكثر ولا أقل، لكن لا أتصور أنها في وارد الإقدام على حرب مع المغرب لأنها لن تحقق شيئا على أرض الواقع ولن تغير الموقف". وميز المساري بين الموقف الجزائري الرسمي من المغرب ومن قضية الصحراء المختلف بشأنها مع البوليساريو، الذي قال بأنه يعكس موقف اللوبي الذي يستفيد من تجارة السلاح ومن استمرار الأزمة، وبين موقف الشعب عامة وبقية النخب الجزائرية التي قال بأنها ترتبط بعلاقات جوار ومصاهرة مع المغرب، وأعرب عن أمله في أن تنتصر هذه الفئة وتضغط باتجاه فتح الحدود بين البلدين وفتح المجال لمعارض كتب متبادلة بين المغاربة والجزائريين وتشجيع أصحاب رؤوس الأموال من النساء والرجال من البلدين للاستثمار وتقوية العلاقات بين البلدين الجارين، على حد تعبيره. وأعرب المساري عن أسفه لاستمرار الجزائر في معارضتها لحل الخلاف مع البوليساريو، وقال: "للأسف ما يجري بين الجزائر والمغرب هو مصيبة بأتم معنى الكلمة، ويتحمل مسؤوليتها الجزائريون الذين يقدمونها هدية للفرنسيين والصهاينة، على الرغم من أنهم لن ينالوا شيئا على أرض الواقع، لأن قضية الصحراء بالنسبة للمغاربة قضية مصيرية، وقد غرسوا أشجارا فيها طيلة العقود الثلاثة الماضية لن تستطيع الرياح العاصفة اقتلاعها، وتجذر المغاربة هناك ولن يسلموا في ذرة تراب من أرضهم، وبالتالي فاستمرار هذا الجرح لا يخدم أحدا إلا اللوبي الذي يستفيد من تجارة السلاح ومن استمرار الأزمة، أما التصعيد واللجوء إلى المغامرة العسكرية فلا أعتقد أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو رجل وطني، سيقدم عليها". لكن المساري لم يستبعد أن تعمد الجهات الممسكة بملف الصحراء الغربية في النظام الجزائري إلى دفع البوليساريو بتصعيد بعض المواقف فقط من أجل إبقاء الملف مفتوحا، وقال: "لا أعتقد أن الاجتماع التحضيري ولا المفاوضات المتوقعة بين المغرب والبوليساريو في وارد النجاح في التوصل إلى توافق، وسيعملون فقط على إطالة الحديث حتى لا يتم قفل الموضوع، أما حقوق الإنسان وغيرها من المصطلحات فهي ليست إلا للمخادعة، وإلا فإن حوالي 4000 مغربي في الصحراء فروا إلى المغرب وهم الآن يعيشون بسلام في بلادهم وأرضهم، لكن هناك لوبي جزائري صحاروي هم أشبه ب "السماسرة" يهمهم الابقاء على الملف مفتوحا، لكن هؤلاء لا يمثلون كافة الشعب الجزائري، ولذلك نحن نراهن على العقلاء لدعم العلاقات بين البلدين وفتح الحدود بينهما وتشجيع ما يقرب لا ما يفرق"، على حد تعبيره. هذا وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد كشف في تقريره لمجلس الأمن حول الصحراء الغربية، أمس الثلاثاء (14/4) النقاب عن أن المغرب والبوليساريو قد وافقا على اجتماع تحضيري بينهما استعدادا للجولة الخامسة من المفاوضات بينهما، وأشار إلى أن مبعوثه الخاص إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس قد "إقترح على الطرفين تنظيم إجتماع تحضيري مصغر وغير رسمي على الأقل"، مشيرا إلى أن "مواقف الطرفين مازالت متباعدة بخصوص الوسائل التي من شأنها أن تحقق تسوية سياسية عادلة ومستدامة ومقبولة من الجانبين تنص على تقرير مصير شعب الصحراء الغربية".