بقلم: كمال بن يونس الاحداث الاولى من نوعها التي سجلت هذا الاسبوع في منطقة رفح الحدودية بين مصر وفلسطينالمحتلة من جهة قطاع غزة ستبقى أحداثا تاريخية.. اذ لم يسبق للصراع العربي الاسرائيلي أن شهد مثيلا لها.. وإذا كانت صواريخ "القسام" من قطاع غزة في اتجاه المستوطنات وصواريخ " الكاتيوشا" من لبنان الى شمال اسرائيل حطمت أسطورة " الجيش الذي لا يقهر".. فان الجرارات التي تحدث الاسوار الحدودية مدعومة بعشرات الالاف من الفلسطينيين المحاصرين في ظروف وحشية في قطاع غزة أضافت أبعادا جديدة للصراع العربي الاسرائيلي.. ولكفاح شعب فلسطين الصامد من اجل التحرر والكرامة وانهاء الاحتلال.. الا أن أحداث مدينة رفح التي يوجد نصفها في فلسطين ونصفها الثاني في مصر لها أبعاد اهم واخطر.. لانها وجهت رسائل بالجملة لاسرائيل والعواصم المجاورة لها.. وخاصة لتلك التي تربطها باسرائيل اتفاقيات سلام.. كما وجهت برقيات مفتوحة واضحة لحلفاء اسرائيل وخاصة الى واشنطن والعواصم الرئيسية في الاتحاد الأوروبي.. الذي تخلى عن واجباته في تامين تنقلات الفلسطينيين نحو العالم من معبر مدينة رفح.. بدعوى هيمنة حركة حماس على قطاع غزة.. وتمردها على سلطة الحكم الذاتي التي يراسها محمود عباس.. لقد جوع الشعب الفلسطيني واضطهد في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الشتات أكثر من اللزوم.. وتتواصل معاناته في عدة دول عربية.. تحت يافطات عديدة.. منها " رفض التوطين " و" معارضة خيار الوطن البديل".. لكن الجيل الجديد من الفلسطينيين الذين فهموا أهمية ورقة الحرب الاعلامية.. ودور الفضائيات والانترنيت.. بدأوا يخوضون حربهم على طريقتهم.. لانهاء عزلتهم.. وفك الحصار عن شعبهم.. وفرض مطالبهم الوطنية والسياسية والانسانية العاجلة.. ومهما كانت تطورات ملف عشرات الالاف من الفلسطينيين الذين يوجدون حاليا بين رفح الفلسطينية وسيناء المصرية فان الاهم هو ان تستفيد كل الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدةالامريكية من الرسائل السياسية للاحداث.. وتبادر برفع فوري للحصار الاقتصادي والسياسي والامني المفروض على ملايين المدنيين الفلسطينيين.. وان يجبروا قيادات اسرائيل على احترام مقررات الاممالمتحدة واتفاقيات السلام التي ابرمت بين القيادات الفلسطينية والاسرائيلية في واشنطن ومصر بضمانات امريكية واممية.