نواكشوط :عادت قضية الرق أمس الأحد لتطفو من جديد على الساحة الموريتانية حيث أعلنت منظمة 'نجدة العبيد' غير الحكومية عن ضبط حالة استرقاق جديدة. وتحدث أبوبكر ولد مسعود رئيس المنظمة في تصريحات أمس عما اسماه حيثيات قضية الفتاة حنة منت مارية التي قال إنها عرفت حالة استعباد انتهت بتسليمها لأسيادها. واعتبر ولد مسعود أن 'جرائم الاسترقاق تعرف عمليات تبييض في مفوضيات الشرطة الموريتانية حيث لا يصل الضحايا إلى المحاكم إلا بعد أن يبدلوا أقوالهم نتيجة الضغوط الكبيرة التي تمارس عليهم من قبل مسترقيهم'. وأوضحت 'نجدة العبيد' في تقرير وزعته أمس الاحد تحت عنوان 'قضية حنة بنت مارية'، انها بعد إبلاغها بالقضية اتصلت المنظمة فورا بحاكم مقاطعة تيارت التي تقطن بها اسرة ذوالنورين المتهمة باسترقاق الفتاة فادعت أن حالة حنة بنت مارية ليست قضية استرقاق وإنما أرسلتها والدتها لتدرس القرآن عند أسرة أهل ذو النورين. وصرحت حنة، حسب التقرير، أنها تخدم السيدة تمنة بنت احمدو ولد ذوالنورين وأنها تقوم بالأعمال المنزلية ومراقبة الاطفال الصغار عند ما يذهب أطفال السيدة إلى المدرسة. وخلص التقرير الى أن الموقف المتواطئ للسلطات الإدارية يسهم في استمرار هذا النوع من الممارسات، مؤكدا أن هذا السلوك من طرف الإدارة والقضاء والشرطة ما زال يشكل تناقضا مع الخطاب الرسمي الذي يدعو الموريتانيين إلى تحمل المسؤولية وتطبيق القانون بصرامة ولا سيما قانون حظر وإلغاء الرق. هذا وأعلن نشطاء منظمة 'نجدة العبيد' بالمناسبة أنهم يستعدون لإطلاق حملة دولية ضد العبودية في موريتانيا متهمين القضاء بتكريس الظاهرة وتفريغ النصوص القانونية من محتواها والتآمر مع الأسياد والمتاجرين بالرقيق. وطالب الناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد اعبيدي عضو المنظمة ما أسماها طبقة 'البيظان' (أي العرب البيض)، بالتحرك ومساعدة المنظمة لتفادي مواجهة محتملة مع الأرقاء السابقين 'قد تعصف بالدولة إذا استمر الظلم الممارس على طبقة بعينها دون مبرر وبمباركة من القضاء'. وقال ولد اعبيدي 'ساعدونا من فضلكم لكي نتوصل لحل سلمي للأزمة وإلا فإن الناس من خلفنا سيتجهون للمواجهة والتقاتل مما قد يعصف بدولة (البيظان) ومصالحهم، وساعتها لن يكون بإمكاننا وقف الأمور وتدارك الأزمة'. واتهم الناشط الحقوقي السلطات الإدارية الموريتانية بالتدخل في سير القضاء 'كلما تعلق الأمر بالسياسة لكن في ملف العبودية لا يوجد تدخل لأن القضاة أصلا متحمسون لظلم العبيد وحرمانهم من رؤية النور ووضع العراقيل أمام منظمات حقوق الإنسان'. 'القدس العربي' عبد الله السيد