أصبحت الحكومة المغربية بدون أغلبية برلمانية بعد أن أعلن حزب يضم أحد أصدقاء الملك انسحابه من الائتلاف الحاكم، وهو ما يثير أسئلة حول مستقبل تلك الحكومة التي يقودها حزب الاستقلال.وقال حزب الأصالة والمعاصرة الذي يقف وراء تشكيله فؤاد عالي الهمة المعروف بقربه من الملك محمد السادس، إنه سينضم إلى المعارضة. ويملك الحزب 46 مقعدا بمجلس النواب المكون من 325 عضوا و43 مقعدا بمجلس المستشارين المكون من 270 عضوا. ويأتي الانسحاب في أعقاب تصاعد الخلافات بين الحزب والحكومة، وخاصة وزارة الداخلية بشأن تطبيق قانون الانتخابات في بنده الهادف لوضع حد لظاهرة تنقل البرلمانيين من حزب سياسي إلى آخر. وقال الأمين العام للأصالة والمعاصرة محمد الشيخ بيد الله في بيان إن المكتب التنفيذي الوطني للحزب أعلن اليوم قراره بسحب المساندة للأغلبية الحكومية الحالية. كما اتهم الحكومة بالتدخل في الانتخابات المحلية المقررة يوم 12 يونيو/ حزيران المقبل. وقال بيد الله في البيان إن الحزب "سجل المواقف السلبية لعدد من أعضاء الجهاز التنفيذي، اتجاه برلمانيي الحزب وتسخير العمل الحكومي لخدمة مصالح حزبية معينة دون غيرها". وأضاف بيد الله أن الأصالة والمعاصرة "استخلص أن هذه التصرفات تنم عن رغبة واضحة لدى بعض الفرق داخل الأغلبية لمناهضة الحزب وتهميش دوره ودور منتخبيه". ووصف قرار الانسحاب من الائتلاف الحاكم بأنه جاء "بعد غياب أي جواب عن المراسلات الموجهة إلى الوزير الأول ووزيري العدل والداخلية في الموضوع، والتي نبه فيها الحزب إلى ما قد يترتب عن التمادي في استهداف الحزب من نتائج سلبية على تماسك الأغلبية الحكومية". وقال مسؤول كبير بالحكومة لرويترز مشترطا عدم الكشف عن اسمه "الحكومة مستقرة إلى أن تخسر تصويتا على الثقة في البرلمان أو يتخذ جلالة الملك قرارا بشأن مصيرها". ويمكن من الناحية النظرية بقاء حكومة أقلية بالسلطة في الوقت الحالي، لكنها قد تواجه أزمة نهاية العام الحالي حيث من المقرر أن يصوت البرلمان على موازنة عام 2010.