ترسيم 850 عونا وقتيا مكلفا بالتدريس وتسوية وضعية بقية الأعوان تباعا خلال هذه السنة (جامعة التعليم الأساسي)    الحرس البحري ينجد 11 بحارا كانوا على متن مركب صيد تعرض للعطب قبالة شاطئ هرقلة    بودربالة والسفير الإيطالي يؤكدان ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة ظاهرة الهجرة غير النظامية تعزيزا للاستقرار في المنطقة    العجز التجاري الشهري لتونس يتقلّص بنسبة 4،16 بالمائة موفى مارس 2024    الملتقى الوطني الأول للماء: يفتح حوارا وطنيا حول إشكاليات الماء في تونس    وزارة التجارة تتخذ اجراءات في قطاع الأعلاف منها التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    نابل: الاحتفاظ بشخص محكوم بالسجن من أجل "الانتماء إلى تنظيم إرهابي" (الحرس الوطني)    ''تيك توك'' يتعهد بالطعن أمام القضاء في قانون أميركي يهدد بحظره    الرابطة 1 ( تفادي النزول - الجولة الثامنة): مواجهات صعبة للنادي البنزرتي واتحاد تطاوين    صان داونز -الترجي الرياضي : الترجي على بعد 90 دقيقة من النهائي    البطولة الافريقية للجيدو - ميدالية فضية لعلاء الدين شلبي في وزن -73 كلغ    أكثر من 20 ألف طالب تونسي من غير المتحصلين على منح دراسية يتابعون دراساتهم العليا في الخارج خلال السنة الجامعية 2023 - 2024    عاجل : تترواح أعمارهم بين 16 و 19 سنة ... الكشف عن شبكة دعارة في منوبة    منظمات وجمعيات: مضمون الكتيب الذي وقع سحبه من معرض تونس الدولي للكتاب ازدراء لقانون البلاد وضرب لقيم المجتمع    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    المنستير: افتتاح ندوة المداولات حول طب الأسنان تحت شعار "طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق"    أحدهم حالته خطيرة: 7 جرحى في حادث مرور بالكاف    يلاحق زوجته داخل محل حلاقة ويشوه وجهها    عاجل/ إصابة وزير الاحتلال بن غفير بجروح بعد انقلاب سيارته    بطولة الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    القلعة الصغرى : الإحتفاظ بمروج مخدرات    تم انقاذها من رحم أمها الشهيدة: رضيعة غزاوية تلحق بوالدتها بعد أيام قليلة    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات: واقع المبادلات التجارية بين تونس وكندا لا يزال ضعيفا    مأساة جديدة في المهدية: يُفارق الحياة وهو بصدد حفر قبر قريبه    وقفة احتجاجية لعدد من أصحاب "تاكسي موتور" للمطالبة بوضع قانون ينظم المهنة    أريانة: حملة مشتركة للتصدي للانتصاب الفوضوي    سيدي بوزيد: انطلاق ورشة تكوينيّة لفائدة المكلّفين بالطاقة بالإدارات والمنشّآت العمومية    عاجل/ في ارتفاع مستمر.. حصيلة جديدة للشهداء في غزة    70 بالمئة من الأمراض تنتقل من الحيوانات ..مختصة في الثروة الحيوانية توضح    كم تبلغ معاليم مسك الحساب بالبريد التونسي؟    موعد انطلاق أشغال الجزء الرئيسي للجسر الجديد ببنزرت    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    13 قتيلا و354 مصابا في حوادث مختلفة خلال ال24 ساعة الماضية    وقفة احتجاجية ضد التطبيع الأكاديمي    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    فريق عربي يحصد جائزة دولية للأمن السيبراني    الحكومة الإسبانية تسن قانونا جديدا باسم مبابي!    الرابطة الأولى: كلاسيكو مشوق بين النجم الساحلي والنادي الإفريقي .. وحوار واعد بين الملعب التونسي والإتحاد المنستيري    لاعب الترجي : صن داونز فريق قوي و مواجهته لن تكون سهلة    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    وزارة المرأة : 1780 إطارا استفادوا من الدّورات التّكوينيّة في الاسعافات الأولية    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    طقس الجمعة: سحب عابرة والحرارة تصل إلى 34 درجة    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سؤال الى رئاسة الجمهورية التونسية من عائلة المرحوم الشهيد الطاهر بطّيخ
نشر في الفجر نيوز يوم 03 - 06 - 2009

أين ذهب وسام الصنف الرابع المسند للشهيد في غرة جوان1966
مراد رقية الفجرنيوز
تونس في 3 يونيو 2009
الطاهر بن محمد بن حسن بطّيخ
كبير شهداء قصرهلال،شهيد قصرهلال والوطن
التونسي المفترى عليه
*في ضرورة اعادة الاعتبار وانصاف المظلومين*
يتحدث الأستاذ الدكتور المرحوم أحمد بكير محمود في كتيّبه المختزل،المركّز،والذي يعتبرأدق وأصدق المراجع التاريخية المؤلفة حول قصرهلال،من التأسيس الى مرحلة الاستقلال عن المرحوم الشهيد الطاهر بن محمد بن حسن بطّيخ قائلا"عاش يتيما،قرأ في الكتّاب ثلاث سنوات،تعلّم القراءة والكتابة،وحفظ بعض احزاب قليلة من القرآن الكريم،ثم خرج ليتعلّم النسيج على عادة أهل البلد،وفعلا فقد كان نساجا ماهرا،أول صلته بالسياسة كان مع علي بن يونس الممّي،الذي كان طالبا بالزيتونة،وكان مولعا بقراءة الصحف والمجلّات،كما كان من الشبان الدستوريين بالجامع الاعظم،وكان اذا حلّ بقصرهلال،يجلس الى دكان الحي أين الطاهر بطّيخ،يقرأ له الصحف،ويقرؤه،واستمرّت هذه الصداقة ثلاث سنوات الى أن توفي رحمه الله.أما عن تاريخ ولادته فلم يعرف بدقة،ولكن وجود وثيقة ضمن دفتر العدل الشيخ أحمد بن محمد الزراد تتعلق بتفويض مجموعة من الحوكيين أو النساجين أصيلي وساكني قصرهلال للشهيد المرحوم ليتولى النيابة عنهم في الانخراط بالشركة التعاضدية للفنون والصنائع مؤرخة بيوم الخميس 12 حجة1349الموافق ل30 أفريل 1931 ذكر فيها بأن الوكيل المفوض كان يبلغ من السن27 سنة مما يرجح ولادته خلال سنة 1904ميلادية؟؟؟
كان الطاهر رحمه الله محجاجا،ذا منطق بديهي عجيب،اذ كان الحق في جانبه،فانه لا يغلب،واذا لم يكن على صواب اعترف،ولربما اعتذر عما سلف منه،اذا كان أخطأ عن حسن طوية،وكان يحب الناس والناس يحبونه،ولم يجعل لنفسه الأبهة التي كانت لغيره قبله وبعده،بل كان شعبيا متواضعا،وكان فقيرا،لا يملك سوى بيت أبيه،طاهر النفس واليد،لا عن غفلة ولكن عن أخلاق ودين،حسن الحديث،بعيدا عن حوشي الكلام وبذيئه،سهل الضحك والنكتة.فكان حماه سهل المنال،وصداقته في متناول الناس جميعا.

*بدايات حياته السياسية،دخل السجن في حوادث 9 أفريل 1938،ثم خرج ليدخله ثاني مرّة سنة1940،وكان رئيسا للشعبة سرّيا،فلم يلبث أن قبض عليه،وأودع السجن،وبقيت الشعبة بدون هيأة،الى أن عاد اليها سنة1942،وكان في سجنه يلاصق المرحوم الدكتور ثامر،ويتأثر بآرائه ويعجب بهدوئه واتزانه،كما كان يستمع لما يقرأه له من الكتب التي يستعيرها المساجين من مكتبة السجن فلما خرج أخذ ينظم عمله،وكانت تونس قد احتلت من طرف المحور،وصادف أن مأمور مركز الشرطةبالمكنين التي كانت قصرهلال تابعة لها اداريا،وكان من ألد خصوم الدستوريين،وهو فرنسي ذو عواطف وطنية كبيرة،واسمه ديلاريس،كان قد وقع له حادث مرور جرح فيه،فكان من الطاهر الا أن أخذ وفدا من الهلاليين وذهب ليعرب له عن آماله بالشفاء،ثم زاد أن قال له،ان محنتنا واحدة في احتلال البلاد من طرف المحور،وأن الدستور لا يعترف بالألمان والايطاليين على تراب تونس،لكن الحيلة قليلة،والظروف لا تسمح بمقاومتهم،وبعد أيام قليلة وقع اعتداء بعض الجنود الايطاليين على نساء في قرية قصيبة المديوني،فتصدى صاحب الدار الذي دخل اليه جنود الايطاليين لمنعهم،ولما كان يمنعهم الدخول،أطلقوا عليه النار،وعلى كل من كان بها فقتلوهم،وفي الصباح بلغ الخبر الى الشعبة،فأخذ الطاهر وفدا وذهب الى مركز القيادة الجهوية بسوسة،واحتج على هذا الصنيع المشين،فوعدت القيادة باجراء تحقيق في القضية،لكن شيئا لم يقع،واستدعي الطاهر من طرف القائد الألماني،الذي أعلمه أن الحرب لا أخلاق لها،فما كان من الطاهر الا أن أجابه بأن البلاد ليست في حرب مع أحد،ولا يجوز لقائد مثله أن يقر هذا العمل،وأن فتوة الجنود الألمان وسمعتهم،لا تسمح لهم باقرار مثل هذا الصنيع مع سكان عزل،فاستاء القائد الألماني من ردّه،وطلب منه أن لا يعود.فما كان من الطاهر الا أن أخذ الشبيبة الدستورية،وذهب لحضور جنازة الضحايا بالقصيبة،ولا تسأل عما وقع يومها من صياح وهتاف وسخرية بالعساكرالذين كانوا حاضرين،وجلهم من الايطاليين،ولولا أمر الطاهر بالهدوء والسكينة في خطبة طويلة لدخل الحاضرون في معركة دموية،وربما أدت الى قتل الكثيرين،لأن الجنود الايطاليين كانوا على أهبة الدخول الى المعركة برشاشاتهم،وقد قرأ أحدهم لهم بيتا من الشعر،ترجمت الى الفرنسية،ثم ترجمها ضابط الى الايطالية،وهي قول الشاعر،
أسد على وفى الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر
اتصل بالشعب بأمر من الحزب،يدعوهم الى تأييد الحلفاء،والابتعاد عن المحور،ولما دخل الحلفاء تونس،أقام مأدبة غداء على شرف القائد العسكري الانقليزي،جمع فيها سكان البلد،وعزفت الموسيقى النحاسية أناشيد وطنية،وأغاني ،وألقيت الخطب أمامه،ألقاها الطاهر يرحب بالقائد وبالحلفاء،ويتمنى لهم النصر،وكان يترجم الخطبة الصادق الشايب.قصد الطاهر من ذلك معاكسة الفرنسيين الذين كانوا يرون فيه عدوا لبقا،وفي الدستوريين ميلا كبيرا الى المحور،فأظهر لهم أنه ملكيا أكثر من الملك،واحتفل بقائد الحامية العسكرية للحلفاء،وأذن للأطفال والشبان باظهار الصداقة للحلفاء،كلما مرّت سيارة وسط البلد،وكانت العلامة علامة تشرشل للنصرأي برفع اليد واظهار السبابة والوسط،مع ضم الأصابع الأخرى،فتكون على شكل"ف"أي فكتوارأونصر،وصرنا على حافة الطريق نتفرج على سيارات الانقليز،ونرفع أصابعنا،ونظهر الترحاب،وفي الواقع كنا غيرذلك في عواطفنا.استاءت السلط الفرنسية من هذا الترحيب والتظاهر بالصداقة للحلفاء،وكان الطاهر قد أخذ وعدا من القائد الانقليزي أن مكروها لا يمسهم،فصار يحميه الانقليز والأمريكان على الرغم من سلط الاحتلال الفرنسي،التي كانت تفكرفي الانتقام من الوطنيين ذوي النزعة المحورية.

*الكمال السياسي للمرحوم الشهيد،أخذ نجم الطاهر يسطع في الساحل كلّه،وفي مركز الحزب في العاصمة،وعندما رجع الرئيس بورقيبة من منفاه في أوروبا،تعرّف على الطاهر،وأعجب بذكائه وحصافة رأيه،وكان يحب بورقيبة ويخلص له كل الاخلاص،ويدعوه الى قصرهلال حتى جاءها في صائفة1944 وأقام بها ثلاثة أسابيع بطلب منه،وكلاهما قد تعرف على الآخر في هذه المدة،وأعجب كل منهما بالآخر،وصار الرئيس الحبيب بورقيبة يستدعيه في غالب تنقلاته داخل البلاد.فنشطت حركة الحزب وكثرت الشعب،وصار الحزب الحر الدستوري التونسي دولة أخرى وسط الدولة،وأدخل تحويرات جديدة على نظام الشعب،وأصبحت جامعات دستورية لكل جهة،فانتخب الطاهر أول الأمر رئيسا للجامعة الدستورية للساحل الأوسط ومركز هذه الجامعة قصرهلال،ثم للساحل عامة ومركزها سوسة.فأصبح الطاهر بطيخ أبرز جندي في الحركة الوطنية،وهو محل ثقة القادة الزعماء،كما هو محل احترام وتقدير الدستوريين الذين يعرفونه،ويعرفون اخلاصه،وفي هذه الأثناء كان يتنقل في كل يوم،وكل ليلة في قرية أو مدينة يجتمع ويخطب ويشرف على الانتخابات،وينشر التوعية بين المواطنين،وأطفاله وزوجته يبيتون جياعا،لأنه لم يكن للرجل ثروة ولا دخل،ولم يكن من الذين يستغلون وطنيتهم واخلاصهم لصالحهم،وصار الحزب الدستوري سنة 1945و1946،من أقوى الأحزاب المعارضة لا في المغرب،ولكن في الشرق العربي والاسلامي قاطبة.وفي هذه الأثناء،وفيما رواه الطاهر نفسه برّد الله ثراه،أن أعضاء مكتب الحزب الحر الدستوري بالعاصمة،قد أبدوا للرئيس بورقيبة رغبتهم في التخلي عن الحزب ونشاطه.وكان صالح بن يوسف،قد أخذ الطمع منه مأخذه،وأصبح يشرئب الى الوزارة،سواء كان هذا المنصب يخدم الحركة أو لا يخدمها،المهم أن يصبح صاحب معالي،فأعلمهم الرئيس أنه مستمر في كفاحه،وان أرادوا أن يتخلوا عن المبدأ فهو باق الى النهاية.وفي هذه الأثناء قلد الطاهر بطيخ مسؤولية جامعة الساحل من بوفيشة الى الشابة.

*هجرة الزعيم الى المشرق وتداعياتها على مسيرة الشهيد المرحوم،على اثرها خرج الرئيس بورقيبة الى المشرق،فنظر صالح بن يوسف كيف يستميل بطّيخ،هذا الجندي المتفاني والبورقيبي المثالي،وفعلا كان مركز الحزب في تونس اذاك أي بعد خروج الرئيس فارغا،الا من المتحمسين للقضية من زعماء صغار،كالمرحوم علي البلهوان،وعلي الزليطني،وأحيانا عزوز الرباعي،وقليلا مانرى المرحوم المنجي سليم،أما صالح بن يوسف،فهو يغمز من بعيد في مكتبه،ويكره الحديث في السياسة ان زاره زبون.كان الطاهر بطّيخ يحاول استمالته،ويلح عليه في البقاء على نشاطه،ويطيل مجادلته،وكان صالح يلمس فيه الاخلاص،ويريد استمالته لغاية شخصية،لكنه لم يكن يعرفها بعد،ولا كيف يصل على أكتافه،وكان يتحمّل جدله ونقاشه الطويل ومنطقه الوطني،الى أن أقنعه بأنه باق في الحزب،لكن يجب أن تتطور الأحوال في هذه الدار،وذلك بدخول بعض الزعماء في الحكومة،حتى اذا ما قاموا بشكاية ضد فرنسا الى مجلس الأمن،أو هيئة الأمم المتحدة تكون الشكاية صادرة من أعلى مستوى في الأمة،أي أفراد الحكومة الذين هم في نفس الوقت زعماء الأمة.ولم يكن الطاهر مقتنعا بهذه النظرية،لكن بن يوسف ألح على رأيه،وأسكته ولم يقنعه؟؟؟

*فلاقة زرمدين أحسن ما يساوم به صالح بن يوسف، لما كان الطاهر بطيخ رئيسا للجامعة الدستورية،وكان يساعده أعضاء فيها هم،محمد القنوني نائبا له،عبد السلام ساسي أمين سر،محمود جمور أمينا للصندوق،أحمد قعليش مساعده،مع عضوية محمد الكعلي،ومحمد بوسلامة،ولم تكن تعجبه كافة أفراد التشكيلة،بل كان له أصدقاء وأعداء،فأصدقاؤه محمد الكعلي وعبد السلام خليفة رئيس الشبيبة،والباقون منهم من يحذر دهاءه ،لكنه يصادقه في الظاهر،مثل عبد السلام ساسي،ومنهم من يحسده على مقدرته مثل أحمد قعليش ومحمد القنوني.وكانوا منطوين على أنفسهم،لأن الرجل كان يعلمهم بمايعزم القيام به،لكنه لايقيم وزنا لآرائهم،عارضوه أم وافقوه،وحدث أن كان بقرية زرمدين،أربعة أشخاص يحترفون النهب والاعتداء،اعتداء على المال،وحريم مواطنيهم،وهم الأخوان صالح الوحيشي وأخوه فرج،ومحمد يونب وعبد الله بوصويفة،أما محمد يونب فكان عريفا في الجيش الفرنسي،اشتهر بمهارته في الرماية،وكان في طباعه جفاء وغلظة،يميل الى الاعتداء،وصالح الوحيشي،كان أيضا في الجيش الفرنسي،كعسكري بسيط،الا أنه غادر الثكنة سرّا،وبدا له أن يخرج من الطاعة،طاعة العدو المحتل،فالتحق بشعاب زرمدين،وأعلن عصيانه،وحمل أخاه على متابعته،وبوصويفة التحق بالثلاثة،لغرض في نفسه،حنقا على أحد وجهاء القرية،الذي حاول اختطاف حريمه منه،فخرج منتقما لنفسه.هذه بصورة مجملة حالة فلاقة زرمدين في أول أمرهم،سكن الجماعة الغابة،ولم يكن لهم مورد،فاحترفوا قطع الطريق على المسافرين أول الأمر،فأوقفوا قاطرة آتية من صفاقس في طريقها الى تونس،وسلبوا راكبيهاأموالهم،كما اعترضوا سيارة نقل ركاب عمومية،وأخذوا ما في جيوب أصحابها،ورجعوا الى شعاب زرمدين،أين يعسر القاء القبض عليهم لكثرة مافيها من غيران وأودية،وجرف وأنفاق وأشجار عالية.فكانت كالأجمة يعسر دخولها على من يجهلها،أرسلت حكومة الحماية الكتيبة تلو الكتيبة،ولم تستطع القبض عليهم،بل ربّما رجعت الكتيبة خاسرة منهزمة بعد معاركها،تحمل أمواتل وجرحى،دون أت تقتل واحدا من الأربعة،فعمدت الى الحيلة،أولا بأن بحثت عن أعداء الجماعة،فلم يفلحوا الا في قتل واحد منهم وهو محمد بن يونب رأس العصابة،وبقي الثلاثة الآخرون،وقد انضم اليهم رابع هو عبد الله،وصاروا يتنقلون عند الأغنياء يطلبون منهم المساعدة،فاتصلوا أولا بالخيّر،المرحوم الحاج علي صوّة،وطلبوا منه خمسين ألف فرنك،فاتصل الحاج بالطاهر بطّيخ،الذي كان يسمع بحركتهم،ولم يكن يعرفهم،ولما أرسل في طلبهم جاؤوه،فرأى منهم غلظة وجهلا،فتظاهر لهم بالود والملاطفة،الا أنه في قرارة نفسه،كان يحتقر نفوسهم وأخلاقهم،ففكر في استعمالهم لصالح القضية،على أن يمدهم بما يلزمهم لعيشهم وتزويدهم بالسلاح،ولكنه لم يعرض الفكرة عليهم،حتى يتفاوض في شأنهم مع صالح بن يوسف،وأوصاهم بأن يتركوا الحاج علي صوّة،وذكّرهم بوطنيته،وحبه للخير،وماقام به خدمة للشعب بانشاء المدارس والمساجد،فوعدوه خيرا.وقد لانت نفوسهم،وكانوا يبحثون عمن يتبنى حركتهم من المؤسسات القومية،حتى يقلبوا حركتهم من النهب والشطارة الى خدمة القضية الكبرى،وتواعد معهم الطاهر على أن تستمر الاتصالات كلما سنحت الفرصة،وتفارق الطرفان بأفكار جديدة،الفلاقة سرّوا كثيرا بالتعرف على نائب الحزب وراهب الحركة،والطاهر يفكر كيف يمكن استعمالهم في معركة التحرير.وكانت الصحف تنشر أخبارهم واعتداءاتهم،وقد دبّ القلق الى نفوس المسؤولين يبحثون عن الحلول؟؟؟

*تكليف الطاهر بطيخ بملفين حرجين،الفلاقة والاغاثة،لما اتصل الطاهربطّيخ بصالح بن يوسف،وأعلمه بالتعرف على الفلّاقة،وعرض عليه مشروعه،تلكأ أول الأمر،لأنه لم يكن يحب أن يتبنى حركة من هذا النوع،وهويطمح الى الوزارة،ويغازل الباي تارة،والمقيم أخرى،وهو يعرف أن السلط الحامية تضيق ذرعا بهؤلاء النفر.جاءت برأسه فكرة جهنمية وهي أن يقدمهم قرابين الى السلط ،فيما اذا رأى من صحة عزمهم على توليته الوزارة،ليظهر لهم أن الحزب قادرعما عجزت عليه فرنسا،وأن باستطاعته أن ينمي عددهمنويجعل منهم "كتيبةالتحرير"وهو مشروع يقلق بال فرنسا ويحرمها النوم،أٌول فرنسا،أي فرنسا تونس،فأوعز الى الطاهر أن يديم اتصاله بهم،وأن يحافظ عليهم،كما أوعز الى بعض المخبرين من موظفي السفارة،وكان لا يعصى له أمرا،أن يفشى الخبر بكل حذر،وأن لا يقوله الا الى رئيس المصلحة التي يعمل بها.وهكذا كان،وصل الخبر الى الجنرال ماسط مقيم فرنسا،وعلم هذا أن بن يوسف يقرأ له ألف حساب،فهو أمين سر الحزب،والزعيم الحاكم بأمره،فلماذا لا يستمال؟أما الطاهر فقد رجع الى قصرهلال ،وكرر اتصاله(بالفلاقة)،وطلب منهم أن يقوموا بعملية سياسية كعربون منهم،كي يتبانهم الحزب،فرفضوا طلبه هذا،فزاد احتقاره لهم،وتمنى أن لم يكن قد تعرّف عليهم،لكن بأمر رئيسه صالح لا بدّ،وأن لا يقطع صلته معهم…
كانت سنة1947 سنة جدب،لم يغث الناس قبلها بسنتين،فضعف الانتاج الفلاحي،وماتت الأغنام،وتدهورت أحوال الناس،وأخذ شبح المجاعة يظهرفي البلاد لاسيما البادية،وكانت هذه الأزمة تالية لأزمة الحرب40-45 فلم يكن عند الناس ملابس،ولم يكن عندهم طعام،فصار ثلاثة أرباع الشعب جياعا عراة،فكرّ بعض المخلصين في الحزب،وعلى رأسهم السيد الهادي نويرة أن يقوموا بعمل ما لمساعدة الشعب،فأسسوا الاغاثة القومية التي تولى رئاستها،والتي أخذت تجمع التبرعات من الأهالي الذين بقي بأيديهم ما يعطون،وفتحت مطاعم شعبية في أحياء العاصمة،توزع فيها أكلات يومية على الجياع.وقد أرسلت مصر باخرة محملة بالطعام،لكن سلط الاستعمار منعتها من الارساء بتونس،واحتج الحزب على هذا العمل اللاانساني،واثرها كتب المرحوم أحمد أمين مقالا يندد فيه بسياسة فرنسا،خاصة أنها لم تطعم محمييها،ولم تترك من يطعمهم،اذاك تحركت الحكومة المحلية،وقررت أن تنشأ هي اغاثة سمتها الاغاثة التعاونية،وأعطت رئاستها الى السيدة ماسط زوجة المقيم العام.وكان الأستاذ الهادي نويرة قد كلّف الطاهر بطيخ بفرع الاغاثة بكامل الساحل،وكان الطاهررحمه الله قد جمع بين النقيضين،صالح بن يوسف والهادي نويرة اذ كانا على طرفي نقيض،ولم يتخذ الطاهر موقفا مضادا لأحدهما،بل كان الجندي الذي يطيع دون أن يتحزب لزعيم من زعمائه،فهو جندي المبدأ والحركة التحريرية،لا عميل أشخاص،واذا ما حادثته في زعمائه،ذكر لك أن لكل مزاياه وخصائله.
فصالح عنده هم أمين سر الحزب،وهو الداهية والثعلب ،والرئيس هو أبو الحركة وقائدا المخلص،والهادي نويرة هو رجل جدي نزيه،له أفكار واضحة،وعلي البلهوان هو قس الحركة،والمنجي هو الحارس والمحرّك،له ما للزعماء،
وكلهم ضروريون لخدمة المبدأ،ولا نفضل أحدا على أحد،هذه أفكاره باجمال،وهكذا أحب الناس فأحبّوه.ولما أوكلت له رئاسة الاغاثة الجهوية،قام بأعمال مشكورة من جمع الكتان وتوزيعه على عراة البادية،وكان مركز الاغاثة بتونس نشطا،جمع أموالا وزيوتا،وأخذ من الحكومة بعض المساعدات،وكان أكثرها قطنا أرسل به الى قصرهلال،فنسج ووزع على المساكين،وكانت أجرة التصنيع من نفس المادة،اذ يعطى للنساج عشرين كيلو،يرد في مقابلهم خمسة عشر كيلو مصنعة،توزع في كل بوادي البلاد التونسية.ورأى الطاهر في هذا العمل أنه أجدى عمل يقوم به لكسب الناس،وادخالهم في الحركة القومية،فكان يوزع بيده،ويخطب في الناس ويذكرهم بقضيتهم،ويذكي فيهم الحماس،وقد التف حوله بعض من يتظاهر له بالاخلاص،وفي الحقيقة يريدون أن يحرزوا على نصيب من البضاعة الموزعة،وفعلا كثر القيل والقال،عن فلان وفلان أنهم أخذوا وسرقوا ودلّسوا…الخ…لكن الطاهر قاوم الشائعات،وصدقه الناس لما يعرفون من نظافة يده…لما تأسست الاغاثة التعاونية برئاسة السيدة ماسط ،أرسلت الى الطاهر بطيخ تعرض عليه مساعدتها لما علمت من نشاطه وحبه الخير،ومساعدته للضعفاء،ولعل ذلك واقع باشارة المراقب المدني لسوسة المسية بارون،الذي علم باتصاله بالفلاقة،كما يعلم أن الطاهر فقيروطموح،ولربما أغراه بهذه الحركة،وأطلق يده في أقطان الاغاثة،يوزع ما شاءمنها،ويأخذ ما شاء له،فاذا ما أفسد أخلاقه ووسخ يده،سهل عليه أن يجعل منه مايشاء.وكانت الاتصالات بين أمين سر الحزب والاقامة متوالية،كما كانت من جهة أخرى بين المراقب المدني والاقامة في شأن بطيخ والفلّاقة،والطاهر المسكين لا يدري ما يبيّت له أعداؤه وأصدقاؤه على السواء؟؟؟اتصل بطيخ بصالح بن يوسف فأعلمه هذا أن الاقامة العامة ستكتب له،عارضة عليه مساعدتها للاغاثة،وأنها تعتزم اعطاءه كميات من القطن يصنعها،ويوزعها على الفقراء،وأنه حر التصرف فيما يعطى ما يرى اعطاءه،ويحتفظ بما يريد،وربما عرض عليه أن يقتسما الكمية الهائلة،وذلك بتوزيع نصفها،واقتسام النصف الآخر؟؟؟
استمع بطيخ الى زعيمه وهويشرح له أول درس في اللصوصية،فاغتاظ وحنق وأجاب أنه ولد فقيرا،وعاش فقيرا،ولايمكن له أن يجمع مالا على حساب الجياع بلباس الوطنية،فثارت ثائرة صالح وسبه،واتهمه بالغباء،وقال له،انك قمت بواجبك نحو الاغاثة القومية،ولم تسرق منها فلسا واحدا،وهذه كميات هائلة من الأقطان،أتت بها الاقامة العامة لتوزعها على الفقراء وتستعملها في الدعاية لها،وهي تكفي لاكساء تونس ثلاث مرّات،فلو كسوتها مرتين،وأخذت لنا الثالثة،تكون قد قمت بواجبك نحو بلادك ونحو نفسك.فأجابه الطاهر بأن الأولى أن يوضع ما يريده صالح لهما،بصندوق الحزب يصرف على الحركة،فسخر منه وأخرجه من مكتبه قائلا له،فكر،والا عوضتك،وأظهر له من عدم الاكتراث أثناء التوديع له،فخرج الطاهر وهو لا يدري أين يضع قدميه،ويقول،ليت أمه لم تلده،ماالعمل؟؟؟رجع الى قصرهلال،وهو مغرق في التفكير،وهو يعرف من الشخص الذي يهدده به،ان أبى أن ينفذ ما أملاه عليه،ولربما أن كلف صالح عميله الآخر،أغرق هذا في الاخلاص الى رئيسه،وجاءه بكل ماتقع عليه يده،لكن صالح يعرف أنه لا يمكن التعامل مع غير بطّيخ.أولا،لأنه موطن سر ومحل ثقة،وثانيا،لأنه فقير يستحق قسطا من هذه الهبات؟؟؟وثالثا،لأن الطاهر ذكي،وبن يوسف يكبر فيه دهاءه،ثم يريد افلاس الحزب في هذا الشخص،لأن صالح طال انتظاره للوصول الى ما يطمح اليه،ولم يكن من الرجال الذين يحترفون السياسة للسياسة،ولا للوطن،بل كان يطمح أولا وبالذات الى أن يضمن مركزا اجتماعيا هائلا،وأن يجمع ثروة،وأن يكون الشخص الأول في البلاد،ولم يكن راهب الحركة الأول ولا الثاني.نعم في الظاهر كان كذلك،ولكن في قرارة نفسه،كان وصوليا مختلسا،وفي هذه الأثناء جاءت رسالة الى مكتب الشعبة،باسم الطاهر بطيخ تحمل اسم الاقامة العامة في زاويتها،فوقعت في يد عبد السلام ساسي،الذي كان أحد أفراد هيئة الشعبة الدستورية بقصرهلال،وفضها دون أن يطلع أحدا عليها،ولما قرأها وجد عرض المدام ماسط رئيسة التعاونية،كمية من القطن على السيد الطاهر بطيخ كي يصنعها ويوزعها على الفقراء.اذاك كتب السيد عبد السلام ساسي تقريرا عن نشاط الاغاثة القومية بالجهة،ثم عن عرض رئيسة الاغاثة التعاونية،زوجة مقيم فرنسا العام،كمية من القطن تقدر بخمسين مليونا من الفرنكات،وبما أن المؤسستين يختلفان في الاتجاه والمبدأ،فما معنى هذا العرض على ممثل الحزب الدستوري،وأخذ الرسالة ومعها التقرير وسافر الى تونس،أين اجتمع بالمرحومين علي البلهوان والمنجي سليم،اللذان اتصلا بصالح وأعلماه بما سمعا،فما كان من هذا الا أن أعلمهما بأنه يعرف ذلك،وأن الطاهر لم يقم بأية حركة دون اعلامه.وأذن للسيد عبد السلام ساسي أن يرجع الرسالة للطاهر،وأن لا يفشي سرّها،فسكت الجميع وأخذت العملية طريقها.
كما أخذت الوساوس تدب الى رأس الطاهر،انه فقير،وله أطفال صغار،ولا مورد له،وقد رخص له رئيسه أن يأخذ قسطا من هذه الأقطان يستعين بها على اعاشة أطفاله،ثم هو لايأخذ من أحد معيّن قسطه ولا ماله؟؟؟ولكن من صندوق السفارة،وأموال السفارة هي من صندوق الدولة المغلوبة بلا شك؟؟؟اذا،فالمال مال الشعب،قد يكون هذا المال آت من فرنسا لمساعدة البلاد؟؟؟..ربما…أخذ مال المحتل الغاصب حلال…ثم ماذا؟؟؟رجل كرّس كل طاقته لخدمة بلده،ألا يستحق أن يأكل ويلبس،ويعول صغاره؟؟؟وامتثال أولي الأمر واجب،وولي أمره،أمره،فلا مناص من طاعته.فكر أن يبتعد عن أفراد الشعبة الذين يشاغبونه،وقد أعلموا بالرسالة التي جاءته من الاقامة العامة،فعمد الى تشكيل لجنة للاغاثة،تتولى التصنيع والتوزيع لاتناقشه،ولا تتدخل في أمره،بل تعمل كما يأمرها،فجعل مكتبا يتركب من أنصاف الدستوريين،وأملى لهم تنفيذ خطته،فكانت الهيئة كما يلي،
-الطاهر بطيخ،رئيس
-عبد السلام خليفة،محمد جدّة،وناس فنطر،سالم فنطر،عبد القادر بن حسن ابراهيم،حسين بوزير،أعضاء
وكل واحد من هؤلاء أخذ قسطه قبل أن يشرع في التوزيع،كعمال المطاعم يأكلون قبل أن يطعموا الزبائن،ورفع الى صالح نصيبه يقال أنها عشرة ملايين فرنكا،وأظن أن المبالغة في الشائعة ليست كبيرة،فلا عجب أن يأخذ الأسد نصيبه ،والأرانب نصيبهم أيضا،قيل ان القسمة كانت بالتناصف،فالنصف للشعب الجائع،والنصف الآخر،عشرة للزعيم،وعشرة للموزعين،وخمسة للطاهر،وعم الفرح الجميع؟؟؟ لكن هذا الفرح لم يدم طويلا،فالمسيو بارون،مراقب سوسة المدني،ونائب المقيم العام بها،يلاحظ من بعيد،ويستشف أخبار الرجل وتحركاته،والفلاقة يريدون من صداقتهم لممثل الحزب بالجهة،أن يكتسبوا بها حصانة شعبية،ولكنهم رفضوا العمل بأوامر الممثل،يريدونه أن يكون صديقا لا أكثر؟؟؟
وممثل الحزب يمدهم بالمال والسلاح أحيانا،ويفكر أن يجعل منهم نواة للمقاومة المسلحة،فهو يعطيهم بسخاء ويخفيهم،وصالح يريد أن يسلمهم للسلط مقابل أن يجلس على كرسي الوزارة،ولكل مآربه؟؟؟والفلاقة يتنقلون في الجهة،فاذا ما رآهم أحد ارتاع،وتحدث أين رآهم،فيصل الخبر الى السلطة،فترسل برجالها،وتعود خائبة،وكثيرا ما التحمت معهم في معركة،فيجرح البعض من الجندرمة،وأحيانا يموت البعض،وينسحب المقاتلون دون جدوى.أقلق بال المسؤولين من الفرنسيين في تونس،لأن ذلك يضعف نفوذ الحماية،ولربما شجع الثائرين والمعارضين على الخروج…فرأى المراقب،ولا شك أن ذلك باذن الاقامة العامة،أن يتصلوا بنائب الحزب،ورئيس الاغاثة،وأن يجدوا عنده الحل،أبى أم كره،مادام قد أخذ،لا بد أن يعطي،استدعى المراقب المدني بطيخ،وطلب منه مساعدته،للقضاء على هذه العصابة من اللصوص،الذي لا يرتجى منهم خيرا،وقد قتلوا أبرياء،ونهبوا آخرين،واعتدوا على المواطنين ورجال الأمن،وقال له،ان حزبكم لا يعتمد على شرذة كهؤلاء،فأنكر الطاهر صلته بهم.لكن المراقب المدني أثبت له أنه على اتصال بهم،وعدد له زياراتهم،بتواريخها والأماكن بأسمائها،والأشخاص الذين كانوا معهم،لكن الطاهرأنكر وأصر،وأجاب المراقب بأن مخبريه ذوي خيال خصب،وأن معلوماته غير صحيحة،وتفرق الرجلان كل مغتاظ من الآخر،لكن الطاهر شعر وأن ساقه قد وقعت في الفخ،فاما أن يساعد على تسليمهم،ويصبح الدستوري الأول في الجهة عونا من أعوان المقيم العام،واما أن يتولى الدفاع عنهم فيلتحق بهم مع بعض المتحمسين ويموت معهم.فاختار الحل الأخير،وفضل الموت مع هؤلاء الصعاليك الذين رماه القدربهم،والذين لا يرى فيهم فائدة للبلاد،وهو يحتكر أفكارهم وحركتهم،لكنه مكره على مجالستهم واعانتهم ومجاملتهم،والآن وقد وقع بين فكي الأسد…
اتصل بصالح بن يوسف بعد أن خرج من مكتب المراقب المدني،وأعلمه بما دار،فكان صالح لا يعير القضية كبير اهتمام،يستمع اليه وهو يتثاءب أحيانا،وأخرى يضحك ثم قال له،لا تكن طفلا،انك أعز على الحزب من نصف الشعب،فالموت لفلاقة الدنيا قاطبة دونك،حاول أن تتخلص مما نسب اليك،وابتعد عنهم قليلا،واذا ما اشتدت لهجة السلط معك،ورأيت أنك فعلا مهددا،فاعلمني،سنجد حلا،ثم ودعه.أعطى المراقب فرصة للطاهر كي يفكر،وتختمر الفكرة عنده،أمهله أياما،ثم أرسل في طلبه،واقتبله هذه المرة بكل مجاملة،وأعاد عليه نفس الطلب،واعدا اياه أن الاقامة العامة،ستعترف بمساعدته لها في القضاء على هؤلاء الزعانف،وأنه يعرف اخلاصه لبلاده وحبه لوطنه،وأنه يكبر ذلك فيه.لكن المصلحة العامة،تقتضي أن يستتب الأمن في البلاد،كان كل ذلك في شهر مارس 1948،واستمرت الاتصالات كامل الشهر،والطاهر ينكر أن يكون له اتصال،أو تأثير على الثائرين،والمراقب يثبت له عكس ما يدعيه،وأخيرا قال للمراقب،اني أصر على ماقلته،ولكن اذا أذن لي حزبي بتسليمهم فاني سأفعل.لكن سيخرج بلاغ في الصحف الحزبية هذا نصه،بناء على عجز حكومة الحماية في القضاء على المفسدين،وعملا على أن يستتب الأمن في البلاد،وبما الفلاقة لا حاجة للحركة التحريرية بهم،ولا صلة لا بحركتهم،فقد أذن الحزب بتسليمهم الى السلط المعنية بأمرهم،لما سمع المراقب المدني بسوسة،هذه الصيغة اغتاظ وأجاب الطاهر،بأن فرنسا غير عاجزة على القضاء على هذه الشرذمة،وانها ليست في حاجة الى مساعدته كفرد،وكممثل للحزب؟؟؟وانتهت المحادثة بحنق كل منهما على الآخر،وخرج الطاهر بطيخ وهو يظن أن فرنسا ستتولى أمرهم،وأنه قد سد عليها الأبواب في هذه القضية،لكن الاقامة العامة،فكرت في الاتصال بأمين سرّ الحزب،وطلبت منه أنه اذا كان يريد صداقة حقيقية،فما عليه الا أن يمدهم بعونه،وذلك بأن يأمر مندوب حزبه بالجهة في تسليم هؤلاء الثائرين.وكان المقيم العام اذاك جان مونص،وهكذا صارت المسألة في أيادي الكبار،بعد أيام قلائل ارسل صالح بن يوسف الى الطاهر،وطلب منه أن يسلّم التعساء الى السلط الفرنسية،لكن هذا لم يكتف بالأمر الشفهي،وطلب منه اذنا كتابيا يرسله له بطريق البريد،واحتد النقاش لهذا الطلبألكن الطاهر أصرّ على أن يكون كذلك،وأعلمه أنه لا يتحمل تهمة الخيانة وسط الشعب،بعدما قام بأعماله الحزبية الكبيرة،وأن حجة كتابية للدفاع عن نفسه يوما ما ضرورية.فانصاع صالح بن يوسف،وكتب له رسالة كما طلب ووجهها بالبريد أمامه،وكان اليوم الثاني من أفريل 1948 ،وعلمت السفارة بكل ما دار،وأبلغت مراقبها بسوسة،كما أبلغت مدير الأمن العام لوضع الخطة،ورجع الطاهر بطيخ الى قصرهلال يفكر كيف يكون العمل،على كره منه وارغام،استدعى الفلاقة يوم وصل،واستلم الرسالة وأعلمهم بان حكومة الحماية جادة في القبض عليهم،كلفها ذلك ما كلفها،وأنه بعد استشارة الحزب والخوض في شأنهم،رأى الزعماء ارسالكم الى الخارج،الى المشرق عن طريق ليبيا.لكن الخطة لم تتوضح بعد عن الطريق،والرجال الذين سيصحبونهم،فأبدى الفلاقة عدم رضاهم وتخوفهم،وقالوا له،ان شعاب معان بزرمدين تخفي ألفين،وأن فرنسا لا تستطيع القبض عليهم ما داموا فيها،فأقنعهم أن فرنسا لم تتخذ لحد الآن موقفا جديا،وأنها ان أرادت القضاء عليهم بطائراتها ودباباتها ومصفحاتها وجيوشها فان شعاب معان لا تحمي أحدا،أن تخريبها لا يتطلب أكثر من يومين اثنين،والرأي أن يغادروا البلاد من أن يقتلوا بطريقة من الطرق،وأن حياته أصبحت مهددة بسببهم،والأولى أن يلتحقوا بمصر ثم يعودوا عندما تشتعل الثورة التحريرية.
فاقتنعوا بعد ترددوجدل،وبعد أن أخذ موافقتهم،طلب منهم أن يستعدوا للسفر،وأن لا يأخذوا معهم ما يثقلهم سوى أسلحتهم،وعيّن لهم موعدا ثانيا بعد ثلاثة أيام،يعلمهم أثناءه بيوم الرحيل،والذين سيصحبونهم الى طرابلس،والطريق الذي سيسلكونه للوصول،اتصل بعد هذه الحادثة بالمراقب المدني وبلغه الخطة،وهذا اتصل بالاقامة العامة،التي أخبرت مدير الأمن العام بونتال،الذي وضع خيوط الخطة بناء على معلوماته،وتوجيه المراقب المدني بسوسة،وعيّن سفرهم في العاشرة ليلا يخرجون من قصرهلال،ويتوجهون الى القطار من ولاية قفصة،وعلى بعد ثلاثين كيلومترا من قرية القطار،عيّن لهم مكانا في بيت في الغابة،أين يبقون يوما واحدا،ثم ينطلقون منه الى الجريد،ثم الى قبلّي،فغدامس الى طرابلس.هكذا قيل للمساكين،ولكن محط رحالهم في المحطة الأولى،أعلمهم الطاهر أن السفر سيكون ليلا بالسيارة،وسيأخذهم سائق الحزب عبد القادر ابراهيم،كما سيصحبهم حسن بن عبد العزيز أحد كبار الدستوريين بالجهة،وهم يعرفونه ويثقون به،وقد اتصل الطاهر بحسن بن عبد العزيز،وأعلمه بأمر الحزب بتسفيرهم الى مصر،واخراجهم حالا من تونس خوفا عليهم.كذلك سائق السيارة لا يعرف الا أنه سيأخذهم الى مكان ما،بأمر الديوان السياسي،وان أحدا لا يشك في صدق النوايا المبذولة للحفاظ عليهم،واخراجهم سالمين الى المشرق،وكانوا آخر ليلة اجتمعوا فيها بالطاهر،ليلة الثامن من أفريل،وتواعدوا في الطريق الرابطة بين جمّال وبني ربيع،يكون معهم حسن بن عبد العزيز،ويوضع في الطريق عودا من حطب الزيتون يكون واضحا للسائق،وهي علامة على أنهم هناك.يقف السائق ويطفىء نور السيارة،ثم ينزل فيأتي الجماعة،وهم يعرفونه ويركبون ويتابعون طريقهم.وبعد أن وضعوا الخطة،طلبوا من الطاهر أن يأكل معهم خبزة يتقاسمونها كعهد بالوفاء،فكان كذلك،وبعد ليلتين،خرجت السيارة بقيادة عبد القادر ابراهيم،وانطلقت نحو المكان المعيّن،ووجدت عود الحطب،ووقفت ثم ركبها الجماعة الخمسة،الفلاقة الأربعة،ومعهم حسن بن عبد العزيز،وانطلقت في طريق القيروان،ومنها الى سيدي بوزيد ،فالقطار،ومنها الى مكان الموعد أين ينتظرهم جماعة يأخذونهم فيما بعد الى محطات أخرى،وودعوهم ورجع السائق وحسن بن عبد العزيز الى الساحل مع شروق الشمس.
وصلت السيارة الى مكان الحادث أين وضع لهم كمينا،وكانت الساعة الثالثة صباحا،اقتبلهم فلاح من الجهة متواضعا في لباسه وحديثه،وبعد أن استلمهم وجلس معهم ربع ساعة،صاح بزوجته في بيت مجاور،أن قومي وأعدي لنا طعاما،فقامت المرأة وبعد دقائق نادته كي يذبح لها ديكا،فاستأذنهم وانصرف اليها ولم يعد،وكان الكمين يحيط بهم من جميع الجهات،يتركب من قوى البوليس والجيش بقيادة ألبيرتان مراقب البوليس العام،وديلهم كوميسار البوليس الأول لمراقبة سوسة،وداهمت دبابة المكان الذي كان يحمي الفلاقة بعد أن توعرت في الوصول اليهم من جراء صعوبة الأرض،وشدة المقاومة وأخذ الفلاقة يمطرونهم وابلا من الرصاص حتى نفذ ما عندهم،ودخل البوليس والجيش الى المكان فوجدوهم صرعى،وانتهت المعركة؟؟؟
وبها انتهى دور بطيخ السياسي،وانزوى على نفسه بعد أن بقي أياما لا يظهر للناس،وقد توعده حسن بن عبد العزيز بالقتل،لكنه عرف بعد أن صالح بن يوسف هو الذي أمره بذلك،وانصرف الى حياته الخاصة،يبحث عن مستقبل في التجارة والفلاحة الى أن مات في فجر الاستقلال-جوان1955-قتل غيلة ولا يعرف له قبر،والروايات كثيرة في سبب قتله،ولا مساس لقضية الفلاقة في اغتياله،ولكنه الحسد بين محترفي السياسة،أما صالح بن يوسف فانه لم يصرح بكلمة واحدة،الا بعد شهرين ونصف،اذ تبرأ من حركتهم،وعدم انتسابهم للحزب،وذلك يوم 27 جوان1948 في جريدة صوت التونسي بالفرنسية،وسيجمعهم الحكم العدل اليه،وينظر في أمرهم جميعا وقد ساروا كلهم اليه؟؟؟ حدث فراغ كبير بعد تسليم الفلاقة الى السلط الفرنسية،والقضاء عليهم بانزواء الطاهربطيخ،وأصبح الدستوري الأول يرمى بالخيانة العظمى،وهو وان كان منفذا لأوامر رئيسه،الا أنه كان باستطاعته أن يفرّويخرج من البلاد،ويلتحق بالرئيس الفعلي في المشرق،وأن لا يقبل بعمل كهذا،هذا ما كان يقوله الناس في عتبهم على بطّيخ،وانقسم الدستوريون الى فئتين،فئة شامتة برئيس جامعتها،وأخرى تتحسر على الخسارة التي منيت بها الحركة في الجهة.وانتخبت شعبة دستورية برئاسة علي النكتي ومعه البشير بوزويتة،ومحمود جمور،ومحمد الناصر،ولم تدم الا ستة أشهر،فقد استقال بعدها رئيس الشعبة،وعيّن محمد بن عمر القنوني مكانه بمساعدة عبد السلام ساسي،والهادي بوسلامة،والطاهر بن ميمون فضلون،وعثمان الميلادي،ويوسف الغزالي ،وأحمد الحبشي،وقد تركز عمل الشعب المتعاقبة على جمع المال،وبيع الصحف الحزبية،والشن على الأقرب،والتحدث الى عن أخبار الزعماء في تونس.
ومع حلول الاستقلال الداخلي،كان محمد القنوني رأس الشعبة الجديدة،شعبة الاستقلال،وأول من نادى بارجاع بطيخ الى رئاسة الشعبة هو عيّاد الصّيد،كان يراه كما يراه،كل أهل البلد أهلا لتولي القيادة الحزبية في البلد،وبما أن القنوني صار يسلك سلوك التسلط مع كل الناس،ماعدا الذين أوقفوا نفوسهم على خدمته،وكانوا عشرين رجلا،نصفهم من المقاومين،فقد أمر القنوني بضربه واهانته،فأخذ عياد المسكين،وأدّب كما يؤدب أبناء الكتاتيب سابقا،كذلك عبد السلام الحضيري،لأنه يرى نفس الرأي،فأصابه ما أصاب عيّاد.وقد كره الناس هذا السلوك،ولعنوا كل من شارك فيه،وفعلا اتجهت الأنظار الى الطاهر بطيخ لكنه فقد الى يومنا هذا،والاشاعات حول قبره ومقتله متعددة بتعدد الرواة..رحمه الله…وعند الله تجتمع الخصوم؟؟؟
وقد تكون قضيته مع الفلاقة طريقة ذكية لتوريطه والتخلص من دوره الفاعل،كما أن اغتياله يوم26 فيفري1955 ،قد يكون تخلصا من شاهد عيان على بعض الممارسات في الصراع على الزعامة الوطنية والجهوية والمحلية،ويبقى اللغز كاملا حتى يرفع الحجر عن ملفه بأرشيف الاقامة العامة الفرنسية،وبرغم حصول الشهيد المرحوم على وسام الاستقلال في 10 جوان1966،واطلاق اسمه على جزء من حي سيدي الأسمر على طريق جمّال،مع نجاح البلدية المستقلة "البرتقالية"سنة1987 التي كان ابنه بوبكر بطيخ أحد أعضائها،لكن يبدو أن أيدي المعتدين الموحى اليهم،امتدت بعد رحيل البلدية المستقلة التي كانت"سحابة صيف"وأزالت اللوحة التذكارية الارشادية امعانا في التطاول على نظيفي اليد،شهداء الحق والحرية،واكراما وتكريما للمجرمين المسكوت عنهم،والمخشي منهم حتى بعد وفاتهم؟؟؟


*أبرز اسهاماته في العمل الجمعياتي،انخرط بطيخ في جمعية هلال المراسح التمثيلية،وأصبح ممثلا من الصنف الثاني،اذ كان جامدا لا يحب الظهورخجولا،يكره أن يظهر وسط الناس،أو يتحدث اليهم،الا أنه كان ذكيا،حاد الذكاء،فتدرب على الخطابة،والحديث الى الناس في ادوار التمثيل،وعالج خجله شيئا فشيئا،ومن مظاهر نشاطه الأخرى رئاسة لجنة الاسعاف والتضامن ضد المجاعة التي نشأت يوم 23 أفريل1946،وجددت له الرئاسة في أفريل1947،
وعضوية لجنة تطالب باقامة مدرسة قرآنية للبنات،عقدت أولى جلساتها في 17 جوان 1947،وامضاء عريضة تذكير تطالب بانشاء البلدية في 12 ماي 1948 وجهت الى المقيم العام،والمراقب المدني،وبها امضاءات كثيرة من بينها امضاء عثمان الشملي ويحي ابراهم وصالح بن سعيدان،وعضوية وفد من سكان البلد توجه الى ادارة المعارف يوم 27 أوت1950،مطالبا بفتح مدرسة الفتيات في أكتوبر1950.

*نشاطه النقابي التعاوني ضمن قطاع النسيج التقليدي،لقد صدرت وكالة تفويض لصالحه على الساعة التاسعة صباحا من يوم الخميس12 حجة1349 الموافق 30 أفريل 1931 ضمنت بكتائب العدل أحمد بن محمد الزراد المودعة بمحكمة الناحية بالمكنين بهدف الانتساب لعضوية الشركة التعاضدية الوسطى للفنون والصنائع بتونس،وقد عمره أنذاك سبعة وعشرون عاما،أما الأعضاء السبعة وهم النساجون الموكلون له فهم باعتبار أسمائهم وأعمارهم،
-وناس بن امحمد بن على رقيّة،28 عاما.
-علي بن محمد بن العامري الزرّاد،30 عاما.
-محمد بن أحمد نقير،62 عاما.
-محمد بن حمودة بن الحاج على حمودة،52 عاما.
-عمر بن امحمد حمودة،54 عاما.
-البشير بن عبد الحميد الأحول،48 عاما.
-عمر بن على رقيّةابن الحاج على رقيّة المكني،22 عاما.
فكان المرحوم الشهيد رئيس الجماعة المذكورة المألفة بينهم بقصد انخراطهم في الشركة التعاضدية الوسطى للفنون والصنائع الواقع مقرها بتونس عدد5 نهج الحفصية.

وبرغم اطلاق اسم المرحوم في اطار اعادة الاعتبار لذكراه على حي على طريق جمّال،مع ارتقاء البلدية المستقلة"البرتقالية" التي كان ابنه بوبكر أحد أعضائها،لكن يبدو أن أيدي المعتدين "الموحى اليهم"امتدت اليها وأزالتها من مكانها امعانا في التطاول على الشهداء نظيفي اليد والسريرة والضمير،شهداء الحق والحقيقة والحرية،وكراما للمجرمين "مصاصي الدماء" المسكوت عنهم حتى بعد وفاتهم بالسلامة؟؟؟فمتى يتم اماطة اللثام عن هذا الفصل الأسود والقاتم،من تاريخ قصرهلال العزة والشموخ والاباء وليس الغدر والخيانة وتصفية الحسابات التي تظافرت في نسج خيوطها الشيطانية النفوس الشريرة المجرمة بقصرهلال من فتوات وأعوان رئيس الشعبة أنذاك،وقيادة الحزب ممثلة بصالح بن يوسف والحبيب بورقيبة التي لاذت بالصمت اللعين المشبوه وغير المبرر،اخفاءا للحقائق،وتزييفا مرغوبا آثما للواقع القائم؟؟؟
فهل يصرّ أهالي قصرهلال على ظلم الشهيد المرحوم الطاهر بن محمد بطيخ مرتين اثنتين،مرّة أولى بدفنه حيّا بأمر من رئيس الشعبة الحاكم بأمره وبفتواته،ومرّة ثانية بالقدح في نزاهته،ونظافة يده ،والتطاول على ذكراه ميّتا،والامعان في الاعتداء على صورة الرجل وكرامة عائلته،التي كان من الواجب أن تكرّم وتبجّل،لا أن يتطاول عليها الوسخون من الأقزام والمجرمين،من المعايشين لجريمة الاغتيال السياسي،ومن أولئك الذين يعيشون اليوم على مقولة"معيز ولو طاروا"؟؟؟؟؟؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.