القاهرة :كشفت تقارير إعلامية مصرية أمس، تفاصيل لقاء أجراه الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع 7 صحافيين من مصر وفلسطين والسعودية ولبنان وماليزيا واندونيسيا و”إسرائيل” فور انتهائه من خطابه بجامعة القاهرة الخميس الماضي، وأشارت إلى أن الكاتب فهمي هويدي رفض حضور اللقاء عقب علمه بحضور الصحافي “الإسرائيلي” ناحوم رنيع، وقال هويدي إنه لم يكتف بالانصراف من القاعة وإنما عاتب مارجريت وايت المستشارة الصحافية الأمريكيةبالقاهرة، متسائلا “إذا كان الخطاب موجهًا إلى العالم العربي والإسلامي، فلماذا يُدعى صحافي صهيوني لحضوره ؟”. موضحا أن إقحام الصحافي محاولة أمريكية لفرض أمر واقع. وأشارت التقارير إلى أن حضور اللقاء هم مجدي الجلاد رئيس تحرير جريدة المصري اليوم الخاصة، وجمال خاشقجي رئيس تحرير “الوطن” السعودية، وشاهيناز حبيب من صحيفة “ستار” الماليزية، وبام بانج هاريمورتي من مجلة “تيمبو” الماليزية، والصحافية الفلسطينية وفاء عمرو، والصحافي اللبناني سركيس ناعوم، موضحة أن اللقاء استغرق نحو 45 دقيقة وتحدث فيه أوباما عن تمسكه بالعمل الجاد لإيجاد حلول للمشاكل التي تعصف بالشرق الأوسط ومنها العنف والتطرف والعراق والصراع الفلسطيني- “الإسرائيلي” وإيران والأسلحة النووية. وذكرت جريدة الدستور المصرية الخاصة أن أوباما قال للحضور “إذا كانت هناك مشكلة لم تحل منذ 60 عاما فهل تريدون أن أحلها في الأشهر الخمسة التي مضت على تسلمي السلطة؟ أعطوني بضعة أشهر”. فيما أوضحت صحيفة الوفد أن الصحافي “الإسرائيلي” سأل عن أسباب عدم تحذيره إيران من أن مواصلة مشروعها النووي ستقود إلى مواجهة عسكرية مع الولاياتالمتحدة، وأن أوباما أجاب بأن “السلاح النووي بأيدي إيران سيعرض استقرار المنطقة بأكملها للخطر، لذا فإن وقف هذا المشروع ليس مصلحة أمريكية فقط ولكنه مصلحة للجميع، لذلك سنذهب إلى محادثات مع إيران بدون شروط مسبقة”. وأضافت أن الرئيس الأمريكي أكد أن حجم الروابط بين بلاده و”إسرائيل” يستطيع تجاوز كل الإشكالات والاختلاف في وجهات النظر بين البلدين وقال “مستحيل أن تهتز العلاقات بين أمريكا و”إسرائيل” إنها علاقات عميقة وحميمة”. في غضون ذلك، قالت جماعة الإخوان المسلمين في مصر إن خطاب أوباما “لم يكن به جديد يذكر بالنسبة إلى الاستراتيجية الأمريكية”، وإن “العبارات العاطفية واللغة واللباقة التي استخدمها وحاول بها كسب مشاعر المسلمين لا تحقق عدلا ولا تسترد حقا للمسلمين سواء في فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو باكستان أو غيرها”. وأكدت الجماعة في بيان لها أن إعلان الرئيس الأمريكي استمرار دعم بلاده للصهاينة، وعدم حق المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الصهيوني الغاصب ومساواة الغاصب بالمُطالب والقاتل بالقتيل تؤكد أن أوباما يسير على درب أسلافه، في سياسة الكيل بمكيالين والانحياز الكامل. واعتبرت أن حديثه بإسهاب عن المشكلات الاقتصادية، عام مرسل يحتاج إلى إصلاح سياسي حقيقي، أما الحديث عن حقوق المرأة والتعليم فهي أمور يعرفها المسلمون جيدًا من قيم ومبادئ الإسلام العظيم، لافتاً إلى محاولة دغدغة المشاعر من خلال الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحداث التاريخية الإسلامية، وقالت إنه في المقابل كان واضحًا أن ذلك مجرد تغير في الأسلوب والتكتيك في بعض القضايا، بما يؤكد سياسة التدخل الناعم للإدارة الأمريكية، بدلاً من استخدام الآلة العسكرية التي ما زالت تقوم بجرائمها في أفغانستانوباكستان، فضلاً عن الاحتلال الذي ما زال جاثماً على صدر العراق وآثاره وتداعياته مستمرة. وانتقد البيان ما وصفه بحديث أوباما المقتضب والسطحي عن الديمقراطية ولمز الشعوب التي تطالب بها في العالم العربي والإسلامي، و”غض الطرف عن الديكتاتوريات القائمة والحكومات الفاسدة”، معتبرا أنه مجرد حملة علاقات عامة، لتضييع الفرص، وإضاعة الوقت، ومحاولة لتجميل صورة أمريكا التي تلطخت بالظلم والغزو وجرائم العدوان وإراقة دماء. الخليج