عاجل: فرص تشغيل جديدة في وزارة الصناعة ...هذه الاختصاصات ورابط التسجيل    فريق من المعهد الوطني للتراث يستكشف مسار "الكابل البحري للاتصالات ميدوزا"    عاجل/ بعد انقطاع لسنوات: عودة العلاج بالليزر في هذا المستشفى بالعاصمة    بطولة كرة اليد: برنامج مواجهات الجولة الثانية إيابا    سفير تونس ببكين: التعاون مع الصين سيشمل كل القطاعات    في تدوينة مؤثرة لشقيقتها: هذا ما قالته سنية الدهماني خلال جلسة محاكمتها..    فضيحة المراهنات تتسع .. إعتقال 8 أشخاص والتحقيق مع 1024 لاعبا في تركيا    من وسط سبيطار فرحات حشاد: امرأة تتعرض لعملية احتيال غريبة..التفاصيل    عاجل : معلق بريطاني من أصول تونسية يحتجز في أمريكا ...و العائلة تزف هذا الخبر    عاجل/ في عمليتين نوعيتين للديوانة حجز هذا المبلغ الضخم..    المشي اليومي يساعد على مقاومة "الزهايمر"..    وفاة نجم ''تيك توك'' أمريكي شهير    حجم التهرب الضريبي بلغ 1800 م د في صناعة وتجارة الخمور بتونس و1700 م د في التجارة الالكترونية    عاجل/ سقوط سقف إحدى قاعات التدريس بمعهد: نائب بالمجلس المحلّي بفرنانة يفجرها ويكشف..    بطولة الماسترس للتنس: فوز الأمريكي فريتز على الإيطالي موزيتي    وزير الداخلية: الوحدات الأمنية تعمل على ضرب خطوط التهريب وأماكن إدخالها إلى البلاد    نابل: توافد حوالي 820 ألف سائح على جهة نابل - الحمامات منذ بداية السنة الحالية    QNB تونس يفتتح أول فرع أوائل QNB في صفاقس    سليانة: نشر مابين 2000 و3000 دعسوقة مكسيكية لمكافحة الحشرة القرمزية    تصريحات صادمة لمؤثرة عربية حول زواجها بداعية مصري    عاجل : تحرك أمني بعد تلاوة آيات قرآنية عن فرعون بالمتحف الكبير بمصر    عاجل: ميناء سوسة يفتّح أبوابه ل200 سائح من رحلة بحرية بريطانية!    عاجل-وزارة الدفاع الوطني: انتدابات وزيادة في الأجور    أقراص طبية لإطالة العمر حتى 150 عام...شنوا حكايتها ؟    مدينة العلوم تنظم يوم السبت 22 نوفمبر يوم الاستكشافات تحت شعار "العلوم متاحة للجميع"    المنتخب التونسي يفتتح الأربعاء سلسلة ودياته بمواجهة موريتانيا استعدادًا للاستحقاقين العربي والإفريقي    نائب رئيس النادي الإفريقي في ضيافة لجنة التحكيم    بعد أكثر من 12 عاما من إغلاقها.. السفارة السورية تعود إلى العمل بواشنطن    الكحة ''الشايحة'' قد تكون إنذار مبكر لمشاكل خطيرة    طقس اليوم: الحرارة في ارتفاع طفيف    عاجل/ وزير الداخلية يفجرها ويكشف عن عملية أمنية هامة..    عاجل: اضطراب وانقطاع المياه في هذه الجهة ..ال sonede توّضح    المنتخب التونسي لكرة السلة يتحول الى تركيا لاجراء تربص باسبوعين منقوصا من زياد الشنوفي وواصف المثناني بداعي الاصابة    عاجل: هذا ما حكمت به الفيفا بين الترجي ومدربه الروماني السابق    الدكتور ذاكر لهيذب: '' كتبت التدوينة على البلايلي وساس وقلت يلزم يرتاحوا ما كنتش نستنقص من الفريق المنافس''    حاجة تستعملها ديما...سبب كبير في ارتفاع فاتورة الضوء    نقص في الحليب و الزبدة : نقابة الفلاحين تكشف للتوانسة هذه المعطيات    عاجل: حبس الفنان المصري سعد الصغير وآخرين..وهذه التفاصيل    النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص تنظم يومي 13 و14 ديسمبر القادم فعاليات الدورة 19 لأيام الطب الخاص بالمهدية    الكنيست الإسرائيلي يصادق على مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين في القراءة الأولى    مجلس الشيوخ الأمريكي يقرّ مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكومي    وزير السياحة يبحث مع نظيرته الإيطالية سبل تطوير التعاون الثنائي في المجال السياحي    ياخي الشتاء بدا يقرّب؟ شوف شنوّة يقول المعهد الوطني للرصد الجوي!    العراق ينتخب.. ماذا سيحدث من يوم الاقتراع لإعلان النتائج؟    ترامب: أنا على وفاق مع الرئيس السوري وسنفعل كل ما بوسعنا لجعل سوريا ناجحة    الدكتور صالح باجية (نفطة) .. باحث ومفكر حمل مشعل الفكر والمعرفة    المهرجان العالمي للخبز ..فتح باب الترشّح لمسابقة «أفضل خباز في تونس 2025»    جندوبة: تتويج المدرسة الابتدائية ريغة بالجائزة الوطنية للعمل المتميّز في المقاربة التربوية    صدور العدد الجديد لنشرية "فتاوي تونسية" عن ديوان الإفتاء    قابس: تنظيم أيام صناعة المحتوى الرقمي من 14 الى 16 نوفمبر    بنزرت: إنتشال 5 جثث لفضتها الأمواج في عدد من شواطئ بنزرت الجنوبية    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي: كافية الراجحي تتحصل على جائزة البحث العلمي وعملان تونسيان ضمن المُسابقات الرسمية    عاجل/تنبيه.. تحوير جزئي لمسلك خطي الحافلة رقم 104 و 30..وهذه التفاصيل..    عاجل/ نشرة تحذيرية للرصد الجوي..وهذه التفاصيل..    شنيا الحاجات الي لازمك تعملهم بعد ال 40    محمد صبحي يتعرض لوعكة صحية مفاجئة ويُنقل للمستشفى    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هنية:حيا "أبو تريكة" على لفتته التي أحدثت "زلزالا"
نشر في الفجر نيوز يوم 02 - 02 - 2008

غزة– قال إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال والقيادي البارز في حركة "حماس" إن أهالي قطاع غزة المحاصر الذين تدفقوا على مدن سيناء المصرية
للتزود باحتياجاتهم اليومية كانوا أكثر تحضرا من شعوب غربية أخرى قامت بأعمال نهب وسلب وقت الأزمات.
وفي مقابلة خاصة مع إسلام أون لاين.نت، شدد هنية على أن مئات الآلاف من أهالي قطاع غزة الذين تدفقوا على شبه جزيرة سيناء المصرية لم يمسوا إجمالا أمن مصر وعادوا إلى القطاع دون الإساءة لمصر.
وفي تقارير نشرتها صحف مصرية حكومية في الأيام القليلة الماضية، تصاعدت التحذيرات من المخاطر الأمنية التي نجمت عن تدفق أهالي غزة إلى الأراضي المصرية، وأشارت بعض هذه التقارير إلى القبض على فلسطينيين وبحوزتهم متفجرات وأحزمة ناسفة كانوا يخططون للقيام بعمليات ضد أهداف إسرائيلية في سيناء.
من جهة أخرى، شدد هنية على أن الأمور في قطاع غزة لن تعود إلى ما كانت عليه وأن إسقاط الجدار الفاصل بين القطاع مصر خلق واقعا جديدا، رافضا العودة للعمل بتفاهمات 2005 لمعبر رفح التي منحت الإسرائيليين سيادة على المعبر، و"منحت وصاية أوروبية على حركة العبور سواء للأفراد أو البضائع".
كما شدد هنية على أن إزالة الحدود بين غزة ومصر ووجود تعامل اقتصادي بين الجانبين بعيدا عن إسرائيل سيعود بنفع مادي على مصر، يقدر ب 2.3 مليار دولار سنويا وهي قيمة ما تستفيد به إسرائيل من الفلسطينيين.
كما أكد على أن رفع الحصار عن قطاع غزة هو مصلحة إستراتيجية بالنسبة لمصر، لأن الحصار والاضطراب سيؤثر على الأمن القومي المصري "فقطاع غزة يشكل إحدى بوابات الأمن القومي المصري".
وفي نهاية المقابلة بعث هنية تحياته إلى اللاعب المصري محمد أبو تريكة الذي أعرب عن تضامنه مع قطاع غزة في إحدى مبارياته في كأس الأمم الأفريقية.
وفيما يلي نص المقابلة:
* الرئيس عباس استبق حوار وفد حماس مع السلطات المصرية برفض أي حوار مع حماس.. فكيف تقيم حتى اللحظة محادثات الوفد مع مصر؟
وفد حركة حماس ذهب إلى القاهرة محملا بكل الرغبة للوصول إلى تفاهمات تنهي حالة القطيعة وتعيد فتح معبر رفح، وتعيد اللمسات الأولى على طريق الحوار الوطني الشامل، ولكن الواقع أننا نريد معبرا فلسطينيا مصريا.
* مادام لديكم تصور حول معبر رفح فهل يمكن أن نأخذ بعض الملامح عن هذا التصور؟
أولا نريد معبرا فلسطينيا مصريا، ونريد حرية الحركة لأبناء الشعب الفلسطيني، ونرفض العمل بتفاهمات 2005 لمعبر رفح التي منحت الإسرائيليين تواجدا دائما، ومنحت وصاية أوروبية على حركة العبور سواء للأفراد أو البضائع.
الجانب الثاني المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وفي نفس الوقت الشراكة الوطنية بين الشرعيات الحقيقية المنتخبة من الشعب الفلسطيني التي هي الرئاسة وحكومة الوحدة الوطنية.
* في حال رفض شروطكم لتشغيل المعبر، ما هي خياراتكم؟
نحن نرى في مصر عمقا إستراتيجيا وبوابة حقيقية، والموقف المصري موقف مقدر للتعامل مع الأزمة الإنسانية في فتح الحدود والسماح للمساعدات بالوصول إلى قطاع غزة، لذلك نحن نعول على تفاهمات مباشرة مع الأشقاء في مصر، وكنا نأمل أن تكون التفاهمات ثلاثية بين الحكومة والرئاسة الفلسطينية والقاهرة، لكن مادام ذلك لم يحصل فأعتقد أن شعبنا الفلسطيني أثبت دائما أنه يمتلك خيارات.
* ألا تخشون من ضغوط مصرية؟
مصر تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف، ورفع الحصار عن غزة هو مصلحة إستراتيجية بالنسبة لمصر، لأن غزة تشكل إحدى بوابات الأمن القومي المصري.. هذا الحصار والاضطراب لا شك أن له أثرا على الأمن القومي المصري، ومن هنا نعتقد أن هناك مصلحة مصرية عليا في إنهاء الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
* تصريحات الرئيس عباس جعلت البعض يقول بأن مصر تعجلت في الدعوة للحوار دون إعداد جيد.. ما هي تداعيات فشل حوار القاهرة؟
أي فشل -لا سمح الله- لن يعود للدعوة المصرية.. هذه الشروط التي تطرح من الرئاسة هي شروط تعجيزية والهدف منها هو التملص من استحقاقات الحوار الوطني لصالح الارتهان والتفاؤل اللاواقعي لمسيرة المفاوضات مع الكيان الإسرائيلي.
* تقولون بأن خطة الحصار قد فشلت.. على أي أساس تبنون ذلك؟
ما الهدف من الحصار؟.. الهدف منه هو كسر إرادة الشعب الفلسطيني في غزة، وإسقاط الحكومة الشرعية (حكومة الوحدة) وتأليب الشارع الفلسطيني على حركة حماس، هذه الأهداف لم تتحقق، من هنا نقول إن الحصار لم يحقق أهدافه السياسية.
الأمر الثاني أنه بإسقاط الجدار الحدودي مع مصر وفتح بوابة معبر صلاح الدين ودخول مئات الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني سيناء، واستمرار فتح هذه البوابة عمليا سجلت حركة حماس نقطة بالغة الأهمية في مواجهة أطراف الحصار، سواء كانت الأطراف الصهيونية الأمريكية أو الأطراف المحلية.
* في حال فشل الاتفاق على شيء هل سيعود الحصار للقطاع مرة أخرى؟
لن تعود الأمور إلى قطاع غزة كما كانت عليه، فإسقاط الجدار خلق واقعا جديدا، والحدود بيننا وبين الأشقاء بمصر، أيضا مصر لن تتعامل بذات الطريقة السابقة بشأن هذه الحقيقة، وهذه مواقف معلنة من قبل القيادة المصرية.
كما أن ما يتزود به المواطنون من خلال فتح هذه الحدود سيشكل لهم عوامل صمود لفترة قادمة في مواجهة أي إجراءات إسرائيلية للتضييق على الشعب الفلسطيني.
* إلى أي مدى تعتبرون الثبات على الموقف السياسي مقدم على الحاجات الإنسانية لسكان القطاع؟
نحن لا نقايض لقمة العيش بالمواقف السياسية، المواقف السياسية مقدمة، هذه ثوابت الأمة الكبرى، ونحن لا نستطيع إلا أن نتمسك بثوابت الشعب والثوابت الكبرى لهذه الأمة.
* بعد هدم الجدار ودخول الفلسطينيين سيناء تحدثت تقارير إعلامية بأن الفلسطينيين يمثلون خطرا أمنيا على مصر.. ما هو تعليقكم؟
أولا أعبر عن تقديرنا العالي لشعبنا الفلسطيني الذي خرج بمئات الآلاف من حصار ظالم وسجن كبير، ولكنهم لا يقدمون على أي عمل في المدن المصرية يخل بالأمن المصري ولا بالنظام المصري.
كما أنهم لم يقدموا على أية أعمال سلب أو نهب أو سرقات، وابتاعوا حاجاتهم ربما بثلاثة أضعاف ثمنها ثم عادوا إلى بيوتهم.
إن مئات الآلاف التي دخلت إلى مدينتي العريش ورفح المصرية هي الآن موجودة في غزة، هذا تأكيد على أننا لا نريد أن نتوقف خارج هذا الوطن وأن الدخول إلى مصر كان دخولا عابرا بقدر التزود بحاجاتنا الضرورية ثم العودة إلى قطاع غزة.
ولذلك لو حصل هذا الأمر ربما في ظروف مشابهة في أي مكان بالعالم لرأينا العجب العجاب، ففي باريس حطم شباب الضواحي كل شيء أمام عدسات التلفزة، وفي لوس أنجلوس أثناء إعصار كاترينا وقعت سرقات ونهب في قلب المجتمع الأمريكي وقامت قوات الشرطة الأمريكية بإطلاق النار وقتلت ناسا.. هذا الأمر لم يحصل عند الشعب الفلسطيني.
وتفسير هذا بكل بساطة هو أن شعبنا معني بالأمن المصري ويحب مصر وشعبها، وأننا نعبر عن أخلاقياتنا كشعب مجاهد ومرابط، لنا قضية ونريد لكل هذا العمق الإستراتيجي -ومن أهمه عمقنا في مصر- أن يكون مستريحا في دعمه للشعب والقضية الفلسطينية.
* لكن كان هناك سخط واضح من قبل الرئاسة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية تجاه ما حدث وحديثكم عن ربط القطاع تجاريا بمصر.. بم تفسر ذلك؟
أولا، طلبُنا منذ أيام الدعاية الانتخابية أننا نتحرك باتجاه فك الارتباط الاقتصادي مع الاحتلال الإسرائيلي وأن الاقتصاد الفلسطيني يجب أن تكون وجهته عربية، وخاصة أن الإسرائيليين يستفيدون ب2.3 مليار دولار سنويا، فلماذا لا تذهب هذه الأموال إلى مصر.
ومصر لديها من الإمكانيات ما يغطي حاجة القطاع سواء في الربط الكهربائي أو تزويد القطاع بالوقود أو بالحاجات الرئيسية والأساسية والمواد الخام التي تشغل المصانع الفلسطينية.
هذا الانزعاج ربما بسبب أن البعض له مصالح مرتبطة بالإسرائيليين، حتى مصالح اقتصادية، فهو لا يريد فك الارتباط الاقتصادي مع الاحتلال، ولا أدل على ذلك من الإصرار على إبقاء الإسرائيليين والأوروبيين على معبر رفح.. يبدو أن هناك قوما لا يريدون لهذا الشعب أن يستكمل حريته، ويدافعون عن مصالح الاحتلال بإرادة وبغير إرادة بطريقة مؤسفة ومزعجة في نفس الوقت.
* لماذا لا تقدمون حلا وسطا يكون مقبولا من الجميع؟ فإلى متى ستبقى هذه القطيعة بين القطاع والضفة؟
قدمنا تصورنا للإخوان في السعودية، ويقدم الوفد الآن تصوره لمصر، وتحدثنا مع دول عربية مختلفة مثل اليمن وقطر والسودان، ولدينا تصور ولكن للأسف الشديد كل التصورات في النهاية تصطدم بجدار الرفض القادم من المقاطعة (مقر السلطة في رام الله).
* ماذا كان رد الدول على هذا التصور؟
هناك تفهم عربي لموقف حماس الذي يدعو إلى إجراء حوار وأن الحوار وحده هو السبيل للخروج من الأزمة الراهنة، وأقول لكم إن شروط الرئاسة التي تعرض هدفها أولا التحلل من حكومة الوحدة الوطنية، ثانيا، التحلل من الشراكة السياسية مع حماس، ثالثا، يعتقدون أن إجراءات انتخابية مبكرة ستأتي بنتائج مختلفة عن النتائج السابقة، وبالتالي يتسنى لهم إعادة تشكيل وصياغة النظام السياسي بالطريقة التي يريدون.
لذلك هي شروط تعجيزية، وللأسف الشديد بالأمس زيد عليها شروط جديدة، مسألة الشرعية الدولية والاتفاقات، وبالتالي أصبحت قصة الاعتراف بإسرائيل مادة حوار فلسطيني-فلسطيني.
* لماذا لا تبدون ولو قبولا شكليا لبعض شروط الرئاسة وتتنازلون قليلا على الأقل ليعرف العالم من يعطل الحوار؟
العالم كله يشهد من الذي يعطل الموضوع، وأقول: الخلاف في الساحة الفلسطينية ليس على حكومة ولا سلطة، السلطة بالنسبة لنا أتفه من أن نخوض من أجلها خلافا بهذا المعنى الواسع، الخلاف على خيارات كبرى تتعلق بفلسطين، خيار يريد التفريط، وخيار يريد التمسك، وإلا فبماذا تفسر أن هناك إصرارا من البعض على أنه لابد من عودة المعبر إلى تفاهمات 2005.
هل العبد الذي يعتقه سيده يصر على أن يعود إلى الرق؟ لا أفهم هذا.. لذلك فالقضية يجب أن تؤخذ من هذا الجانب.
كما أن الأزمة التي عشناها في الشهور الماضية كشفت عن حجم التدخل الخارجي في الوضع الفلسطيني وأقصد الخارجي (الأمريكي والإسرائيلي) لذلك أمهات القضايا لا تطرح على الطاولة الفلسطينية تطرح بالخارج، ولذلك مسألة القرار الفلسطيني المستقل عليها مائة ألف علامة استفهام.
قلنا تعالوا نضع كل الملفات على الطاولة، ونناقش كل شيء ونحن جاهزون لكل شيء.
* ما هي أجندتكم للحوار؟
أجندة وطنية، قلنا وحدة الوطن والتراب الفلسطيني واحترام الشرعيات واحترام الاتفاقات الموقعة في مكة المكرمة والقاهرة ووثيقة الوفاق الوطني، لا نسعى لقيام كيان منفصل.
وحتى حينما نتحدث عن علاقة مفتوحة مع الأشقاء في مصر فنحن نريد ربطا اقتصاديا وليس سياسيا، بالمفهوم السياسي.
أما لو أردت رأيي فأنا أريد للأمة كلها أن تكون تحت علم واحد، ولكن في هذه المرحلة أتحدث عن ربط اقتصادي وليس ربطا سياسيا، نحن جزء لا يتجزأ من وطن فلسطيني.
* هل تعتقد أن الرئيس عباس هو سيد قراره؟
بتقديرنا الرئيس عباس اتفق مع أولمرت في لقائه الأخير على ثلاث نقاط: النقطة الأولى لا حوار بين فتح وحماس، النقطة الثانية مطالبة مصر بضرورة إغلاق الحدود، والنقطة الثالثة المعابر يتم إعادة فتحها على أساس الاتفاق مع إسرائيل، وقد ذهب الوفد إلى مصر وهو محمل برؤية مشتركة مع الجانب الإسرائيلي.
* الانتخابات المبكرة حل يطرحه كثيرون.. لماذا تخشونها؟
نحن لا نخشى أي انتخابات ولكن خشيتنا على هذه العقلية التي تريد ضرب مفاهيم الديمقراطية، أولا حدث انقلاب على الحكومة ونتائج الانتخابات السابقة، والسؤال الآن: ما الذي يضمن لو جرت انتخابات أن يجري احترام نتائجها من جديد؟ وثانيا: لماذا صبر البعض على حكومات تتوالى أكثر من عشر سنوات أو اثنتي عشرة سنة ولم يصبروا على حكومة منتخبة انتخابات حرة ونزيهة أن تستكمل مدتها القانونية.
كما قلت لكم: طرح هذه الشروط هو تملص من استحقاقات الحوار الوطني الفلسطيني وهو يتجه ويتساوق مع المصلحة الإسرائيلية فقط.
* قبل أيام كانت الذكرى الثانية لفوزكم في الانتخابات التشريعية.. ألا ينتابكم شعور بأنكم أخطأتم في قراءة طبيعة المنطقة والأجواء المحيطة بكم وأن هذا جعلكم تدخلون الانتخابات بهذا الثقل؟
أي تجربة تخوضها لها وعليها، ودائما في نهاية الموضوع أنت تقيم، هل حققت ما تريد أم لا، ونحن نرى حتى هذه اللحظة أن وجودنا فيه كل الخير رغم الاعتقالات التي تعرض لها أعضاء المجلس التشريعي واغتيال قيادات ومجالس محلية، ولكن هذا دليل على أن الأطراف الأخرى متوترة من وجودنا وإلا فلماذا هذه الحملة؟
* كيف تقيمون نتائج تقرير فينوجراد الذي صدر مؤخرا في إسرائيل؟
هو تأكيد على جملة من المعاني: الأول أن خيار المقاومة هو الخيار الأنجع، وأن الإسرائيليين لم يعترفوا بهزيمة في المفاوضات، بل اعترفوا بهزيمتهم -في التقرير- في معركة استمرت عدة أيام مع المقاومة في لبنان.
الشيء الثاني أن إسرائيل من الممكن أن تهزم، وهذا باعترافهم أنفسهم.
الثالث الهالة المحيطة بإسرائيل، هذا التقرير كشف عن طبيعة الوضع الداخلي في إسرائيل، وطبيعة البنية الأمنية والسياسية في اتخاذ القرارات، هم أناس يتخبطون أحيانا، ولذلك هذه الحالة التي تحيط بنا ربما صنعها الإعلام الإسرائيلي بهدف إحداث مزيد من الخوف والاضطراب لدى الطرف الآخر.
* برأيك هل هذا التقرير سيكون له تداعيات على أي مخطط أو قرار إسرائيلي بشأن عدوان واسع على قطاع غزة؟
نحن دائما نتوقع من الاحتلال الأسوأ، ولكن الاجتياح الشامل للقطاع مغامرة كبرى، ولا أعتقد أنها واردة، ولديهم بدائل في استنزاف موارد القطاع، ولكن هذه السياسة تثبت يوما بعد يوم أنها فاشلة وقاصرة.
العديد من الأصوات داخل المجتمع الإسرائيلي بدأت تقول إن حماس أصبحت قادرة على لعب الشطرنج، ويرون أنه لابد من محاورة حماس.. متى يمكنكم أن تفاوضوا إسرائيل؟
أولا المفاوضات ليست من سياسة حماس مع الاحتلال، ثانيا تجربة المفاوضات السابقة ليست مشجعة، ثالثا إن الإسرائيليين ما زالوا في موقع المتعجرفين، سياستهم على الأرض بينت لنا ذلك، لذلك كما يقول المثل "لا تجرب المجرب".
* كيف تنظر إلى فشل مجلس الأمن في إصدار مجرد بيان يتعلق بالأحداث في قطاع غزة؟
مجددا تثبت الإدارة الأمريكية أنها متورطة في كل السياسات المعادية للشعب الفلسطيني بما فيها سياسة الحصار وهذا ليس جديدا.
ولكن على الذين يراهنون على أمريكا أن يتوقفوا ويعيدوا النظر في هذا الأمر، من يقبل أن يموت شعب بكامله؟ ومن يقبل أن القتل اليومي لأطفال فلسطين ونسائها يعتبر دفاعا عن النفس؟ وأن الضحية تصبح جلادا؟.. هذه المفاهيم تستوجب على أولئك الذين يراهنون على سياسات هذه الإدارة أن يتوقفوا ويتراجعوا عن هذا اللعبة القذرة.
* أبو العبد.. كيف تقيم وضع حركة حماس في الضفة الغربية خصوصا أن هناك معلومات تقول إن الحركة أصبحت مفككة تنظيميا في الضفة بعد الذي تعرضت له؟
حماس في الضفة جريحة ولكنها ليست طريحة، وحماس في الضفة ملاحقة ولكنها متصاعدة في نفوس الناس، وحماس في الضفة هي ملح الأرض وهي أيضا مستقبل الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي لأن الضفة هي مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي.
وليست هذه المرة هي الأولى التي تتعرض فيها حماس لمثل هذه الحملات، ولكنها قادرة على النهوض واسترجاع كل المقومات الحيوية رغم أن الهجمة شرسة وثلاثية الأبعاد أمنية واقتصادية وسياسية ونالت كل مناحي الحياة.
* سبعة أشهر من الحصار المطبق عليكم ولكنكم ما زلتم تدفعون الرواتب لآلاف الموظفين، من أين تأتون بالأموال؟
الحمد لله خلال الفترة الراهنة قدمنا التالي: راتب شهرين دفعناه مباشرة، قدمنا مساعدة ل60 ألف عامل فلسطيني بمعدل مائة دولار لكل عامل.
وقدمنا مساعدة عاجلة ل 8500 مزارع تعرضوا للأضرار من سياسة لاجتياحات، وقدمنا مساعدة ل 3000 صياد فلسطيني ، وكذلك قدمنا مساعدة ل 4000 موظف من موظفي البلديات في غزة، وهذا مبلغ يصل إلى 27 مليون دولار. راتب شهرين والأشياء التي ذكرتها.
اليوم أيضا نستقبل مساعدات من أهلنا في مصر ومن الوطن العربي وبهذا الصدد أشكر قطر الشقيقة التي بادرت بتقديم مبلغ 6.5 مليون دولار لشعبنا في قطاع غزة.
وشكلنا لجنة عليا من جهات الاختصاص لدينا استقبلت كل هذه المساعدات ووضعت آلية لبدأ توزيعها على الموطنين في محافظات القطاع الخمسة.
أيضا وصلت لنا أجهزة طبية كنا بأمس الحاجة لها، من ضمنه مستشفى الأطفال، كما أن هناك مشاريع جاءت مع الأخوة الكرام والوفود العربية التي وصلت من ضمنها مشروع للأجبان والألبان وغيرها.
وهناك تفكير وهذا من ضمن المساعدة القطرية إيجاد الطاقة البديلة لمستشفى الشفاء، بحيث لو صار قطع وقود أو إلى آخره، يكون لدينا طاقة بديلة، كما أبلغني وزير الصحة.
* على ذكر قطر، ما سر علاقتكم المميزة بقطر ؟
والله نحن علاقتنا طيبة مع كل أشقاءنا العرب، ولا نفرق بين أحد منهم، و لكن هناك من الدول التي أظهرت شيء من التعاطف مع معاناة شعبنا في الحصار أكثر من غيرها.
* هل تمولكم حكومات عربية ؟
لا يمولنا إطلاقا أي حكومات عربية، ولا يعيبنا أن تمولنا حكومات عربية وتساعدنا ولكن واضح جدا أن أبناء شعبنا والخيرين من أبناء هذه الأمة هم الذين يتقدمون بمساعداتهم، لكن علاقاتنا علاقات مفتوحة مع دول عربية وإسلامية ودول في ا لاتحاد الأوروبي.
* حصلتم على أفضل حاكم في استطلاع أجرته إسلام أون لاين وعدد من المواقع ، ما دلالة هذا الأمر ؟
أولا الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، ثانيا، نحن قدر الله لنا أن نحمل أمانة أغلى وأعز قضية على الأمة، ثالثا، ننتمي إلى حركة لا نفرق، فنعم التصويت قد يأخذ هذا البعد الشخصي، ولكنه تصويت للمنهج والمواقف وللرؤى التي تطرحها هذه الحركة .
نريد منكم رسائل صغيرة لكل من :
محمد أبو تريكة (نجم منتخب مصر لكرة القدم)
محمد أبو تريكة أبعث له بخالص التقدير والتحية وأقول له بأن ما قمت به أحدث زلزالا على مستوى العالم ربما أبلغ بألف مرة من آلاف الخطب والكلمات .
الأسرى الفلسطينيون .
أدعو الله لهم بالفرج، وأن تتم صفقة التبادل على خير.
أهل الضفة الغربية ؟
هم أهلنا وأحبابنا وجوهر مستقبل قضيتنا لن ننساهم أبدا، ولن ننشغل بغزة رغم المعاناة الكبيرة، عن معاناة أهلنا في الضفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.