البنزرتي يعزّز صدارته والتعادل يحكم دربي الساحل    النادي البنزرتي يفك الشراكة مع الاولمبي الباجي.. ترتيب مجموعة تفادي النزول من البطولة الوطنية    أريانة: إيقاف 4 مجرمين خطيرين    نابل : تفكيك وفاق إجرامي مختص في تنظيم عمليات الإبحار خلسة والسرقة.    اخصائيون في علم النفس يحذرون من "مدربي التنمية البشرية"    وفاة 14 شخصا جرّاء فيضانات في أندونيسيا    تالة القصرين : الإحتفاظ بمروجي مخدرات وحجز قطع مختلفة الأحجام من مخدر القنب الهندي.    غدًا الأحد: الدخول مجاني للمتاحف والمعالم الأثرية    غدا الأحد.. الدخول إلى كل المتاحف والمعالم الأثرية مجانا    روسيا تُدرج الرئيس الأوكراني على لائحة المطلوبين لديها    4 ماي اليوم العالمي لرجال الإطفاء.    تمّ التحوّز عليه منذ حوالي 8 سنوات: إخلاء مقر المركب الشبابي بالمرسى    صفاقس :ندوة عنوانها "اسرائيل في قفص الاتهام امام القضاء الدولي    المدرسة الابتدائية 2 مارس 34 بالسرس: يوم تحسيسي تثقيفي حول داء الكلب    عروضه العالمية تلقي نجاحا كبيرا: فيلم "Back to Black في قاعات السينما التونسية    أهالي العامرة وجبنيانة يحتجّون مطالبين بترحيل المهاجرين    إنتخابات الجامعة التونسية لكرة القدم: لجنة الاستئناف تسقط قائمتي التلمساني وبن تقية    نابل: انتشار سوس النخيل.. عضو المجلس المحلي للتنمية يحذر    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي    عاجل/ تلميذة تعتدي على أستاذها بشفرة حلاقة    منع مخابز بهذه الجهة من التزوّد بالفارينة    عدد من المهاجرين الأفارقة يفرون من حافلة كانت تقلّهم باتجاه الكاف وجندوبة    استثمارات بقرابة 2 مليار دينار طيلة الربع الأول من العام الحالي    بطولة الكرة الطائرة: الترجي الرياضي يواجه اليوم النجم الساحلي    جندوبة: احداث لجنة جهوية لمتابعة سير موسم الحصاد وتجميع الحبوب    «لارتيستو» الممثل صابر الوسلاتي ل«الشروق» «رقوج» رسالة في مواصفات الممثل الحقيقي !    لهذا السبب.. كندا تشدد قيود استيراد الماشية الأميركية    القصرين: حجز بضاعة محلّ سرقة من داخل مؤسسة صناعية    الثنائية البرلمانية.. بين تنازع السلطات وغياب قانون    عاجل/ القبض على شاب شوّه وجه عضو مجلس محلي بهذه الحهة    القبض على امرأة محكومة بالسجن 295 عاما!!    هام/ التعليم الأساسي: موعد صرف مستحقات آخر دفعة من حاملي الإجازة    التوقعات الجوية لليوم    "سينما تدور".. اول قاعة متجوّلة في تونس والانطلاق بهذه الولاية    تونس تعول على مواردها الذاتية.. تراجع الاقتراض الخارجي بنحو الثلث    وفاة أحد أهم شعراء السعودية    أوجيه ألياسيم يضرب موعدا مع روبليف بنهائي بطولة مدريد المفتوحة للتنس    دولة أوروبية تتهم روسيا بشن هجمات إلكترونية خطيرة    فتحي عبدالوهاب يصف ياسمين عبدالعزيز ب"طفلة".. وهي ترد: "أخويا والله"    قتلى ومفقودون في البرازيل جراء الأمطار الغزيرة    "التعويل على اطار فني تونسي على راس منتخب الاكابر هو الحل الامثل" (المدير الفني للجامعة التونسية لكرة اليد)    وزارة الفلاحة ونظيرتها العراقية توقعان مذكرة تفاهم في قطاع المياه    بطولة القسم الوطني "أ" للكرة الطائرة(السوبر بلاي اوف - الجولة3) : اعادة مباراة الترجي الرياضي والنجم الساحلي غدا السبت    الرابطة 1- تعيينات حكام مقابلات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    رئيس اللجنة العلمية للتلقيح: لا خطر البتة على الملقحين التونسيين بلقاح "أسترازينيكا"    القصرين: اضاحي العيد المتوفرة كافية لتغطية حاجيات الجهة رغم تراجعها (رئيس دائرة الإنتاج الحيواني)    إفتتاح مشروع سينما تدور    المدير العام للديوانة يتفقّد سير عمل المصالح الديوانية ببنزرت    فيلا وزير هتلر لمن يريد تملكها مجانا    إنه زمن الإثارة والبُوزْ ليتحولّ النكرة إلى نجم …عدنان الشواشي    حجز 67 ألف بيضة معدّة للإحتكار بهذه الجهة    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    التلقيح ضد الكوفيد يسبب النسيان ..دكتور دغفوس يوضح    دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    العمل شرف وعبادة    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغرب ... إسرائيل ... وفرانكنشتين : إبراهيم صلاح


سويسرا
بسم الله الرحمن الرحيم

اقرأ في المقال - حقيقة القيم المشتركة بين الغرب وإسرائيل - كيف أصبحت إسرائيل دولة مقدسة فوق القانون وفوق العالم ... الحرب على الإرهاب في أفغانستان - العراق - باكستان – الصومال ... وأمن إسرائيل.
وأخيرا هل يقضي فرانكنشتين على الغرب، وهل يُحطم المعبد على الرؤوس..؟!
لقد كانت الظاهرة الصهيونية ملازمة لي منذ الطفولة، ولقد وعيت و لازلت أعي كل ما صاحب إسرائيل منذ نشأتها من حروب ومآسي على المنطقة والعالم وأكثر ما هالني وحيرني هذا التأييد الغير مسبوق الذي تتمتع به هذه الدولة في أوروبا وأمريكا، وهو تأييد لا تحظى به دول كبرى مثل بريطانيا، أو فرنسا، أو ألمانيا، أو إسبانيا ... أو سويسرا، فهي دولة مقدسة فوق القانون، فوق العالم، فوق المساءلة مهما ارتكبت من شرور.
ومن مظاهر القدسية والحماية التي تسكبها أمريكا وأوروبا على هذه الدولة، القوانين التي تُجرم بالسجن كل من يشكك في المحرقة أو عدد من هلك بها من اليهود وكذلك كل من يُطالب بإخضاعها كأي حدث هام لأي بحث علمي أو تاريخي، بينما لا تُجرم قوانين تلك الدول من يُشكك في وجود الله نفسه، أو اتهام السيده مريم العذراء بالزنى، أو التهكم على السيد المسيح وإنكار وجوده جملة وتفصيلا وجاءت قضية الرسوم المسيئة للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، والدفاع المستميت للقوى السياسية في الغرب لحماية الناشرين من أي مساءلة بدعوى حرية الرأي والتعبير، لتبرز بذلك أبشع صور التضليل و النفاق.
وتجلى نفس هذا السلوك الغربي الرسمي بعد حرب غزة، حيث سارعت فرنسا إلى إرسال سفينة حربية لمنع وصول السلاح إلى الفلسطينيين، وسارعت وزيرة خارجية أمريكا إلى توقيع اتفاقية مع نظيرتها الإسرائيلية تمنع وصول السلاح إلى الفلسطينيين من معبر رفح المصري، دون أي اعتبار أن هذا المعبر يقع في أرض دولة مستقلة حليف لأمريكا وشريكة للسلام مع إسرائيل.
كما تم عقد مؤتمر كوبنهاجن في الدنمارك بين عشر دول بحرية أوروبية وأمريكا للتعاون في حصار غزة ومنع السلاح عنها، وكأن غزة الفقيرة المعاصرة السجينة، تملك الأساطيل والطائرات والدبابات التي تهدد بها مصالح الغرب والسلم العالمي، أما ما أصاب غزة من حصار لمدة ثلاث سنوات، وتجويع للسكان، وضرب منشئات الأمم المتحدة ونسف المساجد والمستشفيات وسيارات الإسعاف، واستهداف المدنيين وقتلهم بالفسفور الأبيض، وقطع الماء والكهرباء وتدمير لمنشئات الصرف الصحي ... الخ، وكل هذا جرائم حرب موثقة، فهو في نظر الغرب تفاصيل بسيطة غير هامة بالنسبة إلى الحفاظ على أمن إسرائيل.
جذور التأييد لإسرائيل ويمكن تلخيصها فيما يلي:
أ- ظهور الإسلام كقوة عظمى، ورغم أن هذا الدين يعترف صراحة بالأديان السابقة، ويبجل موسى وعيسى عليهما السلام، ويجعل الإيمان بهما شرط لصحة الإسلام، ويعترف بالسيدة مريم العذراء ويدافع عن طهارتها وشرفها إلا أن هذا الدين قوبل بالرفض التام من المؤسسات المسيحية واليهودية القائمة في هذا الوقت و لا يزال إلى وقتنا هذا. قام المسلمون بتحرير الشعوب العربية والمستضعفة من سيطرة الفرس و الرومان في الشام الكبرى - فلسطين - الأردن - سوريا – لبنان - مصر - شمال إفريقيا ودخل في صراع مع الدولة الرومانية الشرقية وقام بطردها من تركيا والبلقان وأنهى وجود تلك الدولة بسقوط القسطنطينية عام 1452 على يد محمد الفاتح. ومن هنا أخذ الإسلام صورة العدو الأكبر للغرب، الذى أنهى وجود المسيحية في الشرق الأوسط كله.
ب- ظهور حركة الإصلاح الديني في أوروبا على يد مارتن لوثر الذي ضم العهد القديم إلى الإنجيل ووحدهما في الكتاب المقدس وجعل الإيمان بهما ملزما للمسيحيين، ومن هنا نبتت بذرة ما يُسمى باليهودية المسيحية - أو الصهيونية في أوروبا - في دول إنجلترا - هولندا - ألمانيا - السويد - الدنمارك – النرويج ... وهي الدول الذي خرجت منها موجات الهجرات الكبرى إلى العالم الجديد - أو ما يُسمى بأمريكا.
ج - ونشأ عما يُسمى الإيمان بالمسيحية الصهيونية - اليهودية المسيحية، الإيمان بما جاء في العهد القديم من تعاليم ورؤى، ومنها عودة اليهود إلى فلسطين وقيام إسرائيل الكبرى، وهي كما تحددها كتبهم: لبنان، سوريا، الأردن، النصف الشرقي لتركيا، العراق، الكويت، النصف الشرقي والشمالي لمصر، ثم شمال المدينة المنورة ... وبناء المعبد فوق المسجد الأقصى، ثم انتصار اليهود وحلفاؤهم من المسيحيين في معركة هرمجدون الكبرى على يأجوج ومأجوج - وهم العرب وحلفاؤهم من الفرس- ثم نزول المسيح من السماء ليقيم محكمة الرب على الأرض، ويسود السلام العالم لمدة ألف عام. غير أن المسيح بالنسبة لليهود - فهو المخلص - وليس مسيح الصليب .. وهذه العقائد موثقة ويؤمن بها قادة أمريكا من جمهوريين - من أمثال بوسن الجد الأكبر - القسيس والذي ألف كتابا عن الإسلام ونشره في 1821 - وقام فيه بشيطنة الإسلام وسب نبيه الكريم، ويتفق في هذا بوسن الابن والحفيد - ويؤمن بها أيضا ريجان - وبلير كما يؤمن الكثير من قادة الديموقراطيين مثل كارتر - وكلينتون بهذه الأفكار.
واستلزم الإيمان الصادق بالعهد القديم بالنسبة للصهيومسيحية، الإيمان أيضا بما جاء به من تعاليم وأوامر الهيمنة في التعامل مع الكنعانيين أصحاب الأرض الأصليين - الفلسطينيين - وما ورد في قتالهم وإبادتهم حيث أمرهم الإله بقتل كل الرجال والنساء والأطفال، بل حتى الحيوانات، وهدم ديارهم وعدم الشفقة بهم. كما تحفل بذلك أسفار العهد القديم "سفر التثنية"، وكما طالب به الحاخام فريدمان والذي نشر في صحيفة هارتس 9/6 بقتل النساء والأطفال والحيوانات وتدمير المساجد .. ولقد ساهمت هذه الأوامر الإلهية وهذه الأفكار في صياغة الأفكار التي سادت منذ عصر النهضة في أوروبا، كما ظهر ذلك في كتابات هيجل، ونيتشه وداروين .. وموسليني وهتلر، وكانت تتمحور على أمور ثلاثة:
1- الإفراط في استخدام القوة - بل وعبادتها - واستخدامها في إبادة الخصم .. وهي مبادئ متوارثة من القوانين الرومانية القديمة التي كانت تبيح للمتحضر استعباد الشعوب المغلوبة. وظهر هذا في الممارسات الأمريكية في العراق من استخدام اليورانيوم المخصب، والقنابل النيتريونيه في الفلوجة ومطار بغداد. وأفعانستان، وكذلك استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض واليورانيوم في غزة.
2 – ظهور فكرة شعب الله المختار - وبالنسبة لأمريكا ... ال Wasp الإنجلوساكسونى الأبيض - وبالنسبة لأوروبا - فهو الشعب الألماني عند هتلر والبريطاني عند تشرشل والإيطالي عند موسوليني.
3- الغزو والتوسع والاستيلاء على الأراضي بالقوة بما يسمى المجال العنصري الحيوي – أو Lebens Raum عند هتلر - وأمن إسرائيل - وهي دولة لسيت لها حدود معلومة - حدودها كما قال بن جوريون حيث يتواجد جنودها ... وكما قال شارون يوما إن المجال الحيوي لإسرائيل من المغرب في شمال إفريقيا إلى إندونسيا.
4- كان لظهور ما يسمى بالمسيحية الصهيونية - أو الحضارة اليهودية المسيحية أكبر الأثر في الحملات الاستعمارية الكبرى للسيطرة على العالم القديم آسيا وإفريقيا والجديد أمريكا وكندا. حيث استخدمت أساليب الإبادة في التعامل مع الشعوب المغلوبة، ويتجلى هذا بوضوح في إبادة أكثر من 80 مليونا من الهنود الحمر في أمريكا، حتى بعد أن ألقوا السلاح وعقدوا المعاهدات مع البيض. لقد كان الهدف واضحا وهو إبادة السكان الأصليين، ومن أجل هذا أصدر الرئيس الأمريكي Andrew Jackson أندرو جاكسون مرسومه الشهر بإبادة الهنود والاستيلاء على ممتلاكاتهم. حيث قال: يحق لكل مستوطن أبيض الاستيلاء على أملاك الهنود ويعاقب من يقاومه بالقتل، وتوالت المذابح على الهنود و منها على سبيل المثال: Blue River 1854، Sand Creek 1863، Washiya 1868، ثم Wounded knee 1900 ...
وانطلاقا من نفس التعاليم الصهيومسيحية المستقاة من آيات العهد القديم قامت بريطانيا بإبادة سكان أستراليا الأصليين، واستخدمها الأمريكيون في غزو الفيلبين حيث أمر الجنرال ماك آرثر، ومن بعده الجنرال سميث ضباطه وجنوده بقتل كل من يزيد عمره عن عشر سنوات من الرجال والنساء، لا أريد أسرى ... أريد أرض محررة من أصحابها - أوراق تشوفسكي وتلمود العم سام - طبعة بيروت 2004م.
ومن هنا تُفهم الممارسات الصهيونية ضد الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين فهي تنبع من نفس القيم المشتركة بين الغرب وإسرائيل، وبهذا كانت مذابح دير ياسين، الطنطورة، كفر قاسم، قتل الأسرى المصريين، ضرب المدارس ... بهدف طرد السكان الأصليين من الأرض. وفي هذا يقول إسرائيل شاحاك في كتابه - التاريخ اليهودي والديانة اليهودية - أن كل ما أصاب الفلسطنيين من قتل وتشريد - ينبع من التعاليم الدينية اليهودية - من نفس القيم المشتركة بين إسرائيل والغرب. ولقد اعترف بوش وبلير بأن الأوامر الإلهية، أو العقيدة الإلهية كانت حافز، تماما في قرارات الحرب على أفغانستان والعراق، وأكد كارتر أن العلاقة بين إسرائيل وأمريكا هي في الأساس علاقة دينية. خطابه في الكنيست 1979م.
ه- ولقد ساهمت الكنيسة القديمة في أكبر حملة تضليل وتشويه للإسلام وامتلأت أدبياتها بكل الأكاذيب عن الدين الإسلامي ورسوله الأعظم وشحنت أتباعها بالحقد والكراهية لكل ما هو مسلم، وأقامت محاكم التفتيش في إسبانيا، والحروب الصليبية في المشرق، وتجلى هذا بوضوح بعد الحرب العالمية الأولى - حيث قال الجنرال الإنجليزى اللنبي حين دخل فلسطين: الآن انتهت الحروب الصليبية، وقال الجنرال الفرنسي جورو واقفا على قبر صلاح الدين – ها قد عدنا يا صلاح الدين.
و- وكما كانت للدوافع الاقتصادية والسياسية أكبر الأثر في نشوء وقيام دولة إسرائيل، كان أول من نادى بها نابليون بونابارت عام 1799 – حيث طالب اليهود بالعودة إلى فلسطين وتأسيس دولة تحت حماية فرنسا لتكون قاعدة للإمبراطورية الفرنسية للسيطرة على الشرق العربي وطريق الهند. ثم جاء بالمرستون وزير خارجية بريطانيا عام 1845 لينادي بنفس الشيء وطالب بقيام دولة تفصل المشرق العربي عن مغربه، وزادت أهمية فلسطين بظهور مستجدات اقتصادية هامة:
1- اكتشاف النفط في أذربيجان وإيران والعراق - واكتشاف أهمية استخدامه في وقود السفن بدلا من الفحم حيث يوفر 80 من أماكن التخزين، بالإضافة إلى أنه أصبح العمود الفقري للثورة الصناعية الكبرى في الغرب.
2 – إنشاء قناة السويس على يد إسماعيل - وأهميتها في الترابط بين أوروبا والشرق الأقصى - ومنابع البترول.
3- ظهور الرأسمالية اليهودية ومساهمتها في الحروب الاستعمارية في آسيا وإفريقيا، وتمويلها عمليات حرب الأفيون مع الصين.
ومن هذا المنطلق، أعطت بريطانيا وعد بلفور لليهود، وتم تقسيم أرض الخلافة العثمانية بين فرنسا وبريطانيا حسب اتفاقية سيكس بيكو.
ك – التخلص من المشكلة اليهودية في أوروبا:
كان الوجود اليهودي في أوروبا غير مرحب به، ولعبت الكنيسة الكاثولكية والأرثوذكسية دورا كبيرا في التحريض على اليهود وإقامة المذابح لهم بتهم الثأر لدم المسيح عليه السلام، وقامت مذابح كبيرة لليهود في روسيا 1883 وبولندا، وألمانيا وفرنسا، وإسبانيا، وكانت هناك عوامل اقتصادية تلعب دورها في تلك المذابح بهدف الاستيلاء على أموال المرابين اليهود ومن هنا كانت هناك رغبة ملحة في نقل اليهود إلى فلسطين تزامنا مع وعد بلفور، ومن الغريب أن اليهود لم يشعروا بالأمن والسلام إلا من خلال الحكم الإسلامي في الأندلس وفي أرض الخلافة الإسلامية، هذا ما تقرره كتبهم.
ل – استخدام المحرقة اليهودية تبريرا لقيام إسرائيل:
وكان لقيام الحرب العالمية الثانية، وحصول ما سُمي بالمحرقة اليهودية التى لا تزال بعض المصادر الغربية تريد إعادة النظر في ظروفها وملابساتها ودور المنظمات اليهودية فيها، أكبر الأثر في تجييش ساسة أوروبا وأمريكا تحت شعار واحد، إنقاذ اليهود ونقلهم إلى إسرائيل وفي هذا تدليس واضح وتزوير فاضح.
فلقد بلغت خسائر الحرب العالمية الثانية خمسين مليون قتيل بسبب من أشعلوها، ومن الأقليات التي دفعت أثمانا غالية لهذه الحرب، الغجر أكثر من مليوني قتيل، ثم اليهود والذين قدرهم جارودى بحوالي أقل من مليون، وغيره شكك في العدد المفروض دوليا ويُعاقب ناكره بالسجن "6 مليون"، ولكن أكثر الأقليات الدينية تضررا فهم المسلمون فلقد تحمل هؤلاء العبئ الأكبر في حرب لم يُشعلوها ولم يكونوا طرفا فيها حيث استخدمهم الحلفاء - إنجلترا في الهند - كينيا - شرق إفريقيا ونجيريا وفرنسا - في المغرب العربي - الجزائر والمغرب والسنغال وغينيا ... والروس من مسلمي وسط آسيا ... كانوا وقودا للمدافع في الخطوط الأمامية، ويُقدر عدد المسلمين الذين قتلوا في تحرير أوروبا بحوالي عشرة ملايين بالإضافة إلى اختفاء دولتين إسلاميتين وهما الشيشان والقرم حيث تم تهجير جميع سكانها من البلاد. ولكن التركيز الأوروبي يُصر على ما يُسمى بالهولوكوست والعدد الذي لم يُسمح بالتحقيق فيه بطرق علمية أو عرضه للمناقشة. لغاية في نفس أصحاب المشروع الصهيومسيحي.
م- وكان الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979 والبطولة الفائقة التي أبداها الشعب الأفغاني والمجاهدون العرب في دحر القوات السوفيتية مما أدى إلى انهيار الاتحاد السوفيتي نفسه ثم سقوط حائط برلين 1989م. وتزامن ذلك مع ظهور الثورة الإسلامية في إيران، التي طردت السفير الإسرائيلي ورفعت راية التحرير للعالم الإسلامي من الهيمنة الغربية وحددت بوضوح أعداء الأمة - أمريكا و إسرائيل- هذان الحدثان الهامان سقوط الاتحاد السوفيتي، وانتصار الثورة الإسلامية - كان لهما نتائج خطيرة، الأول هو انتهاء العدو التقليدي للغرب وتفككه، والثاني هو ظهور الإسلام كعدو جديد خطر للغرب يمتلك كل المقومات لقيم حضارة عالمية، تكون ندا ونقيضا للمشروع الصهيومسيحي الروماني الوثني كما صرح بذلك الأمين العام للحلف الأطلسي 1989م كلاس، وركز عليه نيكسون في كتابه، وحدده بالخطر الأخضر.
وتزامن هذا مع صعود المحافظين الجدد إلى السلطة، وانتخاب جورج بوش رئيسا للولايات المتحدة، وتحت أحداث سبتمبر التي يجمع الكثير من الخبراء الغربيين، ومنهم الجنرال ويزلي كلارك الأمريكي، فون بيلو رئيس الاتتخبارات الألماني الأسبق، تيري مايسون الفرنسي، والصحفي الأمريكي البارز والذي تحدى الإدارة الأمريكية أن تفرج عن وثائقها ألكس جونز، الكل أجمعوا - أن أحداث 11 سبتمبر يقف وراءها جهات ظلامية متنفذة في الولايات المتحدة وإسرائيل.
وتم استخدام هذه الأحداث ببراعة لبدء الحملة العالمية الجديدة على الإرهاب الإسلامي حيث توالت التصريحات:
إنها حرب صليبية جديدة ومن ليس معنا فهو ضدنا- جورج بوش.
إن أمن العالم يتوقف على أمن إسرائيل- كوندوليسيا رايس.
إن الاعتداء على يهودي واحد هو اعتداء على فرنسا كلها - جاك شيراك.
التزاما بأمن إسرائيل تعطي ألمانيا خمس غواصات نووية "تستطيع ضرب أي مدينة في العالم الإسلامي" – ميركل.
نحن نحارب الفاشية الإسلامية التى تريد إعادة الخلافة والسيطرة على مصادر الطاقة - جورج بوش.
لن نسمح بالمساس بأمن إسرائيل - توني بلير.
إن الإرهابيين المسلمين يهددون رخاءنا - our way of life جورج بوش.
وتم الإعداد لتحالف دولي من أكثر من ثلاثين دولة أوروبية لغزو أفغانستان، وانطلقت الطائرات والصواريخ لتدك معاقل طالبان والمجاهدين، وتنشر الموت والدمار في أنحاء البلاد كما تم غزو العراق. بعد تزييف وفبركة أدلة أسلحة الدمار الشامل عام 2003م، وحددت أمريكا دول محور الشر التي يجب القضاء عليها - إيران - ليبيا - سوريا - أفغانستان - العراق - السودان - وأُضيفت كوريا الشمالية ذرا للرماد في العيون. الحرب كانت منذ البداية - حربا صليبية – صهيونية - ضد الإسلام بقيادة أمريكا ودول الغرب.
1- ومكان إسرائيل في هذه المنظومة، هو في قلب هذا المشروع، وهو في صلب هذه الحملة المتجذرة في عداوتها للإسلام، وهي امتداد لحرب استمرت لأكثر من ألف عام لحذف هذا الدين تماما من خريطة العالم.
2- ومن هنا كان التزام الغرب بأمن إسرائيل، حيث أصبح هذا الشعار غطاء حركيا Cover code لاستمرارية الحرب على الإسلام، ومن هذه الأسباب مجتمعة أصبحت إسرائيل دولة مقدسة، فوق القانون والمساءلة فهي تعرف مكانها في المنظومة وحاجة الغرب إليها، وأصبحت سيدة العالم لا يُرد لها طلب، وشعبها هو شعب الله المختار.
3- وحفاظا على أمن إسرائيل وقدرتها الردعية والعدوانية وحفاظا على تفوقها على العالم العربي أجمع، أمدتها أمريكا والدول الغربية بأحدث ما أنتجته هذه الدول من أسلحة الدمار الشامل، بالإضافة إلى مئات القنابل النووية والنيترونية والصواريخ التي تحملها إلى كل بقعة من بلاد العالم الإسلامي، هذا في الوقت الذي يقف العالم الغربي أجمع ضد المشروع النووي السلمي الإيراني ويتم حصار غزة لمنع وصول الغذاء والدواء والكلاشنكوف، ويتم استصدار القوانين الدولية من مجلس الأمن لتجريد حزب الله من السلاح.
4- ويظهر نفاق الغرب وازدواجية معاييره في التعامل مع القضايا الدولية في سلوكه في قضيتي تيمور الشرقية وفلسطين. تيمور الشرقية تم إلحاقها بإندونيسيا بمباركة أمريكا في سبعينيات القرن الماضي، لوجود حركة شيوعية بها، عدد سكانها أقل من مليون، ثم اكتشاف البترول في مياهها الإقليمية بدأت الاضطرابات بها بوحي من أمريكا، التي استصدرت قرارا من مجلس الأمن تحت البند السابع يُطالب إندونيسيا بإخلائها دون إبطاء، وتحركت الأساطيل الأمريكية لضمان التنفيذ - الذي تم باستقلال الجزيرة - أما في فلسطين فجميع القوانين الدولية تُعطل بواسطة الفيتو الأمريكي، والعملية السلمية هي عبارة عن أكبر عملية خداع عرفها التاريخ، فالكلام عن السلام مستمر بينما تلتهم الجرافات الإسرائيلية الأراضي الفلسطينية وتقام عليها المستعمرات التي كانت أول الأمر - غير شرعية يجب إزالتها - ثم غير قانونية، ثم عقبة في طريق السلام، ثم تم شرعنتها بخطاب بوش شارون، وأصبح موضوع إقامة دولة فلسطين مجرد نكتة يُصدقها السذج والبلهاء.
5 – والغرب لا يُمكن أن يضغط، بل لا يُسمح لأي قوة بالضغط على إسرائيل فهي قلبه وعينه، ورأس حربة في العالم العربي، وقوته الضاربة لإخضاعه والاستيلاء على ثرواته، وهزيمتها أمام المقاومة، هي في الحقيقة هزيمته هو نفسه أمام عدوه الأكبر الاسلام و نهاية أحلامه في السيطرة على العالم.
6- كما أن نهاية المشروع الصهيوني تعنى عودة اليهود إلى أوروبا و هو أمر يُفزع ويؤرق القادة الغربيين، من عودة سيطرة اليهود الفعلية عليهم بالإضافة إلى التكلفة المالية الهائلة والتي تقدر بتريلون دولار لإعادة تأهيلهم في أوطانهم الأصلية، كما أن الدوائر المسيحية اليهودية التي تنتظر عودة السيد المسيح بعد معركة هرمجدون الكبرى التي ينتصر فيها اليهود وحلفاؤهم على العرب والفرس يأجوج ومأجوج، بصدمة كبرى تهدد عقائده الفاسدة ومنظومة قيمه من الأساس.
المأزق الغربي:
تعثرت مسيرة المشروع الصهيومسيحي للسيطرة على العالم، لظروف كثيرة بعضها من داخله، وبعضها من خارجه، وهذه سنة الله في هذا الكون فالشر يُحطم، والباطل كان زهوقا - أي مبرمج ليتحطم من نفسه، فلقد ازدادت المقاومة الإسلامية - دفع الله الناس بعضهم ببعض - وظهرت إيران قوية، ودخلت دول في محور الممانعة - وتم طرد إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000م، وهزيمتها أمام حزب الله في 2006م، وبعد أحداث غزة تبيّن للغرب أن هناك تغيرات كبرى قد حصلت في المنطقة، منها أن استعمال القوة المفرطة لفرض المشروع الصهيوني قد فشل، وأن حدود القوة قد وصلت إلى نهايتها، فالهزائم متواصلة في العراق وأفغانستان والصومال، وجاءت حرب إسرائيل ضد غزة المحاصرة المجوعة، لتبين بوضوح أن دولة العدو رغم قدراتها العسكرية الفائقة عجزت تماما في فرض سيطرتها على غزة، لقد ولى إلى غير رجعة، صورة الجندي الإسرائيلي السوبرمان الذي لا يُقهر، وثبت خوره وضعفه وجبنه أمام المجاهدين في غزة ولبنان، لقد تآكلت المنظومة الصهيونية نفسها، وتحول المجتمع الإسرائيلي إلى مجتمع إستهلاكي يبحث عن المتعة والرفاهية، كما ثبت للغرب أن الحروب التي قادتها أمريكا وحلفاؤها للسيطرة على العالم وتتويج إسرائيل ملكا على الشرق الأوسط الجديد، قد باءت بالفشل وأدت في النهاية إلى الأزمة المالية الراهنة التى تهدد أمريكا والدول الغربية بل والعالم أجمع بكساد اقتصادي يذهب بكل إنجازات عصر السيطرة الرأسمالية على العالم. ديون أمريكا وحدها حسب ما نشره معهد شيلر Shiller Institute بلغت قبل حرب العراق 37،5 تريليون دولار، وتوالت إفلاس البنوك والشركات الكبرى، وانتقلت العدوى إلى دول أوروبا، حليف أمريكا، وأصبحت الأزمة الراهنة تهدد بانهيار وإفلاس مؤسسات الرعاية ودولة الرخاء الاجتماعي Welfare State، البطالة وتسريح العمال أمر عادي يومي، النظام يهتز من أسسه في أمريكا والغرب والانهيار مسألة وقت، ومن هنا بدأت المراجعة للأولويات في الغرب، فهو يبحث عن حل مرحلي للتهدئة والتقاط الأنفاس وإعادة الحياة لمشروعه، تتمثل في خروج مشرف مدعيا الانتصار في العراق وأفغانستان والصومال وباكستان، ويبحث عن حل للقضية الفلسطينية يحفظ ماء وجه الغرب المعتدلين ويُعطي ورقة التوت للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتهدئة الأمور مع إيران تفاديا لصدام قد يجر الكوارث على أمريكا والغرب ويكون فيه نهاية المشروع الصهيوني نفسه.
ورغم أن الانتخابات الأمريكية أفرزت حكومة تعي هذه الحقائق إلا أن الانتخابات الإسرائيلية انتهت بفوز اليمين المتطرف، الذي يعي تماما المأزق الغربي، ويحاول ابتزاز أمريكا والغرب، لإنهاء التسوية كما تريد إسرائيل - دون تقديم ورقة التوت المطلوبة للاعتدال العربي - بل أن يفرض شروطه على سادته وحلفائه - بل وحدد أولوياته. فهو يُطالب الغرب بجدول زمني - لا يزيد عن شهور لتحرير إيران من القدرات النووية وبتجريد حزب الله وحماس من السلاح، لا يعترف بحل الدولتين، ولا بأنابوليس ولا يقدم للفلسطينيين سوى بعض الرخاء الاقتصادي كعمال في دولة إسرائيل الكبرى ونراه يُهدد بحرب إيران، وضرب السد العالي في مصر، بل والسيطرة على آبار البترول كما اقترح وزير الدولة يوسي بيلين فرض عقوبات على أمريكا والدول الأوروبية...!!!
لقد بات النمر الصهيوني الذي شب عن الطوق يرى فرصته الكبرى فهو يعرف بل ويحفظ عن قلب الأدبيات المسيحية التي شارك هو نفسه في صياغتها وتنظيرها والترويج لها، ويتذكر دون كلل أو ملل ما ألحقه هؤلاء المسيحيون بهم من مذابح ومحارق، ويعرف حق المعرفة أن المسيح الذي ينتظره هؤلاء ليقضي على مأجوج ومأجوج .. العرب والفرس .. سوف يطالبهم بدخول المسيحية حيث يكون الموت عقابا لكل من يمتنع ويأبى .. أن ينتظر مسيحه هو الذي سوف يدخل معبد الهيكل ظافرا منتصرا ملكا لإسرائيل ليقيم مملكة يهوذا التي تحكم العالم أجمع، ولتحقق له بذلك أسطورة شعب الله المختار، ويرى أنه أصبح من ذلك قاب قوسين أو أدنى.
- المواجهة أصبحت واضحة - بين أصحاب المشروع الصهيومسيحي الأمريكي، وبين تطلعات الشعوب الأوروبية، التي أصابها الفزع من البطالة وخسارة المسكن والسيارة، ونظام المعاشات، والتأمين الطبي ودولة الرفاهية، وهنا يجب أن نفرق تماما بين الشعوب الأوروبية التي صرحت في استفتاء 2002 بغالبية 59.6% بأن اسرائيل تهدد أمن أوروبا والعالم والتي خرجت بالملايين في الشوارع تتظاهر ضد الحرب في العراق، وتأييدا للفلسطينيين في غزة، وحكومات رائدة مثل سويسرا، النرويج، اليونان، إسبانيا والسويد معروفة بمواقفها المتعاطفة مع القضايا العربية، وبين حكومات النخب الأوروربية - التي يتم تتويجها بوساطة - منظمات Bilderberg بيلدربرج، Skull، Bones الجمجمة والعظمتين - فرسان مالطا والماسونية الدولية، وهي مجموعة المنظمات التي تمثل أركان الحكومة الخفية التي تحرك العالم الغربي في مأزق، وأوباما لن يستطيع أن يقدم شيئا، فهو قد التزم في حملته الانتخابية بأمن إسرائيل، وأقصى ما يُمكن له أن يقدمه هو أن يعود ناتنياهو إلى المفاوضات من جديد. التحدي قائم بين المؤسسة الصهيونية التي استأسدت وتحاول اغتنام فرصة العمر لتحقيق أهدافها، وبين هؤلاء الذين خططوا وشرعوا للنظام العالمي الجديد - ويقف العرب المعتدلون ومن راهن على أوباما أن يسمع بوضوح لا لبس فيه من هو نفسه، فهو يتكلم عن الروابط القوية التي تجمع بين أمريكا وإسرائيل، وكلامه عن عذابات اليهود والمحرقة وحقهم في وطن لهم، على أرض فلسطين، ثم هو يطالب حماس بكف العدوان على إسرائيل والاعتراف بشروط الرباعية والقبول بحل الدولتين، دون أن يبين لنا أين ستقام هذه الدولة، بعد أن التهمت الجرافات الإسرائيلية الأرض، وأقامت عليها المستعمرات والجدار العازل بالأموال الأمريكية.
وما إن وصل أوباما إلى ألمانيا، حتى وصلت الرسائل، أن على الفلسطينيين والإسرائيليين أن يقدموا تنازلات مؤلمة .. لقد تنازل الفلسطينيون عن 78% من وطنهم، فهل يتنازلون عن الباقي .. أو نصفه ..؟؟ - ثم من فرنسا وصلت رسائل أخرى أنه لن يضغط على أي من الطرفين "إسرائيل" من أجل السلام يعني لن تكون هناك قرارات دولية لإسرائيل بالانسحاب، إنه التفاوض لا غير .. ثم إن على العرب أن يقوموا بمسؤولياتهم نحو السلام يعني التطبيع مجانا مع إسرائيل .. نفس الطلبات القديمة بإنهاء المقاومة تماما – تحطيم جهاز المناعة للأمة، تحطيم إرادتها، تركيعها وإذلالها، والقبول بإسرائيل سيدة المنطقة.
إن هناك - دون شك مواجهة في الأفق، وهنا تذكرني قصة السويسري فرانكنشتين Frankenstein الذي استطاع تجميع إنسان هائل من أعضاء ممتازة جميعها من جثث مختلفة ثم تمكن بواسطة صدمات كهربائية بإعادة الحياة إليها، وقام ببرمجة مخ المخلوق ليكون عونا له في السيطرة على العالم، و لكن المسخ الجديد خرج عن الطاعة وأصبح يُهدد سيده وخالقه - وهنا قام فرانكنشتين بقتل المسخ قبل أن يقتله.
والآن هل يستطيع أصحاب المشروع الصهيوني المسيحي الروماني الوثني إرغام المسخ الصهيوني على الالتزام بالطاعة، أم أن المسخ الصهيوني سوف يقوم بهدم المعبد على رؤوس الجميع؟!.
إبراهيم صلاح
سويسرا
يونيو 2009م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.