بالرغم من ظهور فتاوى تجيز إفطار اللاعبين في المباريات الرسمية، فإن مهاجم فريق إشبيلية الإسباني المخضرم المسلم فردريك كانوتيه رفض الاستسلام لتلك الفتاوى، وأكد حرصه على الصوم في شهر رمضان المبارك، مشددا على أن "الصوم يمنحه القوة".وقال كانوتيه لموقع "جول دوت كوم" الرياضي الشهير الإثنين 24-8-2009: "أحترم ديني ولذلك أتبع تعاليمه ما استطعت".وأضاف : "الصوم والتمسك بتعاليم ديني يزيدني قوة وحيوية.. ولا تعارض في ذلك؛ فمن يعرف الإسلام جيدا يدرك تماما أنه لا يضعف الإنسان بقدر ما يقويه ويفيد صحته". وفي السياق ذاته، رأى كانوتيه أن "الالتزام الديني يفيدني كثيرا، وكرة القدم تقويني وتمنحني الصحة". ولفت إلى أن هناك الكثيرين من نجوم كرة القدم في إنجلترا وإسبانيا وفرنسا يحرصون على صوم ذلك الشهر الفضيل "لكنهم لا يتحدثون عن علاقتهم بدينهم"، مشيرا إلى أن صوم رمضان لا يسبب له أي مشكلات سواء مع ناديه أو جمهوره. وأردف: "أنا على علاقة جيدة مع كل الناس هنا (في الفريق)، ويتفهمون تماما موقفي من مسألة الصوم"، مشددا على أنه يبذل كل ما يستطيع من جهد وعطاء في النادي حتى لا يخذل زملاءه ومشجعيه. وبخلاف كانوتيه، ذكرت صحيفة الآس الإسبانية أن الثلاثي المسلم بفريق ريال مدريد: لاسانا ديارا، ومحمد ديارا، وكريم بن زيما قرروا صيام شهر رمضان الجاري رغم الفتاوى التي تجيز لهم الإفطار. "مفيد بدنيا ومعنويا" ويتفق الدكتور ياسين زيرجوني، عضو اللجنة الطبية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، مع كانوتيه في موقفه من صوم شهر رمضان. وفي دراسة أجراها مركز "التقييم والبحث" التابع للفيفا مؤخرا قال زيرجوني، وهو من أبرز المشاركين في الدراسة: إن "ذلك الشهر مفيد بدنيا ومعنويا للاعب ولا يؤثر سلبا على سلوكياته"، مضيفا: "رمضان أبعد ما يكون عن الإضرار باللاعبين". وأفتت دار الإفتاء المصرية مؤخرا بجواز إفطار لاعبي كرة القدم أثناء المباريات الرسمية التي لا يمكن اعتذار اللاعبين عنها، معتبرة أن اللاعب "المرتبط بعقد مع ناديه مثله مثل الأجير الملزم بأداء عمل معين، وفي حالة تأثر العمل بالصوم فإن له رخصة للإفطار"، بينما رفضت إجازة الإفطار بسبب التدريبات. وكان اللاعب كانوتيه المالي الأصل واحدا ممن وصلوا إلى المرحلة النهائية في تصفيات المسابقة التي نظمتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" لاختيار أفضل لاعب إفريقي لعام 2007. وانضم كانوتيه إلى فريق "إشبيلية" عام 2005 منتقلا من فريق "ليون" الفرنسي. وتحول كانوتيه إلى الإسلام منذ 10 سنوات، وعلى إثر ذلك قام بإنشاء منظمة في مالي لرعاية الأيتام، وفي رمضان الماضي أثار إعجاب محبي الكرة الإسبانية لأدائه المتميز رغم كونه صائما. وتم تتويجه عام 2006 على رأس رابطة الهدافين الإسبانية بعشرين هدفا، متفوقا على أساطين لاعبي كرة القدم، مثل اللاعب البرازيلي رونالدينهو. وكانوتيه مسلم متدين يحرص على أداء الصلوات في غرفة مغلقة، وفي الموسم الماضي رفض ارتداء قميص إعلاني لموقع إلكتروني للقمار؛ على اعتبار أنه أحد المحرمات في الإسلام. وفي عام 2007 أنقذ كانوتيه المسجد الوحيد في مدينة إشبيلية الإسبانية من الإغلاق بعد أن انتهت فترة استغلال الأرض المقام عليها المسجد بموجب عقد بين مسلمي المدينة ومالكي العقار، ودفع كانوتيه 510860 يورو (700 ألف دولار) لشراء الأرض التي تم عرضها للبيع؛ وذلك لمنع إزالة المسجد المقام عليها. حازم مصطفى إسلام أون لاين. نت