وصلت الدفعة الثانية من المساعدات العسكرية الجزائرية إلى شمال مالي قادمة من تمنراست، في انتظار وصول عتاد عسكري آخر إلى النيجر لتعزيز قدرات الساحل في مواجهة ''القاعدة''.وفي سياق متصل، أفادت مصادر أن صفوف الإرهابيين في الصحراء تصدعت بسبب خلاف حاد بين ''السوفي'' وموريتانيي إمارة الصحراء.لوحظ نشاط عسكري غير عادي خلال الأسبوع الجاري بالمناطق الصحراوية المتاخمة للحدود الجزائرية المالية. وأفاد مصدر عليم، بأن الأمر يتعلق بوصول 20 شاحنة عسكرية من تمنراست محملة بذخائر وأسلحة فردية وتجهيزات ميدانية، منها مناظير ومعدات رؤية ليلية وأجهزة تحديد المواقع بالساتليت. وتم إيفاد العتاد العسكري تجسيدا لما تم الإتفاق بشأنه بين ممثلي جيوش دول الساحل في لقاء تمنراست الأخير. وذكر المصدر أن دفعة من التجهيزات العسكرية سينقلها الجيش الجزائري إلى النيجر خلال الشهر المقبل، وهي الثانية التي تسلمها الجزائر لحكومة باماكو. ووفقا للمعطيات المتوفرة، فإن شحنة السلاح قدمت بشروط مشددة تتعلق بتحريم استعمالها ضد المتمردين التوارف مهما كانت الظروف. وتؤشر المعطيات الميدانية حاليا بأن عملية عسكرية ضد مواقع نشاط الإرهابيين باتت وشيكة وقد تأخرت حسب المصدر، حيث فضّل الجيش إعطاء فرصة لإمكانية تخلي أمير مسلحي الصحراء يحي جوادي عن الإرهاب، على خلفية تنقل أحد أفراد عائلته من تيارت إلى الصحراء للقائه بترتيب من الجيش. وفي سياق متصل، ذكرت مصادر أخرى تتابع نشاط عناصر ''القاعدة'' في الصحراء، أن خلافا حادا نشب بين الموريتانيين والجزائريين كاد أن يتحول لاشتباك مسلح بين الطرفين، عندما اختار الإرهابي حميد السوفي شخصا اسمه عزام وهو إرهابي من مالي، مسؤولا عن الأمن والإعداد العسكري والتموين ضمن المجموعة التي يقودها السوفي. وقد أثار ذلك غضب المورتانييين والليبيين القدامى في التنظيم، وتدخّل جوادي ليحكم بين الفريقين المتنازعين. ولإرضاء الموريتانيين عيّن واحدا منهم اسمه التندغي ضابطا شرعيا. ومنذ مارس 2009 انفصل الموريتانيون عن كتيبة طارق بن زياد، حسب المصادر، بعد أن وصفهم السوفي بأنهم عديمي الخبرة في القتال وأثنى على خبرة المقاتلين الماليين. وقد شكلت مجموعة الموريتانيين التي انفصلت عن الكتيبة، نواة جديدة في النشاط الإرهابي ضمن إمارة الصحراء بعد تطور الخلاف. وتتضمن المجموعة حوالي 40 موريتانيا أطلقوا على أنفسهم ''كتيبة العصمة'' يقودها حاليا موريتاني غير معروف، يقال بأنه من منطقة آثار في غرب موريتانيا و هو موال للإرهابي يحي جوادي.