عمان وصف القاص والناقد سليمان الأزرعي رواية "الرابح يبقى وحيدا" لمؤلفها البرازيلي باولو كويلو بأنها عمل أدبي عالمي باستحقاق، ينطوي على رؤية أفقية للعالم وتعدد مرجعيات نظمه وتنوع أجناسه وثقافات شعوبه.وقال إن الرواية اختصرت العالم في مكان واحد هو مدينة كان الفرنسية التي تحتضن المهرجان السينمائي والفنون والتقنيات العصرية، حيث يلتقي حوالي ستة آلاف شخص هم -إضافة لموبقاتهم- يصنعون الحروب وصفقات السلام، ويثيرون الصراعات العرقية والقبلية، ويمدون المتحاربين بالسلاح ويحمونهم بقرارات الشرعية متى أرادوا. تعرية القطب الواحد وعلق الأزرعي على ثلاثة من أشخاص الرواية اعتبرها رئيسة، وتكمن أهميتها في أنها تحاول التلاعب بأحلامها وتشكيل تلك الأحلام وترجمتها على نحو مزاجي يعزز سلطة المال والشهرة والنفوذ مما يضاعف حدة اللعنة على هذا العالم دون أن يحس الأفراد أو الجماعات بأنهم محكومون بقانونية شرسة وشريرة. وقال في أمسية ثقافية نظمتها دائرة المكتبة الوطنية بعمان مساء السبت ثمة في الرواية شخصيات ثانوية وهامشية كلها تدور حكما في فلك رأس المال، كما أن خطها يقوم على المراوحة بين شخصية وأخرى وحدث وآخر لتعرية بنية العالم الأحادية وفضح مخرجاتها على شكل حروب واحتقانات واجتياحات ثقافية، وما ينتج عنها من نظم ديكتاتورية تشوه الحياة وتصنع الحرب والتسويات. ويرى الناقد الأزرعي أن "كويلو عبر عن فهمه العميق لمركزية رأس المال ووحدة العالم.. تلك الوحدة الجديدة في أعقاب سيادة القطب الواحد وسيطرته على مفردات المجتمع البشري وصياغة عالمه الجديد". فيروس المال وقال الأزرعي إن الكاتب البرازيلي وقع مجددا في مغريات فيروس المال والشهرة، فقد جرته شخصية المفتش سافو لينحرف بالرواية صوب عالم الجريمة والتحقيقات والجاسوسية والاستخبارات، وكأن هذا العنصر بات من لزوميات الرواية الغربية الحديثة والعالمية الكبرى. وتطرق الأزرعي الذي يعمل أستاذا للأدب والنقد الحديث في جامعة الشرق الأوسط للدراسات العليا بالأردن لشخصية أيغور الشاب الروسي الذي "تعلم القتل المجاني في أفغانستان، وترسخ في وجدانه مفهوم أن تقتل لتعيش.. القتل يجب أن يكون أمرا سهلا حتى بالنسبة للضعفاء الذين ينغصون على أصحاب السلطة والمال جلساتهم، أرحته من الشقاء". وقال إنه لمس ما تحدر للكاتب البرازيلي من الثقافة العربية الإسلامية والصوفية على وجه الخصوص بما يتماشى مع مقولة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه "ما متع غني إلا بما جاع جائع". ويذكر أن الرواية ترد فيها أسماء عربية، كحميد حسين وهو ابن تاجر قماش خليجي تشير القرائن إلى أنه إماراتي دخل عالم الشهرة والنفوذ من أوسع أبوابه بوصفه مصمما عالميا للأزياء ومنتجا للأفلام تربطه علاقات مصلحة مع أشهر نساء العالم ورجاله. وكان الباحث محمد يونس العبادي قد استهل الأمسية بالقول إن هذا النشاط جاء تحت مسمى كتاب الأسبوع كأحد الأولويات الفاعلة لمشروع "أقرأ وأستمع والقراءة للجميع" الذي تعمل وزارة الثقافة على أن يكون ضمن الفعاليات الثقافية الدائمة والمستمرة للنهوض بالمشهد الثقافي بالأردن. توفيق عابد