في مواجهة عمليات التنصير، أطلق أئمة ودعاة مدينة "تيزي وزو" في منطقة القبائل الجزائرية، ذات الأغلبية الأمازيجية، حملة تبرعات واسعة في المدينة لاستكمال بناء المساجد التي لازالت في طور الإنجاز، وذلك باستثمار الإقبال الكبير على أعمال الخير في شهر رمضان المبارك.هذه الحملة تأتي ضمن أنشطة دينية مكثفة للدعاة والأئمة في منطقة القبائل (شرق العاصمة) لمحاصرة تحركات الجماعات التنصيرية في المنطقة، مستغلة حالة الفقر الذي تعاني منه شرائح واسعة من السكان. وجرى إطلاق الحملة في أول جمعة من رمضان، بالتنسيق مع مديرية الشئون الدينية والأوقاف، التي سمحت بجمع التبرعات لإتمام تشييد عدد كبير من المساجد قيد الإنشاء منذ سنوات؛ جراء قلة الموارد المالية المخصصة من قبل الدولة لاستكمالها. ففي مسجد "المدينةالجديدة"، الذي بدئ بناؤه عام 1984، ولم يكتمل بعد، شرعت مجموعة من شباب المسجد في جمع التبرعات المالية من المصلين، الذين لم يتوانوا في تلبية دعوة الإمام إلى التبرع، الذي لم يقتصر فقط على دفع العملة المحلية (الدينار الجزائري)، إذ إن أحد المصلين تبرع بالدولار. وعادة ما يعتمد القائمون على عملية بناء المساجد في الجزائر على تبرعات المصلين بشكل أساسي، والتي لا يتم جمعها إلا بعد الحصول على إذن مسبق من وزارة الشئون الدينية والأوقاف، خاصة مع ضعف الدعم المالي الذي تخصصه الدولة لقطاع الشئون الدينية والأوقاف. ويوجد بالجزائر قرابة 20 ألف مسجد، يتبع غالبيتها سلطة وزارة الشئون الدينية والأوقاف، التي تعين الأئمة والخطباء. دعاة وخطباء منطقة القبائل يرون أن التركيز على استكمال بناء المساجد، وبالأخص الموجودة بالقرى والبوادي، يعد من الخطوات العملية لمواجهة التنصير في المنطقة. وكان وزير الشئون الدينية والأوقاف الدكتور بوعبد الله غلام الله، في تصريحات صحفية سابقة، اتهم من أسماهم ب"الإنجيليين الجدد" بالوقوف وراء حركة التنصير، واصفا إياهم ب"الإرهابيين" الذين يجب محاربتهم. وباشرت وزارة الشئون الدينية والأوقاف قبل أيام عملية ضخمة لتسجيل ونسخ الأناشيد الدينية والصوفية في "تيزي وزو" و"بجاية" (شرق) لتوزيعها مجانا على سكان المنطقة، بهدف محاصرة توزيع أشرطة الأغاني ل"الإنجيليين الجدد". وأقدمت السلطات الجزائرية منذ شهور على إغلاق عدد من الكنائس التي تنشط دون ترخيص، علاوة عن تلك التي ثبت تورطها في أنشطة تنصيرية يعاقب عليها قانون تنظيم الشعائر الدينية لغير المسلمين، الذي صادق عليه البرلمان عام 2006. ويقدر عدد النصارى في الجزائر بنحو أحد عشر ألفا من أصل حوالي 35.7 مليون نسمة، ومنهم تسعة آلاف ونصف بروتستانت، بينما لا يتجاوز عدد الكاثوليك ألفا ونصف ألف نسمة، بينهم جزائريون اعتنقوا النصرانية، بحسب أرقام وزارة الشئون الدينية والأوقاف الجزائرية.