كتب محرر الشؤون الدبلوماسية ديفد بلير في صحيفة ديلي تلغراف البريطانية تقريرا يحلل فيه الأسباب وراء افتقار الاتحاد الأوروبي إلى النفوذ عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية.ويقول الكاتب عندما يجتمع وزراء الخارجية للاتحاد في بروكسل، فإنهم يمثلون سلطة موحدة لأحد أقوى مراكز العالم سياسيا واقتصاديا، لا سيما أن هؤلاء ال27 وزيرا يمثلون نصف مليار شخص، وتشكل دولهم مجتمعة ثلث الاقتصاد العالمي. والناتج القومي لدول الاتحاد يبلغ 18 تريليون دولار، أي أكثر بقليل من الاقتصاد الأميركي، ويمثل أربعة أضعاف الاقتصاد الصيني، وهذا ما يمكن حكومات الاتحاد من إنفاق أكثر من 240 مليار دولار على قواتها المسلحة. ورغم تلك الأرقام فإن الاتحاد الأوروبي ما زال عاجزا عن تحويل قوته النظرية إلى نفوذ حقيقي. غياب الصوت الواحد السفير البريطاني السابق لدى إيطاليا وأيرلندا ويوغسلافيا السير إيفور روبرتس قال "ليس لدينا صوت واحد حول القضايا الرئيسية، والأصوات عندما تكون متفرقة لا تلقى الاهتمام الذي يحظى به الصوت القوي الواحد". وتشير الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي يتخذ قراراته عن طريق تصويت الأغلبية المؤهلة في مجلس الوزراء، ما يسمح بتحالف للأعضاء للهيمنة على الأقلية. غير أن السياسة الخارجية تعد استثناء كبيرا لتلك القاعدة، لا سيما أن وزراء الاتحاد يتخذون قراراتهم بالإجماع. ومن الأمثلة التي ضربتها الصحيفة على ضعف الاتحاد الأوروبي في مواجهة الأزمات، غزو روسيا لجورجيا في أغسطس/آب الماضي، حيث كان رد الأوروبيين اجتماع في باريس يعتبرون الغزو "شيئا سيئا" ولم يتحدوا في ما عدا ذلك. كما أن الاتحاد الأوروبي يسيطر عليه "الثلاثة الكبار" وهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وإذا ما تنحوا جانبا، فإن السياسة الخارجية للاتحاد ستنهار على الفور. والمنافسات بين الدول الأعضاء في الاتحاد تحتدم خلف الكواليس حتى بشأن القضايا السياسية التي يتفقون عليها جميعا. والسبب الحقيقي لضعف السياسة الخارجية للاتحاد هو غياب المعنى الحقيقي للهوية الأوروبية، فرغم الخطاب الرنان، فإنه لا يوجد فكرة مشتركة حول مصلحة أوروبية يجب تأييدها في العالم.